أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - السياسيون القردة














المزيد.....

السياسيون القردة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1180 - 2005 / 4 / 27 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاب الشعوب المضطهدة بأقسى أنواع الإحباط والانكسار عندما تكتشف خسة ونذالة قياداتها السياسية المتصارعة على السلطة والمال غافلةً استحقاقات التغيير وما تتطلع إليه الشعوب لإنقاذها من براثن الإرهاب والفقر والمستقبل المجهول.
إن السياسيين القردة في العالم الثالث، يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية وعلى حساب التضحيات الجسام وما قدمتها الشعوب من أجل خلاصها من الاستبداد والتطلع نحو مستقبل أفضل. ومعظمهم لم تلدهم أمهاتهم أحراراً، بل عبيداً يعرضون أنفسهم في سوق النخاسة الدولي.
إنهم يستجدون أسيادهم للعمل كعبيد وخونة وقوادين من أجل تنصيبهم رؤساءً وحكاماً على شعوبهم، فيحكمون بالحديد والنار وبالكذب والخداع لتحقيق مصالح أسيادهم وعلى حساب مصالح شعوبهم المنكوبة. إنهم يعمدون بعد كل تغيير سياسي يوصلهم إلى السلطة لإشعال حريق هائل يلقون فيه شعاراتهم ووعودهم الإصلاحية وما تبقى من كرامة وطموح شعوبهم هشيماً في النار.
يخاطب ((شكسبير)) تلك العينة من السياسيين القردة قائلاً:
" يا أكره الطفيليين، وأكثرهم تبسماً وتنعماً.
يا مخربين ناعمين، وذئاباً واعدة، ودبباً خانعة.
يا ليل الغمة، يا سراق اللقمة، يا ذباب الفصول.
يا عبيداً ركعاً، وسجداً، يا أبخرة، يا شخوص اللحظة".
إن تلك العينة من السياسيين المعروضين في سوق النخاسة الدولي، لهم سجلات وراثية خاصة بهم ولايتم انتقائهم اعتباطاً وأنما يراجع (السيد) سجل كل عبد منهم بعناية فائقة خاصة صفحة جيناته الوراثية. فإن كانت أقرب إلى جينات القرود والسعادين منها إلى الإنسان، يتم شراؤه. ليقلد سلوك أقرانه في ساحة العرض السياسي ويلبي رغبات سيده في تقليد الأدوار المختلفة على المسرح السياسي للإضحاك الجمهور، فكلما زاد الضحك عليه كان الأصلح للمهمة الموكلة إليه.
لذا تجد السياسي- القرد يكثر من تصريحاته السياسية المضحكة ليرسم البسمة على شفاه أسياده وهو يتطلع إليهم بالفخر والاعتزاز! فكلما ضحكوا عليه أكثر، كلما زاد من تصريحاته المضحكة ليدخل السرور إلى قلبهم ويطمئنهم بأنه القرد المناسب للمهمة.
يتنافس هؤلاء السياسيين القردة فيما بينهم على إضحاك الآخرين عليهم، ويتسابقون بالنفاق لأسيادهم حفاظاً على مناصبهم في السلطة. إنهم أوغاداً بالوراثة، ويسعون إلى إرضاء أسيادهم بكل الصور ولايبالون بالتعليقات وما تنال من سلوكهم وتصرفاتهم في المجتمع، فكل شيء لديهم مباح. ويفرحون بالإهانة وجرح كرامة، ولاضير عندهم طالما هم في السلطة.
يصف ((شكسبير)) تلك العينة من السياسيين القردة قائلاً:
" ما أقل المحبة بين هؤلاء الأوغاد المنافقين.
وما أبعدها عنهم المجاملة.
لقد عاد جنس البشر من جديد...يلد السعادين والقردة".
هؤلاء السياسيين القردة، يبيعون كرامتهم وشرفهم لقاء المال. منًّ يدفع لهم أكثر ينال ما يشاء من كرامتهم وشرفهم، إنهم أنذلاً بالوراثة. ويسعون لاهثين وراء الذهب والمال، يعرضون خدماتهم على رصيف الرذيلة لقاء حصولهم على المال، ويبيعون الأوطان والشعوب من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة.
يبيعون أديانهم، يُجملون القبيح، ويبيضون اللون الأسود ويدافعون بكل وقاحة عن الأشرار ويعملون على تلميع صورهم. ويسوقون الحجج الواهية، لتبرير أفعالهم القبيحة والمشينة، ولايردعهم قانوناً ولاضميراً ولايمتلكون ذرة من الغيرة والشرف........ولا هًّم لديهم سوى تحقيق مصالحهم الشخصية، وإن كانت على حساب المواطن والوطن.
إنهم عبيداً للذهب الأصفر....يدعون الشجاعة وهم جبناء.....ويدعون النُبل وتنقصهم صفاته.....إنهم وضيعون بالوراثة وأشرفهم قواداً ومنبوذاً في المجتمع.
يتحدث ((شكسبير)) عن فعل الذهب الأصفر على سلوك هؤلاء السياسيين القردة قائلاًً:
" العبد الأصفر
يجعل الأسود أبيض، والقبيح جميلاً، والخطأ صحيحاً.
والوضيع نبيلاً، والعجوز فتيلاً، والجبان شجاعاً...
هذا العبد الأصفر
يجمع الديانات ويفرقها، ويبارك الملاعين
يجعل الأبرص الكالح مقبولاً، ويرفع أقدار اللصوص
يمنحهم المراتب وفروض الطاعة والاستحسان.
يُمكن الأرملة المستهلكة من الزواج ثانية
تلك التي يتقيأ لمرآها كل المصابين.
من ذوي الجروح المتقيحة، هذا الذي يُبلسمها ويطيبها
ويعيدها ثانية إلى عهد الصبا".
تجد في سوق النخاسة الدولي ما تشاء من السياسيين القردة، كل منهم لديه سجل خاص بتاريخه الوسخ وأعماله الشنيعة. يعرضون خدماتهم برسم الإيجار لكل أسياد الأرض طمعاً في السلطة والمال، ويبصمون على بيع الأوطان ولديهم من المهارات المتنوعة في الكذب والخداع. ويتعهدون بقهر الشعوب وسرقة الثروات والادعاء بالتقوى، وإصدار الفتوى وتبرئة المجرمين والقتلة.
يؤمنون بحقوق الإنسان دفاعاً عن القتلة والمجرمين، ويرفضون المصادقة على أحكام الإعدام احتراماً لتعهدهم بعدم سلب أرواح الأشرار لكنهم لا يتوانون عن قتل الأبرياء ورفض شكوى المنكوبين. ستجدهم في هرم كل سلطة وحزب سياسي في العالم الثالث، إنهم عينات من بضائع منتهية الصلاحية تم شراؤها من سوق النخاسة الدولي.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع القدر والإرادة بين السماء والإنسان
- نشوء الدول القديمة والحديثة
- صلاحية الحاكم والمحكوم
- صراع العاطفة والجمال بين المرأة والطبيعة
- التأثيرات السلبية للفقر والجهل على المجتمع
- استحقاقات الرئاسة القادمة
- مَلكة الإبداع بين العبقرية والالهام والفطرة
- قيم الراعي والقطيع السائدة في الكيانات الحزبية
- الحكمة والحقيقة في الفلسفة
- مراتب المعرفة عند الفلاسفة
- ماهية الإحساس والمعرفة في الفلسفة
- صراع القيم والمبادئ بين الفلاسفة والملوك
- تأثير الاستبداد والعنف على اختلال أنماط السلوك الاجتماعي
- دور علماء الاجتماع في تقويم المجتمع
- موقف الفلاسفة من الحاكم والحكومة
- العلم والجهل في المجتمع
- تحرير الثقافة من الهيمنة والتسلط
- الحكومة والشعب
- التصورات اللاعلمية في الفكر الماركسي
- مجالس الفلاسفة والعلماء مع السلاطين


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - السياسيون القردة