جوزفين كوركيس البوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 01:24
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
إليكم حكاية ياسمين:
لياسمين رائحة قوية وزكية..
هي تمضي وتبقى رائحتها
عالقة في كل زمان ومكان..
تبقى عالقة في أنوف كل الذين يحلمون بالنيل منها
ولكن ياسمين تبقى أكثر نبلاً من نذالتهم..
**
وفي يوم مشؤوم وممطر، قررت العشيرة التخلص من ياسمين
فما كان من أبيها المعجون بالتقاليد وأخيها الذي يحمل فوق اكتافه حكمة القبيلة وزوجها المسير
ان قرروا بأن رائحة ياسمين باتت تملأ ديوان مجالسهم
وباتت حديث القوم كله..
لذا فاستدرجوها واخذوها بعيدًا..
وتبعتهم، وهي التي كانت تثق حتى بالمتسولين
فما بالكم بأهل بيتها!
ثم إنها لم ترتكب أي جرم لتخاف من أحد..
وفي تلك الليلة المشؤومة دفنوها حية لضيق الوقت
ولقرب انبلاج الفجر ليكسر الظلام الشر..
وعادوا قافلين إلى ديارهم كمن يعود من رحلة صيد غير موفقة..
عادوا فرحين، ولكن رائحة ياسمين باتت أقوى وأشد مما كانت!
فرائحتها الفواحة انتشرت في كل أرجاء القرية ودخلت في كل البيوت
واحتلت كل الزوايا والدواوين..
وبات الجميع يشم رائحتها القوية حتى في ملابسهم..
وكأنها رشّت على جميع رؤوسهم العفنة!
وهكذا تحولت ياسمين إلى مبخرة يبخرون بها مجالسهم كل يوم
قبل ان يجتمعوا ليتحدثوا عنها..
وكأنها كانت تقول لهم جميعًا:
ما ذنبي يا أحبتي ان كنت ياسمينة؟
كان عليكم ان تتقبلوني كما أنا..
فكما تعرفون، رائحة الياسمين لا تتلاشى ولا تموت أبدًا..
#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟