احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 11:41
المحور:
الادب والفن
طفلة بائسة
*القصيدة من ديواني المفقود (تماثيل من حروف- 1970م) .
عيونُها كروحِها اليائسَةْ مَرميّةٌ أهدابُـــها النّاعسَةْ
وربطةٌ زرقـاءُ في رأسِها بِلونِ عينيها سَما عابسَةْ
حافيةً الرّجلينِ يُرثَى لَها ويا لـَها مِنْ صورةٍ بائسَةْ
فالفقرُ فٍي عيونِها واضحٌ لحدِّ أذنيـها بـهِ طامسَةْ
مَدَّتْ يداً للنّاسِ منْ عسجدٍ بيضــاءَ من غُلالةٍ دارسَةْ
أثوابُها رغمً البلى روعةٌ قدْ جاءَها الحسنُ من اللابسَةْ
تراقبُ المارّيـــنَ مَحْذورةً صامـدَةً كأنَّـــــــها فارسَةْ
مذعورةً والرّعبُ في وجهِها مثلُ المَها وسْطَ الفَلا خانسَةْ
قلْتُ لها والنّفسُ فِي حَيْرةٍ ماذا جَرى أنتِ هُنا جالسَةْ
هلْ أنتِ تمثالُ الهوى هاهُنا على الطّريقِ أنتِ أمْ حارسَةْ
أم نجمةٌ خضراءُ ضاءَتْ لَنـا فِــي ليلـــةٍ عاتـمةٍ دامسَةْ
قُولي بربِّ الكــونِ أمْ أنَّكِ رَيحانةٌ فِــي دربِـنا يابسَةْ
قولي لنا أم أنتِ فِي مأتمٍ للبؤسِ من مأساتنِا الجارسَةْ
ما خُلِقَت كفّاكِ يا حلوتــِي للمدِّ في الأسواقِ يــا آنسَةْ
يا ليتَني كنْتُ كثيرَ الغِنى أكسوكِ خَـزّاً وحلىً مائسَةْ
قالَتْ وما فهمْتُ ما قولُها لكنَّــها كانَتْ بشيْ نابسَةْ
كأنّنا مــنْ حولِـها غابـةٌ تغورُ فِي أنفاسِها القارسَةْ
أبصرتُ فِـي كيانِها ثورةً غضبى على ظروفِها البائسَةْ
احمد الحمد المندلاوي
مندلي- 1970م
*******
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟