رشا نور
الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 06:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أولاً : يقول كاتب القرآن فى ( سورة الشمس 91 : 7 – 8 ) : " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) ".
يقول فخر الدين الرازي فى تفسيره التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب- للنص السابق :
" أَنَّهُ تَعَالَى أَلْهَمَ الْمُؤْمِنَ الْمُتَّقِيَ تَقْوَاهُ وَأَلْهَمَ الْكَافِرَ فُجُورَهُ ،
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : أَلْزَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ،
وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ : جَعَلَ فِيهَا ذَلِكَ بِتَوْفِيقِهِ إِيَّاهَا لِلتَّقْوَى وَخِذْلَانِهِ إِيَّاهَا بِالْفُجُورِ ،
وَاخْتَارَ الزَّجَّاجُ وَالْوَاحِدِيُّ ذَلِكَ ،
قَالَ الْوَاحِدِيُّ : التَّعْلِيمُ وَالتَّعْرِيفُ وَالتَّبْيِينُ غَيْرُ ، وَالْإِلْهَامُ غَيْرُ ،
فَإِنَّ الْإِلْهَامَ هُوَ أَنْ يُوقِعَ اللَّهُ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ شَيْئًا ، وَإِذَا أَوْقَعَ فِي قَلْبِهِ شَيْئًا فَقَدْ أَلْزَمَهُ إِيَّاهُ ، وَأَصْلُ مَعْنَى الْإِلْهَامِ مِنْ قَوْلِهِمْ : لَهِمَ الشَّيْءَ ، وَالْتَهَمَهُ إِذَا ابْتَلَعَهُ ، وَأَلْهَمْتُهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ أَيْ أَبْلَغْتُهُ ، وَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ ذَلِكَ فِيمَا يَقْذِفُهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَلْبِ الْعَبْدِ -;- لِأَنَّهُ كَالْإِبْلَاغِ ، فَالتَّفْسِيرُ الْمُوَافِقُ لِهَذَا الْأَصْلِ قَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ ، وَهُوَ صَرِيحٌ فِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ فِي الْمُؤْمِنِ تَقْوَاهُ ، وَفِي الْكَافِرِ فُجُورَهُ ،
وَأَمَّا التَّمَسُّكُ بِقَوْلِهِ : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ) فَضَعِيفٌ لِأَنَّ الْمَرْوِيَّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَعِكْرِمَةَ وَمُقَاتِلٍ وَالْكَلْبِيِّ أَنَّ الْمَعْنَى قَدْ أَفْلَحَتْ وَسَعِدَتْ نَفْسٌ زَكَّاهَا اللَّهُ تَعَالَى وَأَصْلَحَهَا وَطَهَّرَهَا ، وَالْمَعْنَى وَفَّقَهَا لِلطَّاعَةِ ، " .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5321&idto=5321&bk_no=132&ID=2993
* أذاً هذا الإله الذي يلهم الفجور للعباد هو الذى أوقع فى قلب الفاجر الفجر وألزمه إياه !!!
يقول بن كثير فى تفسيره للنص :
وَقَوْلُهُ : ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) أَيْ : فَأَرْشَدَهَا إِلَى فُجُورِهَا وَتَقْوَاهَا ، أَيْ : بَيَّنَ لَهَا ذَلِكَ ، وَهَدَاهَا إِلَى مَا قُدِّرَ لَهَا .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1959&idto=1960&bk_no=49&ID=2051
* أي أن ماقدره هذا الإله لها من شر !!!
وفى المستدرك على الصحيحين » كتاب التفسير » تفسير سورة الشمس وضحاها
3994 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، ثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حَنْظَلَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ، فِي قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) ، قَالَ : أَلْزَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=74&ID=3810
*أى أن هذا الإله وضع فى الفجور فى قلوب الفجار وإلزمهم به !!!
ثانياً : الشيطان يوسوس لهم ويأمرهم ويهمز بالفجور للعباد :
" يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " ( سورة البقرة2: 168-169 ) .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (سورة النور 24 : 21) .
"الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" ( سورة البقرة 2 : 268 ) .
" وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ { نزعاتهم ووساوسهم المغرية } وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِي" ( سورة المؤمنون 23 : 97 – 98 ) .
" مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)" (سورة الناس 114 : 4 - 5 ) .
ويقول بن كثير فى تفسيره للنص السابق :
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : ( الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ) قَالَ : الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ ، فَإِذَا سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ ، فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهُ خَنَسَ .
وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ .
وَقَالَ الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ : ذُكِرَ لِي أَنَّ الشَّيْطَانَ، أَوِ الْوَسْوَاسَ يَنْفُثُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ عِنْدَ الْحُزْنِ وَعِنْدَ الْفَرَحِ، فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهُ خَنَسَ .
وَقَالَ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : الْوَسْوَاسِ - قَالَ : هُوَ الشَّيْطَانُ يَأْمُرُ ، فَإِذَا أُطِيعَ خَنَسَ .
وَقَوْلُهُ : ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) هَلْ يَخْتَصُّ هَذَا بِبَنِي آدَمَ - كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ - أَوْ يَعُمُ بَنِي آدَمَ وَالْجِنَّ ؟ فِيهِ قَوْلَانِ ، وَيَكُونُونَ قَدْ دَخَلُوا فِي لَفْظِ النَّاسِ تَغْلِيبًا .
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : وَقَدِ اسْتَعْمَلَ فِيهِمْ ( رِجَالٌ مِنَ الْجِنِّ ) فَلَا بِدَعَ فِي إِطْلَاقِ النَّاسِ عَلَيْهِمْ .
وَقَوْلُهُ : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) هَلْ هُوَ تَفْصِيلٌ لِقَوْلِهِ : ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) ثُمَّ بَيَّنَهُمْ فَقَالَ : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) وَهَذَا يُقَوِّي الْقَوْلَ الثَّانِيَ . وَقِيلَ قَوْلُهُ : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) تَفْسِيرٌ لِلَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ) سورة الْأَنْعَامِ 6 : 112) ...
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=114&ayano=1
* أذاً الشيطان يوسوس ويأمرهم ويهمزهم فقط ولا يلهم الفجار بالفجور ولا يلزمهم به بل يتركهم لأرادتهم الحرة فى أتباع خطواته أو البعد عنه ..
ثالثاً : مما سبق نلاحظ الأتي :
1 – أن إله الإسلام هو الذي يلهم الفجور للعباد بل وأوقع فى قلب الفاجر الفجور وألزمه به .
2 - أن هذا الإله هو الذي قدر (من القدرية) لهذا الفاجر من شرور وفجور ولا نعلم كيف سيحاسب الفاجر على سيناريو القدرية أذ " قدر هذا الإله وماشاء هو فعل " ؟
3 – أن هذا الإله وضع الفجور فى قلوب الفجار وإلزمهم به فما ذنب هذا الفاجر فى أن يلقى فى جهنم، إلا ينبغي على هذا الإله أن يثيب هذا العبد المسكين بجنات الحوريات لأنه مُلزم بفجوره الذى إلهمه به هذا الإله ؟
4 – ان الشيطان أقل خطورة على الإنسان من إله الإسلام أذ أن الشيطان يوسوس ويأمرهم ويهمزهم فقط ولا يلهم الفجار بالفجور ولا يقدره لهم ويلزمهم به بل يتركهم لأرادتهم الحرة فى أتباع خطواته أو البعد عنه ..
5 – أن أقرار كاتب القرآن بأنه يلهم الفجور للعباد وإلزامهم به هو أعتراف صريح بأن هذا الإله هو مصدر للفجور وأنه هو نفسه إله فاجر .
آخيراً : أدعوك عزيزي القارئ للهروب من هذا الإله الفاجر الذي يلهمك الفجور ويلزمك به للرب الحقيقي الذي يقول عن نفسه " ١-;-٥-;- اِحْطِمْ ذِرَاعَ الْفَاجِرِ. وَالشِّرِّيرُ تَطْلُبُ شَرَّهُ وَلاَ تَجِدُهُ." ( مزمور 10 : 15 ) ... " لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ" ( روميه 1 : 18 ) ... " ١-;-١-;- لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، ١-;-٢-;- مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، ١-;-٣-;- مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،" ( تيطس 2 : 11 – 13 ) .
#رشا_نور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟