أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - عن الفصام السياسي: كلام لا يقل جدارة بالنشر عن غيره















المزيد.....

عن الفصام السياسي: كلام لا يقل جدارة بالنشر عن غيره


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1177 - 2005 / 4 / 24 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكثر ما يثير الدهشة والأسى في العقل السياسي العربي غير الرسمي هو هذا العرج والحول الطاغي في حضوره؛ فإذا ما كان ديمقراطياً مثلاً لا يكون ضد الاستبداد والفساد في كل مكان، وقد يتحالف ويتماثل في خطابه وسلوكه مع نقيضه المفترض، ويتعامل مع حقوق الناس بالمفرق فنجده يتمسك بحق ويترك حقوقاً، ثم إننا نجده لا يستفيد من الممكنات بل غالباً ما يهدرها.
إننا ما نزال نتذكر كيف أن شعوب جنوب شرق آسيا خاضت صراعها مع أمريكا متجاوزة الخلافات البينية حتى بدت وكأنها شعب واحد بأيديولوجيا واحدة، وما أن حققت نصرها حتى طفت الخلافات الكامنة على السطح. إنه موقف يمليه الصدق والعقل.
في المقابل ماذا نجد عندنا ؟ لن أتناول الناس العاديين أو الحكومات بل القوى السياسية، وتحديداً المعارضة، فهي أكثر دلالة في هذا المقام، لأن خطابها يتسم ـ بحكم دورها الذي اختارته ـ بالنقد الجريء الهادف إلى النقض وإعادة البناء، حسب ما يفترض في كل معارضة. وسأعتمد مثالين مستجدين.
1ـ لقد انطلقت المقاومة اللبنانية واستمرت حتى أنجزت تحريراً جزئياً بدعم من النظام في سورية. وكان خصومها اللبنانيون يحرجونها بالتساؤل عن سر إطفاء الجبهة السورية، لكن أحداً في سورية لم يفكر أن يحرج النظام بمثل هذا السؤال، ولو من باب المزايدة. وإذا كان هذا مفهوماً من الموالاة فهو غير مفهوم من المعارضة.
ليس من عذر، كأن نتذرع بواقع الحال، لأن الأحزاب لا تطرح مواقفها وشعاراتها للتنفيذ الفوري، خاصة أنها ليست في موقع القرار، بل من أجل التثقيف والتعبئة وتعرية مواقف الخصوم. إن العزوف عن المزايدة ليس تعففاً عنها بكل تأكيد، فالصمت هنا يعادل ذلك السؤال المحرج في لبنان دلالة. أيضاً ليس هو تعففاً عن انتهاز الفرص، فبعض أطراف المعارضة لا يتورع حتى عن الإشارة بعدم اكتراث لخسارة النظام بعض نقاطه أمام إسرائيل أو أمريكا، أي النقد والنقض بأبشع صوره.
ليس من تفسير لهذا الصمت سوى القبول والرضا. خير دليل على ذلك هذا الموقف العدائي من المقاومة ممثلة بحزب الله، الذي يتجلى بالافتراءات عليه وعلى القوى الحاضنة له، والذي تصاعدت حدته بعد انسحاب إسرائيل مباشرة في أوساط كثير من القواعد الحزبية الموالية والمعارضة، ثم بدأ مؤخراً يعلن عن نفسه في بعض الصحافة الحزبية المعارضة. وهو في النهاية موقف مضمر من الكيان العنصري الإجلائي الاستيطاني. هذا الموقف يتجلى بنحو آخر في تغييب حق العودة للاجئين من الخطاب السياسي والإعلامي لهذه الأحزاب. كما في تجنب الحديث في ثقافة المقاومة أو اقتصاد الحرب ـ وهو غير اقتصاد الخصخصة وحرية السوق بكل تأكيد. وأخيراً بدأنا نسمع عن القوات الأمريكية كحامل للديمقراطية، وعن التحرير " السلمي والسليم " للعراق، وعن نيسان فلسطين والعراق الانتخابي مع حسرة ورنو إلى "نيساننا". هذا الموقف يصل إلى مداه عند البعض في الترحيب بالتغيير الأمريكي مع الإقرار بمحتواه المواتي لإسرائيل. في كل هذا موقف مضمر من إسرائيل وحق العودة والمقاومة، لأن هذا الحنو على سياسة أمريكا يفرض تهاوناً مع سياسة إسرائيل ووجودها.
2 ـ المثال الأقرب هو هذا الصمت عن ترحيل قياديي حماس والجهاد من دمشق وإغلاق مكاتبهما فيها. لقد أصبح واضحاً أن إجراءات تضييقية اتخذت في سورية ضد كل من حماس والجهاد بشكل خاص استجابة للضغوط الأمريكية الإسرائيلية. لكن الغريب في الأمر أن السوريين حتى المتابعين منهم لا يعرفون شيئاً محدداً، وكل ما في الأمر هو تمتمات ممن لديهم العلم، وعند السؤال فقط. هذا ليس مفاجئاً، لأن قوى هذا هو موقفها من إسرائيل والمقاومة وحق العودة ترحب بكل تنازل يقدم عليه الفلسطينيون. من هنا يكون الحصار الذي تتعرض له القوى المقاومة هدفاً ينجز بيد الغير. وهذا الغير إذ يتخذ إجراءاته تحت ضغط أحادي الاتجاه يبدو في موقع متقدم على المعارضة، وفي أحسن الأحوال يبدو مع المعارضة كوجهي العملة الواحدة مع أحقيته بالترّة. بتعبير آخر، ونتيجة الإحساس بعبثية الصراع بين السلطة والمعارضة، سينجم عن مثل هذه المواقف حياد تجاه هذا الصراع إن لم ينجم عنها تعاطف مع السلطة، وهو ما يبطل مقولة إبعاد القمع للمجتمع عن السياسة.
إن القوى المقاومة في فلسطين يمكن لها أن تصمد أمام مختلف القوى المعادية شرط توفر سند شعبي عربي، فهي أولاً بحاجة إلى سند معنوي. لهذا يمكن جزئياً أن نرد نجاح التيار المساوم انتخابياً في فلسطين إلى خيانة القوى السياسية العربية وعجزها، هذه القوى التي بادرت إلى استثمار هذا النجاح في دعايتها لنهجها الانهزامي. إن الذي نجح هو طغيان ثقافة الهزيمة والتسوية في الفكر السياسي العربي، خاصة في دول الطوق. هذه الثقافة التي تعزز مقولة "يا وحدنا" وتدفع الفلسطينيين إلى اليأس في ظل أخطر وأشرس هجمة، وبالتالي مسايرة التيار المساوم. وهذا مناسب لقوى التسوية والهزيمة كي تنفض يدها من المسؤولية عملاً بالمثل القائل: " لسنا ملكيين أكثر من الملك ". وهو ميل ينعكس خسارة للجميع لحساب إسرائيل. وهنا أهمية الاستشهاد بدول جنوب شرق آسيا لأنه يبين أن الموقف من المقاومة في فلسطين ولبنان، وحتى في المريخ، هو موقف من المقاومة في الجولان، وبالتالي هو موقف من إسرائيل.
إذاً الديمقراطية ليست مطروحة لأنها حق، بل يجب أن نبحث عن الدافع في مكان آخر. التفكير المنطقي في هذا الفصام المزمن في العقل السياسي، والذي بلغ شيوعه حداً تجاوز العتبة، يقود إلى الاعتقاد أن هذه الاندفاعة الديمقراطية التي نشهدها ليست استجابة في عقول أصحابها للواقع ووفاء لمتطلباته، بل هي نتيجة تمحور على الذات، بدلالة أن الذين يطرحونها معزولة عن بقية القضايا أو في مواجهتها ألهموا بها بعد أن أصبحوا ضحايا للقمع وليس قبل.
التجربة المعيشة تؤكد ما ذهبت إليه، سواء فيما يتعلق بالموقف من الديمقراطية أم من المقاومة وإسرائيل، فما أسرع ما يتكشف الديمقراطي (حاف) عن دكتاتور مساوم. كما أن واقع الأحزاب يثبت أن الحزب يكون ديمقراطياً بقدر ما ينخرط في المقاومة أو يكون داعياً لها. بالتحليل أم بالملاحظة، الصدق حليف الذين يجمعون بين الوطني والقومي والاجتماعي والديمقراطي في حزمة واحدة وكل لا يتجزأ.
■ هذا ما يوحي به الكلام في سياقه، فالكاتب يضع عادة النظام السوري مقابل أحدهما، وليس نظام مقابل نظام أو كيان مقابل كيان. ما يوحي للقارئ أنه ليس معنياً بهذه الخسارة.
■ أكرم إبراهيم



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع المهام السياسية الملحة
- مشروع اللائحة التنظيمية
- بلاغ عن اجتماع اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
- سعدي يوسف.. عالياً.. عالياً
- أيمن أبو شعر: «عصفور محكوم بالإعدام»
- أوليغ شينين: لنرفع شعارات لينين لننقذ الوطن: «السلام للشعوب ...
- مجلس الضباط يشكل وحدات الجيش الشعبي
- انتخاب إدارة جديدة لجمعية العلوم الاقتصادية
- نداء إلى الضباط الروس: حماية الوطن مسؤولية الجيش
- نعم للوحدة الوطنية لا للفتنة
- من قزوين إلى البحر الأسود.. الأمريكان يسبحون في الفضاء «السو ...
- فعللة
- وساوس الشيطان أم نقص المناعة خلف أحداث لبنان
- من قتل الحريري؟
- الجامعات السورية تخلفت في أكثر من جانب.. وعهد الإصلاح لم يعا ...
- الدورة التاسعة لمجلس اتحاد نقابات العمال في سورية.. العمال: ...
- رسالة مفتوحة إلى الطبقة العاملة اللبنانية وحركتها النقابية
- ما العمل في الوقت المتبقي؟
- بلاغ اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين:بعد لبنان.. فلن ...
- لماذا؟


المزيد.....




- -هل أنت متأكد-.. جيمين وجونغ كوك من -BTS- يدخلان مجال عروض ا ...
- اليعقوبي: يوجد سلاح خارج إطار الدولة ولا يوجد انفلات أمني
- هل التعاون العسكري والدفاعي بين السعودية وتركيا يعني عودة ال ...
- إسبانيا تطيح بألمانيا في الوقت القاتل وتبلغ نصف النهائي
- -المحادثات مع رئيس الوزراء الهنغاري كانت مكثفة ومفيدة-.. أبر ...
- الجيش الروسي يدمر الخدمات اللوجستية للقوات الأوكرانية بطائرا ...
- أتباع الدالاي لاما يصلون من أجل شفائه خارج فندق فخم في مدينة ...
- بايدن يهاتف رئيس الوزراء البريطاني الجديد ويعرب عن أمله في ت ...
- الخارجية الروسية: الحوار مع اليابان ممكن في حال تخليها عن ال ...
- فرنسا.. اتهامات ضد -شركة نستله- في قضية تلوث بكتيري في منتجا ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - عن الفصام السياسي: كلام لا يقل جدارة بالنشر عن غيره