أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما الصمت،أو سينما ضياع الانسان














المزيد.....

المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما الصمت،أو سينما ضياع الانسان


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 19:18
المحور: الادب والفن
    


المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما الصمت،أو سينما ضياع الانسان
فيلم المغامرة هو فيلم استثنائي في كل شيء...هو استثنائي في مسيرة أنتونيوني لأن أنتونيوني يبدو عليه وكأنه لأول مرة يتحدث بهذه اللغة السينمائية الغامضة والفنية التي كانت بحاجة الى اعادة دراسة واكتشاف حتى تُحترم،وعن روسيليني وكيف دافع عن هذا الفيلم بعد ان استقبلته جماهير كان بالصراخ والاستهجان كتبنا عن ذلك ذات مرة.
استثنائية فيلم المغامرة تكمن في انه يعتبر المحطة الرئيسية في مسيرة هذا المخرج الذي افتتح به عهد افلام أنتونيوني سيد سينما دعيت فيما بعد (سينما اللاحدث،أو سينما الصمت،أو سينما ضياع الانسان) وكل هذا لا يعني سوى شيئا واحدا هو أن أنتونيوني أصبح ركيزة اساسية عملاقة بنمط خاص جدا محدود وخاص به على شاكلة (تاركوفسكي وبيرغمان وفليني) الذي يعتبر كل واحد منهم ركيزة أساسية في نمط سينما شعرية مثقفة....
والمغامرة استثنائي أيضا من حيث النقد،فنحن عندما نشاهد المغامرة-مرة أولى وثانية وثالثة- لا نجد الشيء الكثير لنكتبه عنه...لأن من يسبر غور الاعماق التي لا يستطاع التعبير عنها بالكلام هو المشاهد فقط.
أصدقاء من طبقة أرستقراطية آنا (Lea Massari) وساندرو(Gabriele Fertetti)وكلاوديا(Monica Viti)
وآخرين سيقومون مع بداية الفيلم باالابحار إلى جزيرة بركانية منعزلة،تختفي آنا فجأة (المرتبطة بعلاقة حب مع ساندرو) ويهم الجميع بالبحث عنها،ومن ثم يغادر الجميع ويبقى ساندرو وكلاوديا في الجزيرة...
هذا الحدث يؤدي إلى حدث آخر ألا وهو (قصة حب بين ساندرو وكلاوديا) وهذا ركن أساسي في الفيلم نفسه وفي سينما أنتونيوني ككل...
كل شيء من الممكن حدوثه سينتهي وبدوره سوف يقود إلى سلسلة من الأحداث غير المننتهية مادامت هذه الحياة مستمرة....
إذا سيقبل ساندور كلاوديا قبل أن تنتهي مغامرة البحث عن آنا وإن كانت على وشك النهاية...
نرى أن كلاوديا تشك في موقفها نفسه...هل تقبل ساندرو كحبيب...هل هو صديق...هل هو مجرد عابر سبيل في حياتها...وهذا الشك لا تبوح به كلاوديا أبدا مع العلم أنها تقبل القبلة الأولى بشيء من الأسف...
نلاحظ أنه ومنذ اختفاء آنا أصبح للصمت دور كبير في الفيلم و أنتونيوني لا يستخدم أي نوع من الموسيقى التصويرية والحوارت في الفيلم مقتضبة وقصيرة وتكاد أن تكون على شاكلة تعليقات وملاحظات ليس إلا...
القصة الآن تقود إلى الحديث عن شخصيات تعيش في فراغ شديد...في ملل وفي سأم ولا يوجد أي شيء يقاطع الرفاهية لحالة جلوس هذه الشخصيات...الموضوع هنا ليس الرفاهية بل الفراغ...
ساندرو اختار أن يعيش الهندسة بمعطياتها الطبيعية وأزاح عن نفسه هموم عمل فني كبير كان يحلم بتحقيقه ذات مرة لذلك هو سيلقي حبرا بعشوائية وبطريقة مقصودة على تصميم هندسي لمهندس شاب أختار أن يقوم بعمل فني،ولكن ساندرو في نفس الوقت حقق الملايين...
من السذاجة فعلا التحدث عن الرفاهية،لأن الحالة التي يطرحها أنتونيوني هي السأم وشخصياته تدورفي حلقة مفرغة لاضاعة الوقت،والهدف الفطري غير المقصود من هذا الدوران هو التأكيد الوجودي...
الشخصيات عند أنتونيوني ليست عدمية،وموضوع الايمان سواء كان الديني أو الأيديولوجي لا يشكل أي جزئية كانت من اهتماماتها...ولكن المقياس العدمي ياخذ من حالة هم يعيشون فيها وفي نفس الوقت لايشعرون بها.
حتى الجنس بالنسبة للشخصيات تاكيد لحالة حب عابرة هي الاخرى أي تاكيد وجودي ليس إلا كما قلنا سابقا
إذا فيلم المغامرة هو عبارة عن انتقال حدثي عادي ضمن مجراه الطبيعي،وانتقال زمني من حدث إلى آخر حسب الصدف وحسب المقررات والمقدرات...أي حسب ارادة الحياة
الاماكن بالنسبة لأنتونيوني عبارة عن انتقال (من ناحية سردية) لا نتحكم به ولكنه وفي نفس الوقت يحاول ان يعطي كل مكان رسوخا معينا في الذاكرة...
في الجزيرة ضاعت آنا،كما أن احد الاصدقاء وجد جرسا أثريا ثم كُسر عرضيا،وعندما تصعد كلاوديا مع ساندرو إلى سطح احد الكنائس يكتشفون هناك لعبة الاجراس،وعندما تلتقي كلاوديا مع ساندرو في احدى القرى في مشاركة للبحث عن آنا يحدق إليها الرجال بوصفها عنصرا غريبا شهواني إلى درجة كبيرة....
أما المكان بالنسبة لأنتونيوني من ناحية سينمائية،فانتونيوني مولع بتصوير الفراغ الممتد الصامت الذي تتواجد فيه شخصية واحدة أو شخصيتان على الأكثر وهم بالكاد يتبادلون الكلام...
وهذا ضمنيا يشبه تاركوفسكي ولكن ضمن ابعاد وتقنيات اخرى مختلفة تماما...
ساندرو يمارس فعل الخيانة مع عاهرة فرنسية وكلاوديا تلتقطه عنوة
ساندرو يجلس على كرسي في باحة في فراغ واسع يبكي ندما وكلاوديا تقف من خلفه تبكي هي الاخرى...تريد أن تصفح...تتردد..ثم تضع يدها على رأس ساندرو بعطف وحنان اشارة إلى الغفران وينتهي الفيلم.
شهرة فيلم المغامرة قادمة اصلا من هذه النهاية،لأن الغامرة هو الفيلم الأول من نوعه الذي قال بأنه ن يحدث أي شيء في الفيلم...
قلنا أن المشاهد هو الذي عليه الغوص إلى أعماق داخلية لشخصيات فيلمية بالكاد تعبر عن نفسها بالكلام،ولكن الفيلم هو ليس عن اختفاء شخصية فكل شخصيات الفيلم تمتلك حسا للاختفاء...علاقاتهم مع بعضهم دقيقة جدا وحياتهم تبدو غير حقيقية...هم بالكاد موجوديين فعلا
فيلم المغامرة هو عمدة الأفلام التي تحدثت عن الأزمة الوجودية للانسان



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية ...
- الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود
- حلم أريزنا 1993(امير كوستاريكا): .شخصيات هشة تنتظر الموت بشغ ...
- فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أن ...
- أنتونيوني حاول أن يكون واقعيا في قصة يعرف هو نفسه بأنها لأتص ...
- الشباب والحاجات (مايكل أنجلو أنتيوني)1952:سينما وعظية في قصة ...
- مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنج ...
- باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة
- الحياة معجزة 2005(امير كوستاريكا):عن كوستاريكا المخرج المفعم ...
- البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خي ...
- فاني والكسندر1983(أنغمار بيرغمان):الفيلم الأخير فعليا في مسي ...
- سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مباراة في الأداء بين ليف ...
- الدكتور سترنجلاف:أو كيف أتعلم أن أتوقف عن القلق واحب القنبلة ...
- تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of A ...
- بيضة الأفعى 1977 (أنغمار بيرغمان):سرد غير مقنع لتاريخ يفتقر ...
- وجها لوجه 1976(انغمار بيرغمان):بين بيرسونا ومواجهة النفس وال ...
- النافذة الخلفية 1954(الفرد هيتشكوك):فيلم عن البطل الواحد...م ...
- نوتوريوس(سيء السمعة 1964)الفريد هيتشكوك:حبكة بوليسية مقدمتها ...
- ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك
- كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة ب ...


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما الصمت،أو سينما ضياع الانسان