أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - القلق السعودي من سقوط -الولي الفقيه-!














المزيد.....

القلق السعودي من سقوط -الولي الفقيه-!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27 - 22:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أتذكر، و كنت حينها صغيرا، كيف أن الثورة في إيران خلقت إحساسا قويا في كل مكان من العالم المسلم في مواجهة الطغيان و الاستبداد، لكن ما لم ننتبه له هو أن هذه الثورة لم تحمل في تنظيرها الفكري أي تقديس حقيقي للحريات و للفرد كقيمة. المشكلة التي خلقتها هذه الثورة كانت و لا تزال في تحول إيران من استبداد الشاه إلى استبداد العمائم و الملتحين، بالتالي: بدلا من أن يتقارب النظام الجديد (آنذاك) من العالم الديمقراطي و الدّول التي – بالرغم من إرثها الامبريالي – لديها سجل حافل في التطور و حقوق الإنسان و الممارسة الديمقراطية، على العكس، وجدنا النظام الإيراني يزداد عزلة و يتقارب من أنظمة معروفة باستبدادها و فسادها – كوبا – روسيا – كوريا الشمالية و فنزويلا و غيرها!
قد يتساءل البعض: ما الذي دفعني ككاتب إلى القول "أن الثورة الإيرانية قد انتهت!!". الموضوع هنا يتعلق بافتقار النظام الإيراني لأي مباديء أخلاقية – ككل ثورة تحتاج لمباديء – و لأن النظام في طهران أصبح براغماتيا و ديماغوجيا – الغاية تبرر الوسيلة – بما يفوق حتى السياسات الأكثر "ميكافيلية" و التي يتهم الإسلاميون الغرب بالتعامل على أساسها، على سبيل المثال: نجد أن السياسة الإيرانية لا تختلف عن مثيلتها السعودية، مع ملاحظة أن السعودية هي دولة قروسطية تقوم على مبدأ "الغلبة" و أن القوة هي المنطق الوحيد للدولة, هذا إن وجدت أصلا دولة!, كلا النظامين ، الإيراني و السعودي، يستخدم الدّين كغطاء و كوسيلة للسيطرة، حتى و إن أدّى ذلك إلى نشوب حروب طائفية هنا و هناك.
المثالان البحريني و السوري هما النموذجان الواضحان اللذان فضحا و كشفا عن زيف و كذب النظامين و كيفية استغلالهما للحس الطائفي، ففي البحرين "الّذي يشهد ثورة ضد نظام ملكي فاسد" نجد إيران كداعم – ربما لا أكثر من دعم خطابي فارغ – للثوار و للقضية البحرينية، بينما السعودية التي تعتبر كلمة "شيعة – شيعي" بمثابة تهديد، تقوم بكل ما هو ممكن لإفشال الثورة البحرينية، فيقومون بتصفية المواطنين و ترويعهم و إحضار مهاجرين غير شرعيين من السنة (بينهم أكراد فضلا عن العرب)! لخلخلة الطبيعة الديمغرافية للبحرين.
الثورة السورية، من جهة أخرى، فضحت و كشفت الوجه الحقيقي للنظام الإيراني الذي أصبح هو "الطاغية" و الدكتاتور، فالثورة التي انطلقت في 1979 معلنة "حق الشعوب في تقرير مصيرها"! أنكرت حق الشعوب السوري في خلق نظام يلائم و يناسب حريته و مصالحه، لكن و لأن النظام في طهران لا يعترف للشعب الإيراني نفسه بهذا الحق، حيث أن الله = الخامنئي و شلته، هم وحدهم من يملك قرار من يحكم و من لا يحكم، لسوء حظ الشعب السوري، جاء دعم الثورة من جهة لا تملك إلا ثقافة جز الرؤوس و قطع الأطراف (السعودية و قطر) و بالتالي تناسل جهاديوا القاعدة و السلفيين من كل حدب و صوب ليملأوا المشهد السوري بالتكبير و التنهيق و الزعيق و القتال في صفوف المدنيين.
الآن و بما أن إيران تصبح شيعية محضة حسب متطلبات المصلحة، و إسلامية خالصة في حالات أخرى، و نحن نتذكر كيف دعا نصر الله العراقيين للصلح مع صدام و البعث قبيل حرب التحرير 2003 و كيف أنه و إعلام حزب الله و المنار و كل الإعلام الإيراني، شجعوا المقاومة و العنف في العراق و كانوا يستخدمون تعبير "مقتل" لكل ضحية عراقية و تعبير "استشهاد" لوصف إرهابيي حماس و الجهاد، عندما تصبح المصلحة الحصرية للنظام و ليس لإيران و لا حتى الآيديولوجيا هي المنطق! تنتهي الثورة و لا يبقى لنا إلا أن ننتظر السقوط للنظام.
النظام الإيراني الآن يحكم بمنطق القوة و الأمر الواقع لا بمنطق الشرعية و رضا الشعب، الأمر الذي يعني فعليا أن الثورة انتهت في إيران و أن إيران تحتاج ثورة جديدة ضد الثورة، و المفارقة هنا هي أن السعودية تخشى من سقوط الخامنئي و ولاية الفقيه، لأن الغرب حينها سيمتلك كل الوقت و يركز كل الجهود لإصلاح النظام السعودي الفاسد بل و ربما تغييره بنظام أكثر قربا من النظام الجمهوري.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة السعودية على الثورة السورية
- مسلسل الحسن و الحسين... إشكالية العقل الطائفي
- المادّية و الميتافيزيقية!!
- التخلف ، الإنسانية المزعومة!
- الجذور الميتافيزيقية للاقتصاد
- في التنظيم الاجتماعي
- البراغماتيّة بين العقل و الدّين
- أوهام، مع المسيري و جلال أمين
- مات معاوية... من قم إلى مكة!!
- كارثة العقل المسلم
- الإنسان و السعادة النسبيّة
- التطوّر و الإمبريالية!!
- البحرين.. الغباء الشيعي في عصر الحرية؟
- -الوليه الفقيه-.. إلى أين؟
- المادّة و المسألة الأخلاقيّة
- إسقاط آل حمد فرصة تاريخية!!
- المسيري ... تجسيد العقل المريض
- حسني... اسم صنم سيسقط قريبا
- الإنسان و الوثنيّة!!
- الدين و الفردوس الأرضي


المزيد.....




- دواين جونسون -ذَ روك- يروي تفاصيل لحظات حرجة قبل هبوط اضطرار ...
- ترامب يزور السعودية في أول رحلة خارجية له منذ عودته إلى البي ...
- بوتين يطلب من وزير دفاعه تقديم تقريربشأن تنفيذ اتفاق وقف اله ...
- غسان عبود: أتضامن مع شبكة أرتي وأدعم ترخيص مكاتبها في سوريا ...
- الولايات المتحدة.. ترحيل أكثر من 100 ألف شخص منذ عودة ترامب ...
- مشروع -مسام- ينتزع 607 ألغام في اليمن خلال أسبوع
- إغلاق المخابز المدعومة في غزة وقصف التكيات الغذائية.. مجاعة ...
- المستوطنات تمزق الضفة الغربية
- الصين تطلق مناورات -تحذيرية- من استقلال تايوان
- ضباط إسرائيليون يطالبون الشرطة بالامتثال للمحكمة العليا بقضي ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - القلق السعودي من سقوط -الولي الفقيه-!