نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 07:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل يوم يمر من أيام ثورتنا المجيدة، يكشف للسوريين كم كانوا سذجا طيبي القلوب...
لقد كان السوريون يعيشون الديكتاتورية المتوحشة في كل تفاصيل حياتهم، وكانوا يلمسون الطائفية لمس اليد في كل زمان ومكان، وكانوا يتحلمون القلة وشظف العيش... لكن عزاءهم الوحيد أن ما كان يعتبرونه "نظام" ـ قومي، مقاوم، ممانع، وأنه يستعد لاسترداد الكرامة الوطنية المهدورة...
لم يكن السوريون ليبرؤون من سذاجتهم لولا أن العالم كله تغير من حولهم. فقد انهارت غالبية الديكتاتوريات، ووصلت نسائم الحرية إلى البلدان العربية. وأراد السوريون أن يلتحقوا بالركب، فطالبوا باستحياء بــ"الإصــــــلاح"، وعند ذلك اكتشفوا ما كان غافلين عنه لعقود.
اكتشفوا أنهم محكومون من قبل عصابة متوحشة، نسجت شبكةً من التحالفات الإقليمية والدولية ضدهم، فأعطت كل جهة ما تريد، مقابل أن يـُـسكَت عنها، وتـُطلق يـدُها في سورية لتفعل بهم ما تريد.
اكتشفوا أن بلدهم معدوم السيادة، وأن رئيسهم بيدقٌ تحركه إيران كيفما تشاء،
اكتشفوا أن حزبا طائفيا قزما في لبنان الضعيف، يستطيع أن يحتل ما يحلو له من أراضيهم.
اكتشفوا أن المأفون المنافق حسن نصر الله يستطيع أن يتخذ من الأرض السورية ساحة لتصفية حساباته مع خصومه...
إننا ندفع ثمنا غاليا جدا جزاءً لنا على طيب قلوبنا...
لكن لا يهم...
فالصدمة التي لا تميت تكسب قوة ومناعة. والشعب السوري لن يموت أبداً...
#نصر_اليوسف (هاشتاغ)
Nasr_Al-yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟