|
العنف بالعنف ....؟؟؟؟؟؟
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 21:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما ان تحدث تفجيرات في مناطق شيعية .. حتى تشهد المناطق السنية ...أعمال قتل واختطاف .... هكذا تتم المواجهة ... فكل طرف يمسك بطرف الحبل ويشده اليه ...ظنا منه انه سيحقق انتصارا لخياراته ويفرضها على الطرف الاخر ...... ولكن ما يؤشر على أعمال الإرهاب ان المبادرة بيد الإرهاب .... وهو يملك ان يختار بدقة أهدافه وأماكنه وتوقيتاته وبما يتناسب مع الوضع المحلي و الدولي المرتبك ..... في العراق مستغلا ضعف الحكومة وفشل أجهزتها بتحقيق أي تقدم ...إضافة الى لاعبيه المهرة الذين يحركون الأعلام بطرق مدروسة وإمكانيات احترافية لم تتوفر لفضائيات الحكومة ..... ان الحكومة في بغداد تتصرف وكأنها حكومة مقيدة بدون صلاحيات او قوانين تمكنها من التحرك الفعال ... فمرة تتحجج بأداء الشركاء ومرة تتحدث عن ارهابين في البرلمان ومرة اخرى تتهم الكتل الاخرى باستخدام حماياتهم للقتل والاجرام واستغلال سيارات النواب وباجات المنطقة الخضراء والحصانة ...... وتتحدث عن الحصانة وكانها منزلة من رب العالمين لا يمسها المطهرون والمدنسون على حد سواء .... لدرجة اننا نستغرب عدم ارتفاع ضغط الدم في شرايينهم وهم يشاهدون العراقيين يذبحون بدم بارد ودموية لم تعرفها الإنسانية من قبل ...... مما أعطى لبعض الميليشيات المبرر الشرعي والأخلاقي في ممارسة الانتقام من القتلة حسب اعتقادهم .....في حين ان الحكومة بيدها ان تنشر الأرقام الصحيحة لعدد التفجيرات التي حدثت في المناطق الشيعية والسنية واعداد الشهداء والمعوقين والأرامل والأيتام ... ليصدم العالم امام وقائع غاية في الخطورة ...... ونحن نتساءل اين منضمات المجتمع المدني .... لتنشر هذه الإحصائيات وترفع شكوى الى الأمم المتحدة من ان الشيعة والسنة يتعرضون للإبادة الجماعية منذ عام 2003 ......لتسهم الامم المتحدة في توفير الأمن ورفع المعاناة عن المتضررين ....لعجز الحكومة عن مواجهة الإرهاب ..... واعتقد ان هناك اشتراطات امريكية تقيد الحكومة ولكن الى متى تصمت على عمليات إبادة هذا المكون او ذاك ..... ارضاءا لأمريكا ..... ونجاحا للعملية الديمقراطية كما يحلو لها ان تتبجح ... ان القادة الشيعة في وضع لن يحسدوا عليه ..... وهم يقفوا عاجزين عن فعل أي شيء .... ان أسوء من السوء هو ان الخلافات بين الكتل وبين الحكومة تتحول الى صراع مكونات على الأرض .... ولنا ان نعترف ان البعث والقاعدة استطاعوا من تحشيد غالبية السنة الى صفهم في الوقت الذي فشل فيه من في السلطة من الشيعة في كسب تايد السنة المعتدلين والعمل معهم في إدارة شؤون البلاد مما افقدهم عنصري المبادرة وعنصر التواجد المؤثر في القرار السني . حيث عمل البعث والقاعدة والانفصاليين على التمدد والانتشار في المناطق السنية ومصادرة إرادة ناسها ..... رغم ان هناك الكثير من المعارضين ...لكن ما يميز تحركات البعث والقاعدة هي امتلاكهم نوافذ إعلامية محترفة وفاعلة وتأيد إقليمي كبير من تركيا وقطر والسعودية .....وهذا التحرك يندرج تحت مشروع الشرق الأوسط الجديد ....الذي يمهد لتغيرات وتوزيع جديد للمنطقة . الا إنني أريد ان أناقش هنا فشل الأحزاب الشيعية في إدارة الأزمة والتدهور الحاصل في كل الأداء الحكومي ....... وتراجع العراق ليكون الاول في الفساد المالي والإداري على مستوى العالم ..... وهنا المفارقة حيث ان الذي يدير الحكومة يفترض هم من المتدينين ...الذين يعرفون الحلال والحرام ويمتلكون الرؤية للتفريق بينهما ... فاليوم نسمع عن ان البعض منهم يبني مستشفيات في بريطانيا والاخر يشتري العقارات فيها والبعض بلغت ملكياتهم المليارات من الدولارات... إضافة الى أنهم فشلوا في ان يقدموا رجال دولة يسهمون في تهدئة الأمور ويعملون على حل المشاكل ويكون لهم قاعدة من الاحترام لدى الغالبية العظمى من الشعب ..... لا بل نشهد استبعاد الشخصيات الشيعية والسنية المعتدلة والمشهود لها بالنزاهة والكفاءة والوطنية والتي كان لها الفضل الكبير في التغير الذي حصل في العراق ...... ونشهد استأثرا بالسلطة من قبل الأحزاب الدينية والتي فازت بالانتخابات بشكل كبير وحصدت غالبية الأصوات ...لا لأنها صاحبة مشروع او لأنها معبرة عن أمال وطموحات الشارع الشعبي ... ولكن لأنها أحزاب دينية والكل يعرف ان الغالبية العظمى من الجماهير متدينة بالفطرة وتنظر الى رجل الدين بقدسية وباحترام وإجلال كبيرين ....رغم اختلاف النظرة هذه واختفائها في الوقت الحاضر ....وتشهد نتائج الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات بذلك ... ان من اهم الأسباب التي أسهمت في فشل كل الحكومات منذ اول انتخابات ولحد الان هي المحاصصة ...وفي الوقت الذي ينبذها الجميع الا انهم متمسكين بها .....ولكن ما يعنني في هذا المقال هو موقف الشيعة من المحاصصة وهم يدركون قبل غيرهم انها سبب الفشل المدوي الذي يلصق بهم ...في انهم لم يقدموا وزراء على مستوى التحديات الكبرى التي تواجه العراق .... وفي كل مرة يرمون بفشلهم على المحاصصة وهم يوهمون أنفسهم ... بأنهم بمنأى عن أي حساب ..... ووقوفهم عاجزين أمام دلع وزراء الكتل المشاركة في الوزارة .... فهذا يستقيل وذاك يلتحق بساحات الاعتصام ومن هناك يعلن استقالته والأخر بمجرد ما ان يختلف مع كتلته يطلب العودة فيعود معززا مكرما بعد شهرين او ثلاثة أشهر فلا ضرر ولا ضرار المهم الحفاظ على شكل العملية الديمقراطية .... ولدرجة أنهم أصبحوا مسخا الى شعوب العالم التي تحترم نفسها وتحترم مواطنيها ..... وليثبتوا ما يقوله عنهم الآخرين من ان العراق دولة فاشلة بامتياز . وهم يجتهدون في سوق التبريرات ..... تلو التبريرات ولا يريدون ان يعترفوا بفشلهم وعجزهم عن إدارة البلد .... لحد هذه اللحظة ....وان اسلوب مجابهة العنف بالعنف والبادىء اظلم اصبح ايضا لا يجدي لان المعارضين قرروا ان لا يتوقفوا عند حد معين من التصعيد ..... انهم يتبادلون الادوار بمهارة فائقة ويراوغون افضل من لاعبي البرشا ........ ان كل المؤشرات تدلل على ان العراق متجه وبإرادة أمريكية وموافقة النخب السياسية جميعها بدون استثناء الى إقامة ثلاث أقاليم ... وبعد ان كانت فكرة الأقاليم تترد في الغرف المغلقة أصبحت الان يروج لها من على المنابر السنية كحق كفله الدستور بالمادة الثالثة والتي تنص على ان ("الدولة العراقية تقوم على أساس الاتحاد الفيدرالي وهو الضمان لوحدة العراق. والعراق دولة موحدة تقوم على التعددية القومية والسياسية والدينية وفقا للقانون") . وان العشر سنوات الدامية التي مضت على العراقيين أثبتت لدعاة الفدرالية استحالة العيش المشترك بين الشيعة والسنة والكرد ....كما ان البحبوحة التي يتمتع بها الكرد في كردستان العراق جعلت الإخوة السنة يتوقون الى الحصول على الامتيازات التي يتميز بها الكرد عن العراقيين كافة . ولكن هل بإقامة الفدراليات الثلاثة ستنتهي خلافاتنا ونجلس قوميات وطوائف لنبني العراق معا ام سنلجأ الى خلق خلافات جديدة حول مصادر الطاقة والمياه والحدود الإدارية واستحقاقات مذهبية وعرقية اخرى .... تكون مدعاة لتدخلات خارجية واصطفا فات إقليمية ...... وسندخل في أتون احتراب متعدد الاوجة ..... لن يستطيع أحدا ان يتكهن بعواقبه ..
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
-
العرب وحالة .....كأن
-
حاكمية اللئام
-
اسلحة الدمار الشامل ....النسخة الثانية
-
امة العرب
-
الخيال والابتكار والاتقان .... في بناء الاوطان
-
جهاد النكاح ....!!!!!!!!!!!
-
رجال في الحكم
-
يوم دامي اخر
-
الرسالة الشيطانية
-
السنة والخيارات الصعبة
-
الكتاب الازرق
-
الشام شامك اذا الدهر ضامك
-
55
-
تونس .... في حضن الجماعة
-
فشل امريكا في عبور اسوار دمشق
-
فيروس الاخونة...يهاجم مصر
-
سوريا ...والتحدي الكبير
-
حديث الساعة المتأخر
-
اللهم فاشهد اني حلمت
المزيد.....
-
اكتشاف ثالث حالة إصابة بجدري القردة في بريطانيا خلال أقل من
...
-
حضور روسي مميز بمعرض ليبيا للأغذية
-
ترامب يتحدث عن -مشاورات جادة- لإنهاء الحرب بأوكرانيا
-
حسان دياب يكشف خفايا مهمة عن انفجار مرفأ بيروت
-
تحالف دجلة والفرات.. أفكار كاراكوتش تعود للواجهة
-
الشركات الأهلية حلقة من حلقات البناء القاعدي الشعبوي
-
بوعز.. تفاصيل جديدة عن الإيراني الذي اصطاد جنديين إسرائيليين
...
-
تبادل إطلاق نار في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا
-
-حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3
...
-
عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|