أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن جهاد وعري - الثورات الملونة-أداة تدخل خارجي أم استجابة لضرورات داخلية-















المزيد.....

الثورات الملونة-أداة تدخل خارجي أم استجابة لضرورات داخلية-


مازن جهاد وعري

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورات الملونة "أداة تدخل خارجي أم استجابة لضرورات داخلية"
"مازن جهاد وعري"
الجزء الأول:
الثورة "قاطرة التاريخ" بدونها تتجمد أحلام الشعوب وتتعطل حركة الأمم وتظل الثورات أمل الشعوب المحرومة من حقوقها وكانت وما تزال حلاً يلعب فيه الشعب الدور الرئيسي في تغيير الأوضاع
وإذا كان التاريخ قد شهد ثورتين اجتماعيتين عظيمتين كالثورة الفرنسية في فرنسا والثورة البلشفية في روسيا فإن أشكال الثورات تعددت في هذا العصر مع التغيرات التي حدثت بموازين القوى العالمية لتصبح الثورة بعيدة نوعاً ما عن مفهومها التقليدي
فالمفكر البريطاني ثوماس مكولي ، مؤلف كتاب (تأريخ إنكلترا) يصف الثورات بأنها اختصار الخبرات الإنسانية على مدى أجيال ببضع ساعات يتغير فيها كل شيء عندما تسقط هيبة القانون والمؤسسات بالخروج عن النمط المألوف وتصار أشياء كثيرة الى الإهمال، فيما تظهر أشياء أخرى بقيم عالية واحترام كبير.
وتعرف الثورات الاجتماعية عمومآ أنها تبدل جذري في حياة المجتمع يأتي هذا التبدل بتشكيلة اقتصادية واجتماعية لتحل مكان غيرها بحيث تكون أرفع منها مستوى وتنسجم مع المتطلبات الجديدة للمجتمع التي كانت تختمر في أحشائه منذ زمن
_ وأيآ كانت محصلة الثورات التي تحدث فهي غير كافية إن لم يكن هناك تغيير إيجابي حقيقي إذ أن الثورات تتطلب تغييرآ جذريآ في بنية المجتمعات وتوجهاتها
ومع قيام هذه الثورات ما زال الطريق طويلآ أمام فكر الإنسان ليستطيع تكريس ثقافة اللاعنف والسلم عند القيام بثورة ما..خصوصآ في وقت تعمل آلة القتل على إسقاط المنظومة الفكرية الإنسانية التي تخلق الثقافة والفكر(4)
وإن كانت الثورات الملونة لا يتم فيها سفك الدماء كالثورات الطبقية والحضارية الأخرى إلا أنها لا يمكن أن تفسر ضمن المنطق الاعتيادي لحل التناقضات الاجتماعية فالثورات الملونة "هي شكل من أشكال الانقلاب لكنه انقلاب يحافظ على مظاهر الشرعية حيال الرأي العام ويندرج ضمن إطار إيجابي من إشاعة الديمقراطية "(5)

فمع مطلع التسعينات برز اسم "الثورة الملونة" عندما استطاع المجتمع المدني في أوروبا الشرقية والوسطى تنظيم اعتصامات سلمية للإطاحة بالأنظمة الشمولية وسميت حينها بالثورة "المخملية" أو "الناعمة" وذلك لعدم تلوثها بالدم وعدم استخدام العنف فدعمت هذه الحركات قليلاً مفهوم المجتمع المدني ووضحت أهميته في رسم السياسات الداخلية والخارجية لهذه الشعوب
وتعد تشكيلة "الثورات الملونة" التي امتدت من صربيا إلى قيرغيزيا حالة مثيرة للإهتمام خاصة مع انتقال هذا المفهوم ليشمل منطقة الشرق الأوسط(إيران وموجة الاضطرابات التي شهدتها في 2009 وما أطلق عليها بالثورة المخملية) ومنطقة وسط آسيا مما يدعو للإهتمام بمقاربة تدرس مدى ترابط هذه الثورات مع بعضها فحوافزها المحلية موجودة لكن إحداثياتها على الشبكة العالمية مرتبطة بتدخل وتخطيط دول كبرى تعمل على محاولة التغيير في هذه البلدان بعيداً عن العنف لكن حسب مصالح وسياسات تلك الدول الكبرى
فمن الناحية السياسية ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وما أدت إليه من انحسار لدور القوى الاستعمارية التقليدية (فرنسا – بريطانيا –ألمانيا –إيطاليا) وغيرهم وانقسام العالم إلى معسكرين اشتراكي بزعامة الاتحاد السوفييتي وآخر رأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك ظهور نوع من توازن القوى بين القطبين وظهور خطر أسلحة الدمار الشامل في ظل هذه التغيرات أصبح من الصعب على أي طرف من القطبين أن يحقق مكسباً سياسياً أو اقتصادياً في أي منطقة دون الأخذ بعين الاعتبار مخاطر وردة فعل الطرف الآخر
لذلك عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تطوير أساليب جديدة لتحقيق أهدافها دون إثارة حفيظة القطب الآخر ومن هذه الأساليب محاولة التأثير على رموز الأنظمة السياسية في البلدان المراد السيطرة عليها بإفسادها عن طريق الرشوة بداية بواسطة Economic hitman (القتلة الاقتصاديين) الذين أرسلتهم الولايات المتحدة إلى تلك البلدان...
وفي حال فشل هؤلاء القتلة الاقتصاديون في تحقيق اهدافهم التي أرسلوا لتنفيذها تتبع الولايات المتحدة مع تلك البلدان طريقة اخرى وهي محاولة الاغتيالات لهذه الرموز بواسطة مخابراتها وهذا ما اعترف به السيد (Jhon Perkins) الرئيس الاقتصادي السابق لشركة (Chas) الرئيسية المحدودة وهو أحد القتلة الاقتصاديين الذين أرسلتهم الحكومة الأمريكية لاتباع طرق رشوة الزعماء والرؤساء في بلدان عديدة منها (إيران _غواتيمالا _الإكوادور _بنما ) وغيرهم.. حيث اعترف السيد (Jhon)بذلك مستشهداً بما حدث في إيران بداية عام 1953 حيث كانت طلائع القتلة الاقتصاديين قد بدأت حقاً في بداية الخمسينات عندما انتخب (مصدق) ديمقراطيآ وكان ينظر إليه كأمل للديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم وكان رجل العام في جريدة التايمز.. ولكن أحد الأمور التي جاء بها هي ان شركات النفط الأجنبية يجب أن تدفع للشعب الإيراني أكثر بكثير ثمنآ للنفط الإيراني والشعب ينبغي أن يستفيد من النفط الخاص به وبدا حقيقة بتنفيذ هذه السياسة التي لم تعجب الولايات المتحدة ولم بإمكانها في تلك الفترة إرسال الجيش لخلع مصدق فأرسلت احد عملاء المخابرات المركزية يدعى (كيري روزفلت) وهو نسيب (تيدي روزفلت) ومعه بضعة ملايين من الدولارات وكانت فعالة جدآ في فترة زمنية قصيرة عن طريق دفع المال للناس لتتظاهر وتحتج وتشاغب حتى يبدو مصدق بدون أي شعبية حيث تمكن هذا العميل بامواله بالإطاحة بحكم مصدق وجلب شاه إيران ليحل محله..كانت هذه الطريقة فعالة جدآ فقد استطاع المتظاهرون اسقاط الحكم واسبداله لذلك نظر الناس في الولايات المتحدة إلى الأمر وقالوا:لقد كان سهلآ ورخيصآ وهو ما خلق طريقة جديدة للتلاعب بالبلدان وإنشاء الأمبراطورية ولأن روزفلت كان يملك بطاقة العميل للمخابرات الأمر الذي سيسبب مشاكل كبيرة في حال تم كشفه عملت الحكومة الأمريكية على استبداله بخبراء اقتصاديين استشاريين يعملون في القطاع الخاص لتبييض الأموال عبر البنك الدولي وصندوق النقد لجلب ناس من امثال السيد (jhon) يعملون للشركات الخاصة الأمر الذي لن يسبب مشاكل رسمية في حال تم كشفهم
وفي الأكوادور البلد الذي لعب فيه القتلة الإقتصاديون دورهم بشكل كبير في عام (1981) حيث جرت فيها انتخابات ديمقراطية وفاز فيها (خاييم رالدوس)بعدد أصوات لم ينلها احد في تاريخ الأكوادور وكان هدفه كرئيس استخدام موارد الأكوادور لمساعدة الشعب وبدأ بتطبيق هذه السياسات فلم يعجب ذلك الولايات المتحدة الأمريكية فأرسلت مجموعة من القتلة الإقتصاديين وعلى رأسهم السيد (jhon) لتغيير رالدوس..لإفساده..لاستمالته حيث عرضوا عليه "يمكنك أن تكون غنيآ جدآ أنت وعائلتك إذا وافقت أن تلعب لعبتنا لكن إذا واصلت تطبيق هذه السياسات فسوف ترحل "
لكنه رفض الانصياع والإصغاء فتم اغتياله في أيار من عام 1981 بتحطم طائرته حيث سمح فقط للجيش الأمريكي المتواجد في قاعدة قريبة من الدخول لمكان الحادث وعند التحقيق مات اثنان من الشهود الرئيسيين في حوادث سيارات قبل أن ينالوا فرصة الإدلاء بشهادتهم
كذلك الأمر في بنما حيث كان رئيسها السيد(عمر توريخوس) ذو الشخصية الكارزمية الذي أراد حقآ مساعدة بلده وإعادة إعمارها وعندما حاول السيد (jhon) رشوته(كما جاء في اعترافاته) كان يرد الرئيس البنمي عليه"أنا لا أحتاج المال..ما أريده لبلدي أن تعامل معاملة منصفة ..أريد أن تسدد الولايات المتحدة ثمن كل الخراب الذي أحدثتموه هنا ..أحتاج لأكون في وضع يمكنني من مساعدة بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية لنيل استقلالها وتتحرر من هذا التواجد الفظيع لبلدان الشمال أريد ان تعود قناة بنما لسيطرة الشعب البنمي ..هذا ما أريده اتركني بحالي ولا تحاول رشوتي "
في أيار مايو عندما تم اغتيال رئيس الأكوادور كان عمر توريخوس واعيآ لذلك..جمع عائلته وقال لهم: "أنا هو التالي وليست هذه بمشكلة لقد أعدت التفاوض على القناة وهي الآن في أيدينا لقد انتهينا لتونا من التفاوض على معاهدة مع جيمي كارتر"..وفي حزيران أي بعد ذلك بشهرين تم اغتياله بحادث طائرة والذي نفذها دون أدنى شك العملاء التابعين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأن أحد حراسه الأمنيين أعطاه لحظة صعوده الطائرة جهاز تسجيل صغير يحتوي على قنبلة
هذه أساليب اعترف بها اقتصاديون أمريكيون من بين مجموعة من الأساليب التي اتبعتها الولايات المتحدة قبل تفكك الإتحاد السوفييتي ....أما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وبروز القطب الواحد فهذا ما سنبحث به في الجزء القادم....



#مازن_جهاد_وعري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن جهاد وعري - الثورات الملونة-أداة تدخل خارجي أم استجابة لضرورات داخلية-