|
النهضة القادمة من الحبشة
فادى عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 22:33
المحور:
الادب والفن
مع اعلان اثيوبيا لتحويل مجرى النيل الازرق و بناء سد النهضة بتمويل اسرائيلى بعد زيارة الدكتور مهندس محمد مرسى الى اثيوبيا علينا ان نسئل انفسنا اولا كيف كانت تتعامل مصر مع عناد اديس ابابا الموسادى ؟
بداية هو ملف من اختصاص وزارة الخارجية و لكن لعمق اطراف المشكلة و دخول اطراف معادية لمصر على خط المواجهة تحول الملف مثل غيرة من الملفات المستعصية الى جهاز المخابرات العامة و التى راوغت اثيوبيا دبلوماسيا و سياسيا تارة و مخابراتيا و عسكريا تارة اخرى .
بدئت مصر بالسلم فمدت يد العون و مساعدة اثيوبيا فى عمل محطات كهرباء و حفر ابار و ارسال قوافل طبية و معدات رى من انتاج المصانع الحربية مجانا بجانب تمويل بقيمة 200 مليون دولار و لكن اسرائيل ملئت جيوب زيناوى باربعة مليار دولار و الوقوف معة فى بناء سد تيكيزى . فكان الرد للمخابرات بزعزعة استقرار اثيوبيا بدعم مجموعات مسلحة باقليم اريتريا و مدها بالاسلحة و الذخيرة مما ادى الى انفصال اريتريا و قطع رجل اثيوبيا فى البحر الاحمر و توهمت اثيوبيا و من خلفها الموساد ان اريتريا هى اخر اوراق مصر و لكن المفاجئة لهم جائت فى تلك المرة من اقليم اوغادين و على يد الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين التى اذاقت الجيش الاثيوبى المر كثيرا و فى مرواغة اخرى اتفقت الحكومة الاثيوبية مع احدى الشركات الاسيوية بارسال شاحنات محملة بماكينات و الات لتنفيذ احد السدود و لم يعلن ذلك الخبر الى ان يتم تدشين ذلك رسميا و لكن المفاجئة المؤلمة للحكومة الاثيوبية هى وصول خبر بان السفينة و هى فى عرض البحر و بطريقها الى اثيوبيا تعرضت الى عملية تدمير لكل ما تحملة .
و تخيل زيناوى بوجود قاعدة اسرائيلية باثيوبيا لن تتجرء مصر على تكرار تلك الافعال و لكن الصفعات المصرية طالت الموساد كما طالت اثيوبيا نفسها . وهذا ما جعل زيناوى ان يفكر كثيرا بارسال دعوى للولايات المتحدة الامريكية لاقامة قاعدة عسكرية لها فى اثيوبيا لتحميها من شر مصر . و هذا ملخص شديد جدا لتعامل المخابرات المصرية مع اثيوبيا سابقا .
بينما تتعامل مؤسسة الرئاسة او مكتب الارشاد ان صح التعبير مع ملف ازمة النيل على غرار تعاملها مع ملف سيناء و غيرها . فكما تم اغراق الجيش فى مستنقع جهاديين سيناء و اشغالة مع الاهل و العشيرة بلبيا عبر حدود السلوم و فتح ازمة حلايب و شلاتين مع اخوان الجنوب ( نظام البشير ) كذلك يتم اشغال جهاز المخابرات العامة بكارثة جديدة مثل سد النهضة و هذا ليس بغريب او تحليل خيالى من شخصى و لكن هذة حقيقة و واقع مر فلا ننسى تصريح ابو العلا ماضى عندما قال " أن الرئيس محمد مرسي أبلغنى أن المخابرات العامة أنشأت منذ عدة سنوات تنظيماً مكوناً من 300 ألف بلطجى و هم من هاجمو قصر الاتحادية " و محاولات التنكيل المتكررة لقادة القوات المسلحة و جهاز المخابرات و اخرها عملية نشر لجان الاخوان الاليكترونية لخبر يفيد اقالة الفريق صدقى صبحى لقياس درجة رد فعل الشارع المصرى عند سماع ذلك الخبر كما على نفس طريقتهم فى اقالة النائب العام عبد المجيد محمود و هى ضريبة يدفعها سيادة الفريق بسبب انحيازة الكامل للشعب و للدولة المصرية . فيبدو ان الثورة الثانية التى ابشرنا بها الدكتور مهندس و هو يخطب فى الاهل و العشيرة بالسودان قد اقتربت جدا .
فمن لا يرى الطرفين الوحيدين فى مصر و الصراع الشديد الدائر بينهم منذ يناير 2011 الا و هم المؤسسة العسكرية و الاخوان فهو اعمى البصر و من ينكر دور جهاز المخابرات العامة فى تعاملة مع ملفات غاية التعقيد و بالغة الصعوبة مثل ملف ازمة النيل فهو اعمى البصيرة . و قد يتخيل الكثيرين و بالتحديد من الثوار ان طرفى الصراع اى المؤسسة العسكرية و الاخوان انتهازيين كلاهما يطمع فى السلطة و لكن اقول لك عذرا يا عزيزى فقد خانك التوفيق فالمؤسسة العسكرية همها اولا و ثانيا هو الحفاظ على الامن القومى المصرى و الخوف على الحكم ليس طمعا فية و انما لعدم سيطرة تنظيم سرى علية . اما جماعة الاخوان فهمها الاول و الاخير هو تنفيذ مشروع التمكين و استاذية العالم .
فالمؤسسة العسكرية و الكنيسة المصرية هم اكثر من يمتلكو مفاتيح حلول لملف ازمة النيل سواء كانت مفاتيح سياسية او عسكرية او دينية . بينما يكتفى مكتب الارشاد بالتحريض على ذلك و افتاء عدم التهنئة على ذلك . و بعد تفويض الدكتور مرسى للبابا تواضروس بمتابعة ملف النيل يبدو ان ملف النيل سيكون حبل مشنقة للكنيسة المصرية و طوق نجاة او بمعنى ادق شماعة سيعلق عليها الاخوان فشلهم فبما ان اثيوبيا دولة ذات اغلبية مسيحية و الكنيسة الاثيوبية تابعة للكنيسة المصرية ففى تلك اللحظة سيكون سبب ازمة ملف النيل و فشلها هى الكنيسة و طبعا الدكتور مهندس جميع دول العالم بتتامر علية لانة اول رئيس اخوانى و ملتحى و حافظ لكتاب الله ( على حسب نظريات المؤامرة لقناة مصر25و اخواتها )
و اذا كان مازال يوجد احد غير مستوعب حجم الكارثة من ذلك السد الاثيوبى فيكفى ان اقول لك ان اسمة " النهضة "
فادى عيد باحث سياسى بقضايا الشرق الاوسط
#فادى_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزائر بين ماضى العشرية و حاضر الربيع
-
الخليفة العثمانى اوردغان الاول
-
الطيور على اشكالها تقع
-
سلاح الفن
-
ما بين التمرد و التمرض ثورة
-
سنوات ما قبل الربيع
-
الاخوان و طهران ( العشق الممنوع )
-
اكاديمية الملوك
-
مزاد فلسطين
-
الشرق الاوسط الجديد
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|