|
سلاح الفن
فادى عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 19:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمثل القوى العسكرية حلول رادعة و سريعة لكثير من المشاكل التى قد تواجة دولة ما و يبدو الامر فى البداية هو انتصار ساحق لتلك الدولة و لكن قد تكتشف بعد ذلك انها وقعت فى اضرار كثيرة و اهتزت صورتها امام المجتمع الدولى و الشعوب الذى لا يختبئ عليها خبر الان فى ظل ما نعيشة من ثورة تكنولوجيا المعلومات و الانترنت . فهناك قوى احتلالها ليس ياتى على ارض و حدود جغرافية بل على فكر و ثقافة مجتمعات ليكون احتلالها ممتد لفترات اطول و لا يترك اى الغام سلبية الاثر فى المجتمعات التى تخترقها ففى الوقت الذى فشلت فيها القنابل الذرية الامريكية للقضاء على اليابان نجد اليابان بعد مرور سنين و تعاقب الاجيال تتسلل لة قنابل هوليود الفنية و تعطى صورة لهم و للعالم اجمع ان الولايات المتحدة هى السبب الرئيسى فى نهضة و سلام العالم حتى تمكنت افلام هوليود ان تمحى اثار القنبلة الذرية بشكل كبير لدى الشباب اليابانى و هكذا تسللت افلام هوليود الى قلوب جميع الشعوب باختلاف لغتها و ثقافتها فمن منا لا يعشق افلام الحركة ( الاكشن ) التى تحقق اعلى نسب المبيعات فى العالم و من منا لم يحفظ اسماء و اداء نجوم هوليود الامر الذى وصل الى رغبة اغلب الشباب لارتداء ملابس شبيهة بملابس نجوم هوليود . فاصبحت هوليود هى القاعدة الفنية التى تنطلق منها صواريخ الولايات المتحدة لسيادة العالم فهوليود مصنع الافلام العالمية و بيت نجوم الفن باتت واحدة من اكثر مصادر الدخل لدى الاقتصاد الامريكي و مجال كبير لعمل العديد من الشباب الذى يبحث عن فرص عمل .
و على غرار هوليود و مدى حبنا للفيلم الامريكى يظهر لنا مارد اخر من القوى الناعمة التى تسهم فى السيطرة و النفوذ بدون دماء او عنف فنرى بوليود و لكن هذة المرة من مومباى الهندية لتسمع اذننا الى لغة جديدة و قصص اروع من الخيال و تتغير فكرة العالم عن الهند الطائفية الى هند الحضارة و من الهند بلد الافيال الى هند سحر الطبيعة و الجمال لتنتشر ثقافة اخرى بقوى على الساحة العالمية حتى صار هذا النموذج الى افريقيا بظهور نوليود مع فارق الامكانيات الفنية طبعا .
الان قد يتسائل احد القراء اين مصر و الفن المصرى من كل ذلك ؟ يا عزيزى لك ان تعرف ان السينما المصرية هى ثانى اقدم سينما فى العالم بعد السينما الفرنسية و انها كانت السبب الرئيسى فى نشر اللهجة المصرية فى العالم العربى و رسم صورة جميلة و حضارية عن مصر فى وقت كانت فية مصر تحت الاحتلال و لكن اذا بحثنا عن الدراما المصرية التى كثيرا ما جذبت جميع افراد الاسرة فى الريف و الحضر حول شاشة التلفزيون ستجد و ببساطة شديدة ان ذلك التجمع يتكرر الان لكن حول الدراما التركية فلا ينتهى مسلسل تركى ئلا ان تجد المسلسل الجديد الذى يلاحقة هو تركى ايضا و لو قمت بتغيير محطة التلفزيون التى تشاهد عليها المسلسل التركى ستجد على القناة الاخرى مسلسل تركى اخر حتى و ان خرجت خارج القنوات المصرية لتجد ايضا قنوات القمر العربى كلها تذيع مسلسلات تركية لتجد نفسك تحت الاحتلال الثقافى العثمانى و كان لتلك المسلسلات بلا شك تاثير كبير فى عقل المواطن المصرى و العربى فهى اعطت شعور الاعجاب بتركيا ذات الطبيعة الخلابة مع الاداء التمثيلى المميز لنجوم الدراما التركية . فعملت الدراما التركية على مد نفوذ ثقافى رائع و ساعدت بشكل كبير على تنشيط حركة السياحة باظهار جمال العديد من المدن مثل اسطنبول و كبدويكيا و ازمير و غيرها و ان حاولت يا عزيزى ان تبحث عن تراثنا الفنى المصرى فتجدة وضع فى بئر خليجى قبل ان يتم ردم ذلك البئر فاصبح كل تراثنا الفنى العظيم تحت رحمة احد القنوات الخليجية التى ربما يكون تاريخ دولة تلك القناة ذات نفسها من عمر تلك الافلام و هنا نتسائل من المسئول عن ضياع تراثنا ؟ و كيف نستردة ؟ و كيف يكون لمصر قاعدة فنية ايضا على غرار هوليود و بوليود تنطلق منة الحضارة و الثقافة المصرية للعالم مرة اخرى و يكتشفنا العالم من نافذة جديدة غير كتب التاريخ و الجغرافيا ؟
اننا لو نظرنا بتمعن لتلك الدول التى تحافظ على تراثها و تنمى من قوة اسلحتها الناعمة سنجد ان هذة الدول تسير على خطى ثابتة للتنمية فى جميع المجالات بداية من سياستها الداخلية التى تريد ان تحكم الشارع البسيط بالعدل الى سياستها الخارجية التى تريد فرض الهيمنة و بسط نفوذها على العالم كلة . فهل نحن نسير فى هذا الاتجاة ام نسير فى الطريق الخاطئ ؟
#فادى_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بين التمرد و التمرض ثورة
-
سنوات ما قبل الربيع
-
الاخوان و طهران ( العشق الممنوع )
-
اكاديمية الملوك
-
مزاد فلسطين
-
الشرق الاوسط الجديد
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|