مصطفى ملو
الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 22:26
المحور:
الادب والفن
مهداة إلى كل "الأطباء" الذين لا هم لهم سوى ابتزاز أبناء الفقراء و سلبهم ما لديهم من دريهمات.
كل العيادات تعرفني و كل الصيدليات أحفظ أسماءها,دراهمي المعدودة إما يلتهمها الدواء أو يسرقها مني "الأطباء" عن سبق إصرار و ترصد.
أقصد أحدهم فينزع ثيابي ثم يأخذ في تمرير آلة مذهونة بلزيج لا أعرف ما يكون على كل جسمي.
-انهض ليس بك شيء
-و لكن... !
-ولكن ماذا؟قلت ليس بك شيء,خذ هذا الدواء و ستشفى.يملأ ورقة بأسماء الأدوية التي علي أخذها كي أشفى حسب زعمه,يكتبها بخط ركيك لا يفهمه إلا هو و الصيدلاني.
أقصد الصيدلية أمد له وصفة الطبيب,أسأله عن الثمن,ثم أشتري الدواء بالتقسيط !
-من فضلك إعطيني المهم فقط و لا حاجة لي بالباقي
يتعجب الصيدلاني و يعلق قائلا:
-لكن الدواء كله ضروري
-قلت لك إعطيني ما يناسب دراهمي المسكينة.
بعد عشرة أيام أعود إلى نفس الطبيب,يفحصني ثانية.
-ليس بك شيء
-ولكن...(يقاطعني)
-ولكن ماذا؟قلت ليس بك شيء,استمر في استعمال نفس الدواء.
أتساءل مع نفسي أأستمر في استعمال نفس الدواء و أنا لم أحس بذرة تحسن؟ !
أقصد طبيبا آخر,فيسألني:
-هل سبق أن زرت طبيبا؟
-لا هذه أول مرة أقصد فيها عيادة.
-حسن,إخلع ملابسك.يفعل نفس ما فعله الأول.
-ليس بك شيء,استعمل هذا الدواء و ستشفى.
-أفعل نفس ما فعلته في الدورة الأولى,لا جديد.أقصد طبيبا ثالثا فرابعا...فعاشرا و دائما نفس الحكاية.
أعود إلى الطبيب الأول بعد مدة من الزمن,لم يعد يتذكرني,يسأل:
-هل سبق أن زرت طبيبا؟
-لا ورب الكعبة,هذه أول مرة أقصد فيها عيادة.
-آسف و لكنك تأخرت كثيرا,المرض استفحل و لا أمل في العلاج.
أقصد الطبيب الثاني نفس الخطاب فالثالث ثم الرابع...فالعاشر,كلهم يوبخونني على تأخري,أما أنا فأوبخهم بطريقيتي و في قرارة نفسي:"تبا لكم يا أطباء آخر الزمان,يا من حول مهنة من أشرف المهن إلى تجارة مربحة,تتاجرون بأجساد و أرواح المرضى بلا شفقة و لا رحمة و لا يهمكم شفاءهم و لا صحتهم,المهم عندكم هو كم تكسبون من نقود,أين الإنسانية التي ينبغي أن تكون أهم خلق يتصف به الطبيب؟"
أضيف و المرض و الألم يعتصرانني "الخزي و العار لكم يا أطباء آخر الزمان,في المرة الأولى كنت كلما قصدت أحدكم إلا و يقول:ما بك شيء و الآن كلكلم أصبحتم تقولون:لقد استفحل المرض و لا أمل في العلاج !"
#مصطفى_ملو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟