محمد الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 21:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ الأيام الأولى لسقوط النظام الفاشي , بدأت العمليات الإرهابية تعصف بالبلد كيفما تشاء .. وبخطٍ موازٍ لها تستمر ملحمة ( الحواسم ) , والتي أخذت أبعاد أخرى .. حيث لم تعد (كراسي ) دوائر الدولة أو أسرَة المستشفيات هدفاً لها .. تطورت العملية بشكل يتناسب مع مستويات رجالها .. فأستشرى الفساد بطريقة مرعبة وأمتدَ إلى كُلِ جزءٍ من أجزاء الدولة ومفاصلها . ولتغطية الخيبات المتتالية , فأن أي عملية أو موجة إرهابية يتبعها تشكيل لجنة , ومع كل فضيحة فساد , يغفل المعنيون تلافيها , ترافقها لجنة أيضاً .. وكأنها صارت طقساً دستورياً لتبرير أباحة الدم والأختلاس !
عادة ما يُصطلح على تلك اللجان ب( تقصي الحقائق ) , وتقصي كلمة ليست بالغريبة على الأسماع لتختلط مع كلمات بعيدة عن معناها .. لكنَها غابت عن أذهان بعض ( المتقصين ) , مثلما تشابهت الكلمات من قبل على وزير السياحة السابق فتاه بين (الضخامة والفخامة ) .
في أحدى جلسات الجدل العراقي المنعقدة دوماً (بمناسبة أو دونها ) , يجري الحديث عن الأزمة وتداعياتها , ويتداول البعض أخبار كثيرة ويطرح سيناريوهات محتملة للحل .. أحد الجالسين في مكانِ مميز يقطع الحديث مدلياً بروايات كثيرة لم يسمعها أحد , ويُدّعم أقواله ,لقطع الشك المتوّلد والواضح في عيون الجالسين , بقولهِ : هذا كلام رسمي , وأنا عضو في لجنة تقصَص الحقائق !! سكُت الجميع , ولم يعد هناك قيمة لأي رأي .. فالأستاذ (س ) هو ضابط برتبة مقدم في مكتب القائد العام ! ..لحظات تحوَل حاسم قطعت كل خيوط الأمل المرجوّ من تلك اللجان , والتي يبدو إنها صارت مقبرة للحقائق ( المقصوصة ) الأوصال .
بطبيعة الحال , أن أي تشكيل جديد في العراق تخصَص له أموال وعجلات وبنايات وحمايات وأحياناً (كلاب حراسة ) .. بأختصار هو موقع جديد لأناسٍ ( عاطلون )جداً , ولكن .. هل سيبقى الأنسان هو السلعة الاكثر رواجاً في سوق الموت والفساد ؟
#محمد_الحسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟