أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - هل تعيد المصافحة للعراقيين قتلاهم؟














المزيد.....

هل تعيد المصافحة للعراقيين قتلاهم؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 07:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقرت الأمور, وارتفعت الشرور, وغيض المحذور , وقضي الأمر واستوت سفينة العراق على جبل الأمن والأمان والسكينة والاطمئنان ,حالما تصافح القادة السياسيون,والفرقاء المتخاصمون , على ضوء مبادرة السيد عمار الحكيم الذي بدأ متفائلا مبتسما مطمئنا بجمع القوم ممن اختلفت وجهاتهم وتباينت توجهاتهم وتقاطعت مبانيهم والتوت مقاصدهم .قضي الأمر واجتمع القادة السياسيون تحت سقف مصالحهم ومظلة طموحاتهم فتصافحوا وتحاضنوا فقبل بعضهم بعضا وشم بعضهم ريح بعض لترتد إليهم إبصارهم وتفتح بصائرهم ويجدوا ما ظل عنهم من رشد وحق وصواب . قضي الأمر وكأن شيئا لم يحصل وكأن امرا لم يقع .قضي الأمر فالتمّ شمل الساسة ورتق فتق القادة فعادت الأرواح التي زهقت والجثامين التي شيعت الى أهليها وذويها راضية مرضية بعد ان تجرعت كأس المنون غصة بعد غصة .قضي الأمر فانتصب القادة السياسيون فوق أرائكهم مسرورين متقابلين وادعين أمنين فاكهين وقد تبادلوا التحيات وتماثلوا القبلات ,وتعاطوا كؤوس التفاؤل والمسرات ,فهم في عيشة راضية قطوفها دانية , وكأن سرادقا لم تنصب ومأتم لم تقام على مدى الأسبوعين المنصرمين على امتداد الشوارع والأرصفة والساحات العامة .قضي الأمر وكأن رؤوسا لم تتهاوى ,وأشلاء لم تتطاير ,وأيدٍ لم تقطع , وأطراف لم تبتر, وعيون لم تفقأ, ومساجد لم تدمر فوق رؤوس من يؤمها للصلاة والدعاء والتبتل والتوسل .قضي الأمر على ضوء مبادرة السيد الحكيم لترتسم على وجوه القادة السياسيين ابتسامات عريضة وامال مشرقة تتعهد لهم بالبقاء على سدة الحكم وتسنم دفة الامتياز والأبهة والصولجان الذي يوفر لهم مناخات العز والجاه والرفعة والرفاهية .قضي الأمر عندما أخذ السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة أخيه في الله والوطن والإنسانية رئيس مجلس النواب السيد أسامة النجيفي في الأحضان فكانا جسدين بروح واحدة ونفس واحدة ونبض واحد .قضي الأمر في الوقت الذي بقيت فيه بنات (زكية )الثلاث وجميعهن دون سن العاشرة بانتظار والدتهن التي تقوم بإعالتهن بعد ان قتل زوجها على الهوية في أحد ضواحي بغداد .قضي الأمر عندما تصافح القادة السياسيون بينما أخذ وجهاء المحلة وأهل الطرف يبحثون عن بقايا للشهيدة (زكية )الذي تطاير جسدها النحيف بتفجير سيارة مفخخة ضمن تلك السيارات الستة عشر التي تفجرت على العراقيين خلال العشرة أيام الماضية .قضي الأمر عندما تصافح القادة السياسيون في الوقت الذي فشل فيه وجهاء المحلة وأهل الطرف في العثور ولو على ظفر من أظفار (زكية )التي تبيع الخضراوات في احد الأسواق الشعبية ليتخذوا منه ما يصلح ان يقام عليه قبر في ارض النجف يحمل اسم (زكية )ضمن ألاف الأسماء ممن تقطعت أوصالهم جراء رسل الموت من المفخخات والأحزمة والعبوات الناسفة .قضي الأمر بعد ان تصافح القادة فشربوا نخب المصالحة على حساب كؤوس الدماء المسفوحة التي ارتوى منها ذوي الشهداء والضحايا ممن خرج من داره قاصدا أبواب الله للرزق ليعيل ذويه ويقوت عياله حتى إذا ما رجع إليهم رجع جسدا متفحما لا يعرف له رسم ولا يستدل له على اسم .والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة بعد سلسلة تلك التفجيرات والمذابح وعمليات الإبادة الجماعية التي ضربت العراق من أقصاه الى أقصاه هو هل ستعيد عملية المصافحة وتبادل القبل الحارة بين هؤلاء الساسة الذين سارعوا لتلك الصفقة كطيرة الدبا وتهافتوا على تلك اللعبة كتهافت الفراش ,هل ستعيد تلك المصافحة الباهتة في اسلوبها ومضامينها لذوي المقتولين قتلاهم ,هل ستعيد تلك المصافحة المفتعلة المتكلفة المتصنعة لذوي الضحايا ضحاياهم ,هل ستعيد تلك المصافحة الخالية من الشعور بالذنب الكبير والجرم المشهود (زكية )لبناتها الثلاث اللواتي ينتظرن والدتهن نهاية كل يوم وقد جلبت إليهن حاجة مما يطلق عليه جوه السوك ( الحاجة بربع ) .كلا وألف إلف كلا. فقد أدمن هؤلاء القادة صنوف المجاملة وأجادوا ألوان المناورة واحترفوا اشكال المقامرة ,ما دامت تلك الدماء المسفوحة بعيدة عن أبنائهم وفلذات أكبادهم وثمرات أفئدتهم .لقد سئم العراقيون من أساليب المجاملة وضروب المآدب وضاقوا بالأمر ذرعا لأنهم قد جربوا تلك الأساليب مرارا واختبروها مسبقا فلم تجر عليهم سوى القتل والويل والثبور والشرور .لقد فرح القادة السياسيون بتلك المبادرة التي ستضمن لهم فترة أطول على قمة هرم الامتياز والاحتكار والتنعم بما لا عين رأت أو إذن سمعت أو خطر على ذي بال .بينما بقي ذوي الضحايا هائمين حائرين يلطمون الوجوه ويشقون الجيوب جزعا على قتلاهم ويأسا من عودة أحبتهم .
لذا على عموم إفراد الشعب العراقي بكل مكونات طيفه الاجتماعي من جنوبه الى وسطه الى غربه ان يحدد موقفه مما يحل بساحته من ظلم وقتل وانتهاك لكرامة الفرد والجماعة من هؤلاء الذين تاجروا بدمائنا من ساسة وما هم بساسة وقادة وما هم بقادة على عموم إفراد الشعب العراقي المظلوم ان يحدد موقفه في ظل تلك التداعيات الجسيمة في ان لا يعود مرة أخرى لانتخاب من زايدوا على مصير أبنائه وتصافحوا على حساب دماء وإعراض وأموال مواطنيه وأخيرا فلا بد من التذكير بتلك المقولة العظيمة للإمام علي بن أبي طالب حيث يقول (فلو ان امرءا مات بعد هذا أسفا لما كان به عندي ملوما بل كان به عندي جديرا ) .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزامير الاغنياء
- الصحابة في ميزان علي ( عليه السلام )
- الشعوب ليست قطيعا
- البعث مرة اخرى
- شعب الله الثرثار
- الطائفية السياسية ..بين الواقع والشعار
- علي بن ابي طالب رائد المصالحة التاريخية
- ثنائية الخوف والطمع
- موتانا وموتاهم
- النص والمرأة
- مطر السوء
- القوم الكافرون
- أضغاث أحلام
- الإنسان أم الأديان
- هل يمتلك العراقيون دينا خالصا
- طقوس كربلاء من منظار اخر
- ما هو المطلوب من رجال الدين تحديدا؟
- شيوخ العطب والهلاك


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - هل تعيد المصافحة للعراقيين قتلاهم؟