قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 18:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تُنشر تباعا على موقع الحوار المتمدن مقالات متسلسلة تدعو الى تعلم وتعليم العربية ، بينما مقالات أخرى تناقش صراع الفصحى مع العامية التي تتفوق وتحقق المكاسب على حساب الفصحى .
ويعود الاهتمام بالموضوع الى الخوف من تحول العامية الى لغة رسمية "وطنية " في البلدان العربية ، مما يؤدي بالتالي الى تفتت فكرة الامة الواحدة ، الفكرة المنبثقة من التعريف للامة، المعتمد اساسا على وجود ارض مشتركة ولغة مشتركة وتاريخ ثقافي مشترك . بينما في الطرف الاخر ، يرى الاسلامويون في اللغة الفصحى ،الحاضنة والحافظة للارث الديني وللكتاب المقدس (القرأن ) ، لذا يجب مساندتها في مواجهة العامية ، والتي تحولت الى اللغة الرسمية في الحياة اليوم يومية في البلدان العربية .
بل لا ابالغ بالقول بأن اللغة العربية الفصحى قد تحولت الى لغة اجنبية بالنسبة الى الطلاب في المدارس ، شأنها شأن اية لغة اجنبية اخرى ، يجاهد الطلاب لفهم نصوصها كما يجاهدون لفهم نصوص الانجليزية او الفرنسية او العبرية .
واللغة في رأيي هي كائن حي ، ينمو ،يكبر، يتطور ، يتغير ويتنفس الهواء من فضاء الحياة ، حياة أهل اللغة ، أي اصحابها وابناءها . فاللغة أم وابنة ، أم لأبنائها (الناطقين بها ) وابنة لأبنائها المبدعين في كافة مجالات الابداع الانساني .
فاللغة التي يستعصي قيادها على ابنائها ، يستحيل عليهم أن يطوروها وأن يضيفوا اليها نتاج ابداعهم الذهني .
اللغة التي توقفت عن أن تكون "لغة التفكير " ، لا تستطيع أن تكون وعاء للفكر أو للابداع العلمي . اللغة التي تعجز عن أن تكون "لغة التدوين " العلمي ، لا تستطيع أن تكون لغة عالمية .
لكن ما ذنب اللغة في كل هذا ؟ فهي لغة يعجز اهلها عن قراءتها والكتابة بها ، لنسبة الامية الهائلة بين العرب ، اهل اللغة .
مصيبة العربية في اهلها الذين يتشدقون ليل نهار "بحضارتهم " وهم اميون .
مصيبة اللغة في سدنتها وكهنتها الذين "حنطوها " في هيكل النحو والصرف ، وقدسوا النحويين ، وأهملوا دورهم في تقريب وترغيب النشء في لغة سهلة ، سلسة ، مرنة تستوعب المستجدات والمصطلحات من اللغات العلمية المعاصرة بدل البحث في المتحف عن مرادفات ، تحولت الى موضوع للسخرية والتندر ، فمن سيقبل بالمرناة بدلا من التلفاز ؟؟
مصيبة اللغة في برامج التعليم التي تقدس التلقين وتحارب التفكير ، فالذي لا يفكر لا يبدع .
اللغة لكي تحافظ على نضارتها ، حيويتها وقدرتها على التنافس بحاجة الى ابناء ممتلئين حيوية ونضارة وحبا في التنافس العلمي الشريف !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟