عبد الله صديق
الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 00:35
المحور:
الادب والفن
عبد الله صديق
الحقيقة في سبعة فواصل
ـ 1 ـ
سامحيني إن كنت سأفتح جرحا قديما ، أو سأصنع واحدا جديدا .. هكذا أنا .. و ما يجب أن أكون .. أجيء في عز الفرح لأحطم سدودا ظلت تصد عنا طوفان الحزن .
هكذا و بكل ارتجالية و نزق أذر الرماد في العيون البريئة التي كانت تراني ، و كنت أرى بها كل جمال العالم .
و هآنذا بكل ما في آدم من قسوة ، أنفش باطن الزهر و أكسر المزهريات
ـ 2 ـ
تقاطعت معك ، و أنا أجهل إلى أية وجهة يسافر قطاري بك ، مثلما كنت أجهل ما تحمله حقائبك ، و عبثا حاولت إيصالك حيث أريد ، أو حيث تريدين ..
سامحيني ، فالخراب الذي ظننت أنني أخلفه ، أجده دوما بانتظاري .
ـ 3 ـ
معي يطفح هذا الزمن في كأسـه
يسفك نهاري دم غـده ،
و يتخندق في دهاليز أمسـه
معي هذا الزمـن مجـرم ..
يقتص في نهاية المطاف من نفسـه
ـ 4 ـ
أقر الآن أنني ضرير العينيين ، محروق الزهر ، تائه الخطى .
و أعترف أنني الخـراب الذي ( تعوي ) فيه الغـربان
ـ 5 ـ
و لأن الوقت لم يداهمك بعد ، و المكان لم يلتبس بحضورك ؛ فإنني أرجوك أن تستحثي رواحلك .. و أن تواصلي المسير .
إن باديتي عجفاء ، لا يأتلف بها الظل .. و لا يسلكها الماء
.ـ 6 ـ
صادقا كنت حين أجريتها على لساني : ( أ _ح _ ب _ ك )
كاذبا أكون لو زعمت أنني أملك ما أعطيه ..
لم يعد ما بداخلي صالحا للحياة ، أو قادرا على العـطاء ..
حاولت _ كما أنت تعرفين _ أن ألحق موسم الإزهار ، و أن أيمم شطر الضوء الطالع من بعيد، حتى أيقنت أنني ذابل الأوراق ، سرابي المدى ، مفقوء الأحداق .
ـ 7 ـ
حتى لا أظلمك معي ... حتى لا أفتنك بدجل الكلمات .. و أغريك بعطر الورود المزيفة ..
هآنذا أقول لك : اخرجي .. أنقذي ضوءك و لونك و أزهارك ، إن كل وقت خارج وقتي هو الحقيقة ، و كل مكان خارج مكاني هو الهواء الطلق .
و أخيرا .. سامحيني إن كنت قد قلت كل الحقيقة
#عبد_الله_صديق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟