أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عربي الخميسي - بمناسبة يوم الام -- انا الذيب اكلهم .......... انا امهم احميهم














المزيد.....

بمناسبة يوم الام -- انا الذيب اكلهم .......... انا امهم احميهم


عربي الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 14:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



من الفلكلور الشعبي العراقي القديم ، العاب الاطفال والقاصرين ايام زمان حينما كان الصبية والصبايا الصغار يمارسون مختلطا بعض الالعاب البريئه حيث لم تتوفر آنذاك وسائل الترفيه والالعاب التي يلهوا بها الفتيات والفتيان مثل ما يحصل الان ومن تلك الالعاب هي اللعبه موضوع حكايتي – انا الذيب اكلهم --- انا امهم احميهم --- التي سارويها لكم مع المعنى والقيم التي يمكن استخلاصها منها
انا لا اعرف من اوجد هذه اللعبه وغيرها من العاب التراث الشعبي ؟ ولا زمان ممارستها للاول مره ؟ وباي مكان ؟ إنما انا شخصيا اشتركت بها ضمن جمع الصبيان ، ولا اعرف هل تمارس بالوقت الحاضر ام لا ؟ في زخم توفر وسائل تقنيات التكنلوجيا الحديثه وطرق اللعب بها ، والتي خرقت سيادة سيد الاسره ودخلت البيوت عنوة ودون إستئذان ، واصبحت من الامور اللازم توفرها لعالم خاص يمكن ان نطلق عليه عالم الصغار ، وقد أقرت بها بحكم الضرورة والواقع ، معظم الدول المتحضره وبشكل مدروس ومبرمج ضمن خطة التربيه والتعليم بمدارسها ومعاهدها المختصه
من عنوان موضوعي اعلاه وردت مفردتا الذيب والأم اللذان يمثلان محوريَ الحكاية اسردها للقارئ الكريم بمناسبة عيد الام العالمي الذي حل علينا قبل الايام
هناك في مساء ليلة ربيعيه مقمره و بالشارع العريض من الحاره ، تجمع الصبية ومعهم الصبايا ، باعمار متقاربه تجمعوا باراداتهم وبلا حواجز او اعتراضات من الاهل أو اهل الحي بانتظار اكتمال العدد المناسب دون تحديد حيث اعلن بدأ اللعبه
انتخب الحضور واحدا من الصبيان لأن يكون هو الذيب القوي الوحش المفترس الجبار هكذا كانت تقضي قواعد وضوابط هذه اللعبه ومن ثم انتخبت الام الحنون الرؤوف الحريصه على اولادها والتي تفديهم بالغالي والثمين من اجل حمايتهم من الذئاب ووحوش الغاب المفترسه والذود عنهم وصد العدوان ومقاومة الشر والاشرار وكانت تلك الفتاة الصغيره قوية البنية طويلة القامه سريعة الحركه تجيد المناوره يمنة ويسره وحسب متطلبات الموقف
اصطف الصغار ذكورا واناثا على شكل خيطي مثل حبات سبحة ابو فلان او كما يطلق عليه بالعسكريه - الرتل المفرد - خلف الام محتضنين احدهم الاخر اعتبارا من الام ومتشبثين ببعضهم البعض بقوه وصلابه... اما الذيب الوحشي فقد وقف منتصبا امام الام وهو يبعد عنها ببضع خطوات بانتظار اشارة البدء باللعبه وكان هناك الحكم المتفق عليه وهو احد الصبية او احد الحضور من المتفرجين لأقرار صحة الممارسة واعطاء نتيجة اللعبه بفوز أحد الفريقين وفقا لمشيئة ذلك الحكم
اعلن الحكم ببدء اللعبه ، فبادر الذيب بالصراخ وبصوت جهوري وتحدٍ مرعب - انا الذيب آكلهم - وتقدم نحو الام البرئيه وهو يناور ويهاجم مرة يمنة ومرة اخرى يسره ، محاولا الانقضاض على فريسته لأنتزاع احدهم كما تفترضه اللعبه ، الا ان الام كانت بارعة ومالت ومال معها اولادها الصغار لصد العدوان ودفع المعتدي وهي تصرخ ومعها اطفالها وتصيح بأعلى صوتها -انا امهم احميهم - والكل يضحك وقد اختلطت الاصوات بين الضجيج والهيجان والفرفشه والجديه والتحدي
فيرد عليها الذيب قائلا
عيني على ذيج الورا ذيج الورا .....؟
عيني على ذيج الورا ذيج الورا .....؟
فتتحداه الام قائلة
إبعد ورا إبعد ورا
إبعد ورا إبعد ورا
وهكذا تتكرر الحاله والكل فرحين والام وابناءها في وضع متأهب حذر
وهكذا حتى يعلن الحكم ختام اللعبه ويقوم بعد الخسائر ويتفرق الجمع والى مساء اخر وتصبحون على خير
----------------------
الى هنا واللعبة لم تنتهِ بالنسبة لي على الاقل تعالوا معي
انا لا اعتقد ان القارئ الفطن سينهي قراءته للحتوته كما يقول المصريون دون الوقوف عند رموزها ومفاصلها للتفتيش عن اجوبة مقنعه لكثير من الاسئله والاستفسارات الوارده والتي تطرح نفسها من خلال شكليه اللعبة ومضمونها ...
ترى من اوجد هذه اللعبه التي تجسد الوحشيه ، وقانون الغاب ، والغاء حق الحياة ، والصراع بين القوي والضعيف من اجل البقاء بل الصراع بين الخير والشر ، وفرض حالات القهر والظلم والاعتداء محل روح الانسانية والرأفة بحق البشرعامة والضعفاء المساكين الممثله بالام واولادها الصغار ؟ ولماذا الام بالذات ؟ وقد غيب الاب ودوره المفترض ؟ وما المغزى من اختيار الذئب او الذيب تحديدا كما ورد باللعبه وليس غيره من الحيوانات المفترسه ؟ اليس هذا الحيوان – الذيب - اشد الحيوانات البريه وحشيه وشراسه وعنفا وذا طبيعه سلبيه يستحيل تهجينه ؟ أم ألم يكن تسمية الذيب جاءت كناية عن تصرفات البشر الاشرار والمقصود بالذكور منهم قساة القلوب ؟
حيث ان التراث الشعبي ما هو الا حصيلة ممارسات وعادات اجتماعيه ، اعتادت عليها المجتمعات في ظروف معينة ، انعكست على نمط واسلوب حياتها فيما بعد ، ومن ثم ظهرت على شكل حكايات وقصص تراثية يتناولها الناس كما تجسدت معالمها بهذه اللعبه ؟؟
اعود فاقول ان من اوجد اللعبة ، لا بد ان يكون حكيما ورحيما وانسانيا ومن الذين يحترمون المراة ، ويقدرون اخلاصها وحنانها وتضحياتها وبطولاتها للدفاع عن الحق والحقيقة بشجاعه وأباة ، كما يخيل الي ، ان من اوجدها كان يأن من وطأة التسلط والعسف في زمان ما وبمكان ما ، وسط بيئة اجتماعيه تضطهد المرأة ، وتستهين بقدراتها الخلاقه ، تظهر هذه بجلاء من خلال حالات الرفض والاصرار والتصدي للأم البطله للشر المحدق في هذه اللعبه انطلاقا من حبها المطلق لأبنائها الى حد التضحية بالنفس من اجلهم وهذه المرأة وستبقى كذلك مخلصة امينه ما دامت الحياة
ولتحيا المراة الام رمز الخصوبة والحياة ومثال التضحيه ونكران الذات من اجل انسان حر بلا قيود
عربي الخميسي
سدني / استراليا
2013 / مايس



#عربي_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديموقراطية دولة بابل ما قبل التأريخ وديموقراطية العراق الجدي ...
- من مذكرات المحامي داوود سيبا يلدو في ذكرى الخامسه لرحيله
- العالم الفيزيائي الدكتور عبد الجبار عبد الله .. وبدايات الوع ...
- نجم عراقي وشخصيه مندائيه في ذكرى مولدها ورحيلها الابدي / الق ...
- نجم عراقي وشخصية مندائيه في ذكرى ميلادها ورحيلها الابدي
- اضطهاد الاقليات العراقيه
- الكاتبه العراقيه السيده ميسون البياتي تعتبر ثورة 14 تموز1958 ...
- ديموقراطية الزعيم عبد الكريم قاسم واستحقاقات العالم الصابئي ...
- عبد الكريم قاسم ومطالبيته بالكويت .. واشياء اخرى - القسم الث ...
- عبد الكريم قاسم ومطالبته بالكوت واشياء اخرى
- مقعد تعويضي للبرلمان العراقي القادم معروض بالمزاد العلني ... ...
- ماذا يعني تخصيص مقعد في البرلمان العراقي بالنسبة للصابئه الم ...
- العلاقات الدوليه وضيق الافق السياسي وقصة حبس الجواهري الشاعر ...
- العلاقات الدوليه وضيق الافق السياسي وقصة حبس الجواهري الشاعر ...
- العلاقات الدوليه وضيق الافق السياسي وقصة حبس الجواهري الشاعر ...
- يا اهل اوكلاند ماتت كاشين ....؟
- العالم عبد الجبار عبد الله يوم التقيته
- العراق خسر الصابئه المندائيين ، ولكن الصابئه المندائيين لم ي ...
- المراة المندائيه حررها الدين المندائي وظلمها المجنمع
- أنا شاهد عَيّان على ثورة 14 / تموز


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عربي الخميسي - بمناسبة يوم الام -- انا الذيب اكلهم .......... انا امهم احميهم