أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسامة غالي - إدموند هوسرل وافهومية المنطق المحض ... نحو عرض ابستمولوجي مغاير














المزيد.....


إدموند هوسرل وافهومية المنطق المحض ... نحو عرض ابستمولوجي مغاير


اسامة غالي

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 18:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اتسم المنطق بوسم الصناعة منذ ارسطو [الواضع الاول] وحتى عصر كنط الذي منع من قسمة المنطق الى نظري وعملي،مما استدعى الامر ابعاد المنطق عن العلوم الاخرى وعزله عن مصاف المعرفة العملية في خضم هذا الاجراء تم التشكل الماهوي للمنطق على انه (صناعة الحكم الصحيح) بيد ان هذا التعريف يلغي المسافة بين المنطق و العلوم الاخرى ويصير الهدف هو التفكير ذاته بدل ان يكون الهدف هو ما نفكر به كما و انه يجعل من المنطق مرجعية نهائية تحبو نحوها المعارف الاخرى نقدا وتقويما،من هنا اعترض ادموند هوسرل على افهومية المنطق مبديا قلقه من الصيرورة المحضة التي تجهز على قابليات الادراك وتشضي المعرفة ملحا في طرح اشكالياته الابستمولوجية وهو يقترح من خلالها افهومية مغايرة تتخذ المنطق كعلمياء منتجة تتواشج مع المعطيات البديهية والتجريبية على حد سواء وتعمل على زحزحت الثوابت الجاهزة متجاوزا جميع التمركزات الذهنية بوصفها اجراءات منهجية وليست منح طبيعية يعتمد عليها في استحضار المطلوب وصياغة الحكم الصائب،من ثم يتسأل عن سمة هذا الفن هل هو فن قبلي ام فن امبيري استقرائي؟ بعد ان قدم امكانية جعل المنطق كعلمياء لها اشتغالها ومهمتها في اعطاء تنوعية وتعالق سستامي بالمعنى النظري بين جزئيات منفردة تنتمي بالنهاية الى وحدة تعليلية منتظمة تُكتسب عبرها المعارف الجزئية وتعليلاتها ككل يتناسق وينساب مع اعلى المقاصد النظرية وباكثر تمامية ممكنة،جاعلا هذا التساؤل عتبة نقدية ثانية يترتب عليها البحث في البنى المنطقية وتفحص خاصياتها التعليلية وتحليل الانظمة المكونة للمعلومات المسماة بـ[الاقيسة]...
يفترض هوسرل ان هناك تعالقات تعليلية بين العلم المعياري والعلم النظري فضلاً عن التعالقات الضمنية، اذ ان قوانين المعيارية تنص على ما يجب [ان يكون] و قوانين العلم النظري تنص على مجرد [ما يكون]،وبهذا يرى هوسرل ان كل فن معياري يتقوم على اسس نظرية تمنحه (مكانا طبيعيا في أي علم من العلوم النظرية من التي سبقت ان حددت او التي لا تزال قيد الانشاء) ويحيل في الكشف عن تلك التعالقات الى فهم معنى الوجوب والعمل على تبئير هذا المصطلح من وجهة ابستمولوجية،لذا يتعرض هوسرل في ثنايا بحوثه المنطقية الى بعض المصطلحات التي تقع في طريق البحث المنهجي مستبدلا اياها بمصطلحات تنساب مع العرض الابستمولوجي الجديد،فهو يقترح توسعة لثيمة الحدث الفكري بادخال عناصر جديدة اخلاقية وجمالية تلغي المفاهيم المتموقعة بين ثنائيات / الوجوب واللاوجوب والصدق والكذب والمطابقة واللامطابقة / التي على حد رأيه تُبقي المنطق في مساحة مغلقة دون ان يتجاوز الاحتكار الانفعالي المفترض قديما في التراث الارسطي الى حيث الاشتغال والاعتمال، وهو يُرجع تلك الثنائيات الى مجال الرغبة والارادة باعتبار ان الاذعان والتصديق المنطقي اجراء سيكلوجي محض يتقوم بتفاعل الذات مع العالم سواء كان التفاعل بصورة شكلية تسور الخارج بمقولات [الكيف والكم] او بصورة مواد مجتزأة يتم تصنيفها حسب احتماليتها او يقينيتها القبلية،ثم يفترض ان الرغبة النفسانية تمنع عادة من صياغة الاحكام الحيادية التي تتساوق مع تراتب الموضوعات، فالوجوب كمراس تقليدي لا يصير الحكم على موضوع ما بنسق تفاضلي معياري بقدر ما يلغي نسبة التفاوت القيمي والجمالي عن الموضوعات المحكوم عليها،بذا يحاول هوسرل ان يجترح مصطلحات جديدة ذات معاني اوسع كـمصطلح[ حسن] مقابل [الوجوب] والذي يقصد به (ماله قيمة ما) سواء كان الحكم متجه نحو النفي او الايجاب،من هنا يبدو التداخل المنهجي واضحاً في تضاعيف الرؤى المنطقية على اختلافها وتعددها ،ممثلاً هذا التداخل عتبة نقدية اخرى عالج هوسرل من خلالها العلاقة بين الانتماء السيكلوجي والمنطقي والذي نتج عنه تشخيص دقيق لجوهر التداخلات المنهجية بين العلمين متوقفاً عند اشكالية مهمة جدا الا وهي كون القوانين المنتمية للمنطق السيكلوجي ـ مهما ادعيت شموليتها ـ تبقى قوانين غامضة وقلقة ،باعتبار ان المنطق السيكلوجي يهتم بالوقائع العيانية المستمدة من التجربة ،بخلاف ما هو عليه المنطق المحض من دعائم تعد النواة الخاصية لكل منطق بمعنى / المبادئ/،كما ان الرؤى السيكلوجية تصطدم مع فرض المنطق علمياء باعتبار تتابع القول بالاحتمالية لكل علمياء مفترضة وبالتالي تفقد قيمة المعرفة...
من هذا كله،تتبلور افهومية المنطق المغايرة لدى هوسرل وهو يتخذ موقفا محايداً بين رؤى المنطق المحض ورؤى المنطق السيكلوجي،فهو يقارب المنطق المحض من جهة صلاحيته كعلمياء ترسم خطاطة التفكير النموذجي وفق افاعيل نهائية وحتمية، ويحايثه من جهة كونه معطى جاهز لعالم خارجي منتشر في الزمان والمكان ذو السمة الرياضية ،وكذلك يقارب المنطق السيكلوجي من جهة حلحلة الصرامة المفترضة في المنطق التقليدي و التي بدورها تفصل المنطق عن العلوم وتودعه في حيز الكينونة المستقلة ،و من جانب اخر يبتعد عن السيكولوجيا لرتابة القول بامبيرية المعرفة التي تتخذ التقريب وسيطا كونيا بين الذات والعالم..



#اسامة_غالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل الدوغمائي للمعجزَة ... مبدأ العقل، او مبدأ العقلانية ...
- المجاز واشكالية المنهج في الدرس البلاغي القديم
- القارئ والنص .. نحو فهم ابستمولوجي
- القارئ و النص...نحو فهم ابستمولوجي
- تهافت الفلاسفة الجدد
- الحقيقة والمعنى في مقاربة فلسفية اخرى
- الحقيقة والمعنى من منظور مختلف
- السؤال الشعري عند ناهضة ستار ومرجعياته المعرفية...قراءة في م ...


المزيد.....




- بهدف جذب السياح.. الصين تمدد فترة الإقامة للعبور من دون تأشي ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- مصاد عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة
- عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر في إيطاليا.. 75 ساعة من الجهد لإ ...
- -لبنان لنا- .. إسرائيليون يدخلون لأول مرة جنوب لبنان وينصبون ...
- من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للص ...
- بالصور.. دمشق بعد سقوط الأسد
- من اتفاق السائقين إلى البطاقة الذكية.. ماذا تغير في العشر ال ...
- زعيم حزب -الناس الجدد- في الدوما الروسي رئيسا للمجلس الإشراف ...
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوب ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسامة غالي - إدموند هوسرل وافهومية المنطق المحض ... نحو عرض ابستمولوجي مغاير