أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - عساف يرسم الفرح في رام الله














المزيد.....

عساف يرسم الفرح في رام الله


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27 - 15:34
المحور: الادب والفن
    


في رام الله تشعر بالفرح الفلسطيني المتفجر من رحم المأساة.. على أبوابها، ما زال يرابط الاحتلال الذي يفصلها عن عاصمة فلسطين الأسيرة، القدس، ومن حولها تطل المستوطنات كشوكة في الحلق، وفي شوارعها تلحظ حالة اليأس التي يعيشها الشباب في ظل أزمة اقتصادية تلف السلطة الفلسطينية كلها.. وعلى جدرانها تنتشر صور لأسرى الحرية في سجون الاحتلال، وشعارات باتت تشكل جزء لا يتجزأ من المشهد النضالي، انطلاقا من الجدار المحيط بالمدينة والذي حوله الفلسطينيون الى لوحات نابضة بالاصرار على تحقيق الاستقلال وكنس الاحتلال واطلاق سراح الأسرى، وتخليد ذكرى القائد الأسطوري، الرئيس الراحل ياسر عرفات، سواء من خلال اللوحات الجدارية او تلك الساحة التي يتوسطها ذلك التمثال الشاهق، الذي جاء لتكريم الانتفاضة وعكس اصرار الفلسطينيين على الكفاح من اجل الحياة في وطن مستقل.. ففي القسم السفلي من ذلك التمثال، يتدفق شلال ماء، هو رمز الحياة، وعلى قمته، تجسيد لشاب فلسطيني يتسلق لرفع العلم خفاقا في سماء الوطن، تيمنا بمشاهد كثيرة عايشناها خلال الانتفاضة، لشباب تسلقوا اعمدة الكهرباء، وتحدوا الموت في سبيل رفع العلم الفلسطيني.
وبين أصوات الباعة المتجولين، المنتشرين على جنبات الشوارع الرئيسية، يعرضون ما تيسر من بضائع، تعينهم في صراع البقاء، وزمامير السيارات التي تحاول اختراق الشوارع وسط الاكتظاظ البشري، يندفع من محلات بيع أشرطة التسجيل والأقراص المدمجة، وهي كثيرة، صوت تخال انه الصوت الوحيد الذي تسمعه رام الله هذه الأيام.. صوت الفنان الشاب محمد عساف، الذي بات يتألق في سماء النجومية حتى قبل انتهاء برنامج "أراب أيدول" الذي يشارك فيه من بيروت..
وتشعر بالفخر، ليس لأن محمد عساف ابن جلدتك ووطنك، فحسب، بل لهذا التقدير الكبير والدعم الجارف الذي يلقاه، ليس في وطنه فحسب، بل في العالم العربي كله، لا بل وصل الى العالمية، بشهادة اكبر الصحف البريطانية "الغارديان" التي نشرت تقريرا لمراسلها في خان يونس: هيريت شيروود، وصف فيه عساف بـ "الصوت الذهبي من غزة"، وكتب أن "الصوت الذهبي الآتي من مخيم لللاجئين الفلسطينيين في غزة استطاع توحيد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية"، مشيرا الى انه رغم اعتقاله حوالي 20 مرة من قبل حماس في غزة، بسبب غنائه، ومطالبته بالتعهد بعدم الغناء، إلا انه يواصل ما يعتبره رسالة حيث قال إن "رسالتي كفلسطيني أن لا نتكلم أو نقاتل فحسب، بل نغني ايضاً".!
هذه الرسالة، بكل ما تحمله من بساطة في التعبير، تحمل في طياتها رسالة أقوى.. رسالة تقول للعالم كله، ان الفلسطيني لا يجيد حمل السلاح من اجل حريته فقط، بل هو بشر، انسان يحب الحياة... ومن هنا، كان التقدير الكبير لهذا الفنان الشاب من قبل القيادة الفلسطينية التي ارسلت مندوبين عنها الى بيروت للشد على ايدي محمد وتشجيعه على المضي قدما ورفع صوت فلسطين عاليا، ونشر كوفية فلسطين خفاقة في سماء بيروت، ومنها، عبر شاشة MBC، الى العالم اجمع.
هذا المشهد المؤثر تجده ينعكس في شوارع رام الله بأبهى الصور.. ففي ساحة المنارة، تنتشر اللافتات الضخمة التي تدعو للتصويت لمحمد عساف، بمبادرة من بنك فلسطين، وشركات تجارية فلسطينية، ليس هذا فحسب، بل تنعكس في تلك اللوحة لمحمد عساف، التي كان يعكف عليها ذلك الفنان الفلسطيني، في الاستوديو الخاص الذي اقامه في الهواء الطلق في احدى زوايا شارع "ركب".
ولا يمكن اقفال هذه الدائرة بدون الاشادة والتقدير بمبادرة بنك فلسطين، دعما لعساف. لقد أطلق البنك حملته الخاصة تحت عنوان "صوتك مع صوت بنك فلسطين بصير صوتين". وتهدف الحملة لتشجيع المواطنين على التصويت لعساف من خلال شركات الاتصالات المتنقلة، حيث يصل اجمالي عدد الاصوات التي يساهم بها البنك الى 10,000 صوت أسبوعيا، وحوالي 130,000 صوت حتى التصفيات النهائية للبرنامج.
كما تستحق التقدير شركة "جوال" الفلسطينية، ومجموعة "أصايل" على دعمهما للتصويت لعساف من خلال تخفيض سعر رسالة التصويت له، حرصا منهما على حصوله على لقب محبوب العرب.
هذه الخطوات ان دلت على شيء فإنما على التقدير الفلسطيني الكبير لعساف، ليس من قبل الجمهور فحسب، بل من قبل اكبر المؤسسات الاستثمارية التي ترى في تطوير مستوى الفن والثقافة الفلسطينية، وتعزيز الحضور الفني الفلسطيني على المستوى العربي، رسالة وطنية. فألف تحية لبنك فلسطين، الذي زرع الفرح في شوارع رام الله، وسط دوامة من اليأس يحاول الاحتلال وحكومته غرسها في نفوس الفلسطينيين.



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا تكون امريكا هي التي استخدمت السلاح الكيماوي في سوري ...
- في وداع المناضل الوطني نمر مرقص - كلمات قليلة في رجل شامخ
- إنتفض..
- العودة حق والتنازل باطل
- النكبة – المحرقة والتثقيف الصهيوني لطلابنا في شبكة عمال
- وللوقاحة، أيضا، حدود!!
- ختان الأنثى - في النقب تقليد مستورد يرفضه المجتمع
- بين روحي وروحك، فراشة..!
- الحاجة فولا (فيليتسيا لانغر) تستحق من شعبنا الفلسطيني اكثر م ...
- بين هنا.. وهناك (بحث عن الذات)
- المواطنة في دولة الأبارتهايد
- نقطة الصفر.. بين عامين!
- سالم جبران.. وداعاً
- توفيق طوبي الإنسان كما عرفته...
- بوعزيزي شعلة الانتفاضة التونسية
- مشاعر مختلطة في -أسبوع الآلام-
- مجزرة أسطول الحرية ومسألة الارهاب!
- على هامش مئوية شفاعمرو برعاية بيرس: بحر الدم الهادر من كفر ق ...
- في واحة -شاباك لاند-
- ناجي فرح يروي حكاية وطن ضاع يوم -قامت لِقْيامِة-


المزيد.....




- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...
- بالفيديو.. لحظة وفاة مغني تركي شهير على المسرح
- كيف تحولت السينما في طرابلس من صالونات سياسية إلى عروض إباحي ...
- بالفيديو.. سقوط مطرب تركي شهير على المسرح ووفاته


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - عساف يرسم الفرح في رام الله