مصطفى ملو
الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 04:00
المحور:
الادب والفن
إلى روح أستاذي وملهمي
جبران خليل جبران
في بركة مائية كانت تعيش سلحفاة رفقة عشيقها السلحوف,الأخير لا يكف عن تشنيف مسامعها بعبارات الحب و الغرام صباح مساء,من مثل ما يلقيه الرجال على مسامع النساء و لا يتوقف عن إبداء حبه اللامحدود لها.
وحدث أن أخذت مياه البركة في التناقص نتيجة تقلص الأمطار,فبدأ كلأ العشيقين يتراجع,خاف السلحوف على نفسه من الجوع و الفاقة,فوسوست له نفسه أن يثقب عيني عشيقته بشوكة قطفها من نبتة شوكية كانت تنمو بجانب البركة.
أقدم على جريمته تلك,حتى لا تنافسه تلك المسكينة التي لطالما قال لها:
"لا أتصور حياتي من دونك يا روحي,مستحيل أن أعيش بعيدا عنك يا حياتي,مستحيل أن أدع مكروها يحصل لك...",فعلها حتى لا تبصر مكان وجود الكلأ فتسرع إليه,خاصة أنها كانت تستيقظ باكرا عكس الكسول الذي كان ينام حتى منتصف النهار,مع ذلك كانت تخزن له نصيبه من الطعام حتى يستفيق.
أصبحت السلحفاة عمياء لا تفارق البيت حتى ماتت جوعا,وحين سئل السلحوف عن فعلته أجاب بكل شجاعة و ثقة في النفس:
-و من الحب ما أعمى!
#مصطفى_ملو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟