|
الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27 - 14:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشيعة ..... مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟
يريدون ان يقولوا لنا ان هؤلاء المخانيث الجبناء هم مقاتلين أشداء ...إسلاميون انقياء .... من سلالات أجدادنا النجباء ....في حين انهم حفنة غلمان ممن زنت بهم امهاتهم في كل مواخير البغايا ........ من صراعات الاوس والخزرج الى حواضن الوهابية الموبوءة بالرزايا ... هؤلاء المجاهدين بين أفخاذ النساء والداعمين فحولتهم بالفياغرا ...... وتحت قبة الخيام العربية ينتهكون الاعراض ويقطعون الاجساد ... فهل يستوي فعلهم الخبيث الخنيث الموغل بالوحشية والخسة مع عفة الإسلام ورفعته وتعاليمه وتسامحه.... ان ضخ التأيد الإعلامي والمالي للجماعات التكفيرية التي تشيع ثقافة الكراهية والتكفير بين الفصائل الاسلامية سوف لن يقف عند حدود تركيا او السعودية او قطر بل ان وباء القاعدة سيتسلل الى هذه الدول حتما ويدمرها مثلما يضرب الان اطنابه في سوريا والعراق وتونس وليبا ومصر واليمن . ان من يفخخ ويفجر في العراق ويستهدف الناس البسطاء الذين لا ناقة ولا جمل لهم بالسياسة ومنذ عشر سنوات يريد ان يقول اما انا او العراق ..... وهذه أصبحت حقيقة لا بد من ان تناقش على جميع المستويات وخاصة الشيعية منها وبصوت عال ....اذ يبدو ان البعث والقاعدة وبعض الانفصاليين قد حسموا أمرهم وتوحدوا وتعالوا على خلافاتهم ...فلن يرضوا ببقاء العراق موحدا مستقرا ....وهم يرفعوا الان رايات الانفصال في إقليم سني او الذهاب الى القتال ..... ليشكلوا فيما بعد وبالتحالف مع السنة في سوريا دولة سنية بامتياز تكون أفغانستان ثانية في هذه المنطقة من العالم ...خاضعة الى السعودية وقطر وتركيا ...تشكيلا للقوس السني في مقابل الهلال الشيعي . اننا ان تصورنا ان الوهابية ستجنح للسلم فتلك كذبة كبيرة لا يصدقها الا المغفلين والحمقى ....ذالك ان الصهيونية العالمية عملت على بلوغ هذه المرحلة منذ امد بعيد وهي لن تفوت الفرصة في تدمير الإسلام وتفتيت وحدته وتشويه صورته.... كما ان الدلائل تشير الى ان التفجيرات ستستمر .... ذلك مرتبط بالضغط الواقع على ما يسمى بالجيش الحر السوري من قبل الجيش العربي السوري والانتصارات التي يحققها على عكس ما كان متوقعا وما كان مخططا له من قبل امريكا وتركيا وحلفائهم من الصهاينة العرب .... الامر الذي اربك مخططات القاعدة في العراق التي اعلنت منذ وقت قريب وحدة جيش النصرة في سوريا بتنظيم القاعدة في العراق .... كما انهم يعتقدون ان التصعيد في العراق يسهم في تحويل الانظار عن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الارض ... اضافة الى انهم ماضون في مشروعهم لتدمير العراق وتقسيمه ....وان ورقة التوت التي كانت تستر عورة الحزب الإسلامي وكتلة متحدون قد أطاحت بها حدة التفجيرات ..... وأصبح الان اللعب على المكشوف ...... حيث ان صوت الاعتدال السني (العلامة السني عبد الملك السعدي) انسحب وجلس في داره في عمان يراقب الأحداث .... وما نشهده الان في العراق هو حرب اهلية طائفية بامتياز من خلال القتل اليومي للعراقيين السنة والشيعة وفراغ الشوارع في مدن بغداد والمحافظات كافة من البشر....فلا يجازف الشيعي بالذهاب الى مناطق سنية وهذا ينطبق على السنة كذلك ...والمحال جميعها تقفل بعد ساعات الظهيرة ....ففرق الموت تتجول لتتصيد الشباب من كلا الطائفتين ... وكل طرف يتربص بالطرف الاخر لايقاع المزيد من القتل....ويتحمل قادة العملية السياسية هذا التصعيد لانهم نزلوا بانفسهم لإيقاد الفتنة وتأجيجها ....فلم يعد في القوس من منزع فلقد رفعت الأقنعة عن الوجوه الكالحة وعقدوا في اسطنبول يوم السبت الموافق 25/5/2013 ( المؤتمر الدولي للعدالة وحقوق الإنسان في العراق )....وحضره جمهرة من الطائفيين المطلوبين للعدالة والمحكوم عليهم بجرائم قتل للعراقيين ...وبتأيد من الصهاينة العرب في قطر والسعودية .
اما الشيعة فهم الطرف الغائب في المعادلة ... وهم من دفع ويدفع فاتورة الصراع الاغلى ... فأكثر من 99 بالمائة من التفجيرات حدثت و تحدث في مناطق شيعية وإعداد الضحايا والأيتام والأرامل والمعوقين في تزايد مروع وبلغ أرقاما مخيفة . وموقف الأحزاب الشيعية الحاكمة بجميع فصائلها لم يرتقي بعد الى مستوى التحديات فهي لا زالت تتخبط في صراعات داخلية على المناصب والامتيازات وحتى صوت المرجعية الذي كان في يوم ما عاليا مسموعا ومطاعا ....خفت الان وانزوى في احد زوايا النجف الاشرف ... اذ يبدو ان الاحزاب الدينية الشيعية صممت على تفريق الشيعة وتمزيقهم على عدد من المجتهدين واتباعهم بدلا من اتباع وتقليد المرجعيات التي لا تتفق وسياسة هذه الاحزاب ... ان الشيعة وفي ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة والهجمة الشرسة من قبل الوهابية التكفيرية وحشدها في الكثير من دول الربيع العربي للقتال ضد خطر ايراني شيعي و بدعم من امريكا والصهيونية العالمية ....يفرض على الشيعة ان يخرجوا من فترة المراهقة السياسة والتنازع على السلطة وان يراجعوا مواقفهم ويرمموا بيتهم الداخلي ويعملوا على مجابهة المد التكفيري باصطفاف مذهبي قوي ووحدة الموقف والهدف وبخطاب واضح .... يؤكد موقفها من شكل الدولة التي تريد وطبيعة النظام ومستقبل الديمقراطية في العراق وكذلك موقفها من الكرد وتصوراتهم لمستقبل العلاقة والتحالف معهم ....كذلك تحديد متبنياتهم للسياسة الخارجية وعلاقاتهم مع امريكا بصورة خاصة وإيران والغرب بشكل عام وموقفها من ما سمي بثورات الربيع العربي ....وموقفهم من السنة ...وتصوراتهم لشكل العلاقة فيما بينهم .... وللشيعة في العراق نموذجا ناجحا وهو تجربة الشيعة في لبنان وتأسيسهم للمجلس الشيعي الأعلى الذي اسدل الستار على الخلافات ووحد المواقف والسياسات بين حركة أمل وحزب الله ...ومن نتائجه تحقيق وحدة الصف الشيعي في لبنان والثقل المؤثر الذي يمثله بين الكتل السياسية اللبنانية ...وانعكس هذا التنظيم على اداء الشيعة في لبنان .... ان الشيعة يشكلون في العراق نسبة تتراوح بين 60 وال65 بالمائة من عدد نفوس العراق البالغ بحدود ثلاثين مليون نسمة .... الا انهم وللمرة الاولى منذ تاسيس الدولة العراقي عام 1921 يتصدون لإدارة شؤون الدولة العراقية ....ولحد ألان هم يسجلون الفشل تلو الفشل على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية ....حتى بلغت الخلافات بين الاحزاب الشيعية الشيعة حد التسقيط وتبادل التهم .وانتقل الخلاف الى ان كل حزب يتبع مجتهد يقلده متجاهلين ايات الله المجتهدين في حوزة النجف الاشرف .مما يسهم في فرط عقد الطائفة الشيعية ويفرقها .... ناهيك عن الدعاوى التي يخرج بها بين الحين والاخر من يدعي الاعلمية ويجمع من حوله بعض المريدين ....ويتسبب في صراعات دموية بين افراد الطائفة . ان كل المؤشرات والتوقعات تؤدي الى الاستنتاج التالي ...وهو استمرار الصراع السني _الشيعي بديلا عن الصراع الصهيوني _ العربي ....والاستمرار بضخ التأيد للاحزاب الدينية من الطرفين ...ضمانا لاستمرار النزاع المسلح ... كما ينطوي هذا الصراع على اعطاء الاقليات العرقية والدينية الحق في تقرير المصير .....واقامة كيانات لها تحفظ لها حريتها في البقاء مستقلة او ضمن اشكالا سياسية متفق عليها ....ولخصوصية العراق كونه يجاور تركيا وايران من جهة والسعودية ومجموعة الدول العربية الاخرى من جهة ثانية ... فيقع عليه ضبط ايقاع لعبة التوازن القلق بين هذه الاطراف المتصارعة وان الانحياز الى فريق معين ... سيدفع ثمنه العراق باهظا .... والراجح الان ان الحكومة العراقية لم تحسم امرها ولا هي قادرة على الحصول على رضا خليجي وعربي عنها ....فعربان الخليج لن يقبلوا بغير حكومة سنية تحكم في بغداد حتى وان جاءت بالانتخاب او نزلت من السماء ... وتشترك معهم تركيا اردوغان التي تخلت عن نهج كمال اتاتورك ... وكشفت عن ما يخفي لنا السلطان اردوغان تحت عمامته .... الخيارات جميعها صعبة والأصعب هو مسك العصا من وسطها المسنن .... فهناك راع للعملية الديمقراطية الا وهي أمريكا ...واتفاقية الإطار الاستراتيجي تحكم العلاقات العراقية _ الأمريكية...الا ان المواطن لن يلمس أي تطور في أمنه واستقرار بلاده .... حيث جمدت ولا ندري كيف لحكومة محاطة بكل هذا القدر من الكراهية من جيرانها وتعمد الى تجميد اهم اتفاق تم بين الطرفين.. في حين نجد ان اطرافا اخرى في العراق تعتبر امريكا كعبتهم التي يحجون اليها ...وحليفهم بدل الجبال والوديان ..... الاحزاب الشيعية والقيادات الوطنية مطالبة بوضع إطار استراتيجي لتصوراتهم ومواقفهم وعلاقاتهم ...وطمأنة الجماهير الشيعية من انهم اما مع وحدة العراق او مع زواله ...وتفتته ....وان كانوا لا يريدون ان يسجل لهم التأريخ من انهم فرطوا في وحدة العراق فما هي البدائل التي يتعاملون بها مع الآخرين وكما قلنا شكل النظام وطبيعته وشكل الدولة وهويتها .... وهل تبقى الاحزاب الشيعية تتكأعلى الظلم الذي تعرض له ائمة اهل البيت عليهم السلام في تعبئة الجماهير الشيعية...وهل يعتبر السياسيون ان ممارسة الشعائر الحسينية هو كل ما تطالب به الجماهير الشيعية ..... ومتى تتحول الحوزة الشريفة في النجف الاشرف الى مؤسسة مثل الازهر الشريف ... ممثلة للشيعة في العالم ... لتقود عملية البناء والاعمار وتقديم الخدمات الانسانية .... كل هذه اسئلة بحاجة الى اجوبة ينبغي للقادة الشيعة ان يجيبوا عليها ....؟؟؟؟
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرب وحالة .....كأن
-
حاكمية اللئام
-
اسلحة الدمار الشامل ....النسخة الثانية
-
امة العرب
-
الخيال والابتكار والاتقان .... في بناء الاوطان
-
جهاد النكاح ....!!!!!!!!!!!
-
رجال في الحكم
-
يوم دامي اخر
-
الرسالة الشيطانية
-
السنة والخيارات الصعبة
-
الكتاب الازرق
-
الشام شامك اذا الدهر ضامك
-
55
-
تونس .... في حضن الجماعة
-
فشل امريكا في عبور اسوار دمشق
-
فيروس الاخونة...يهاجم مصر
-
سوريا ...والتحدي الكبير
-
حديث الساعة المتأخر
-
اللهم فاشهد اني حلمت
-
جيكا
المزيد.....
-
أحمد الشرع: سنشكل حكومة شاملة وسنعلن في الأيام المقبلة عن لج
...
-
مراسم يابانية قديمة لجلب الحظ والسلامة البحرية في فوكوكا
-
القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضا
...
-
وزير الدفاع اليوناني يطلب رسميا من سفيرة فرنسا توضيحات حول ص
...
-
ترامب يعرب عن تعازيه إثر مقتل روس في تحطم طائرتين بواشنطن وي
...
-
صحيفة تكشف التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات بشار الأسد قبل س
...
-
السفارة الروسية في واشنطن: نعرب عن تعازينا بضحايا حادثة الطا
...
-
مرتضى منصور يهدد ترامب: التراجع أو المحاكمة أمام الجنائية ال
...
-
وكالة: الشيباني يشارك في مؤتمر دولي حول سوريا في باريس
-
واشنطن تخطط لتفجير اختباري للبلوتونيوم العسكري
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|