أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 13:11
المحور:
الادب والفن
لم اعد اقدر على الانتظار حتى يأتي العام الستون وأنا لم افعل فعلتي ، في منتصف العقد الثاني كنت أفعل ذلك ولا يهمنى .
شارع طلعت حرب الذي أرتاده يوميا لا يهدأ من المارة ، نظرت في وجوه الجميع حتى أرى الوجه الذي أعرفه وأريد أن أقول له الحقيقة كما أعرفها .. كانوا كثيرين يفوقون العدد المسموح له بالتواجد في هذا الوقت من النهار في هذا الشارع .
أعرف أنه يأتي إلى هذا الشارع كل يوم الذي أسلكه إلى مقر وظيفتي فكرت في أن أعترضه وأقول له قولى وأهدأ .
قال صاحبي :
- عندما تقابله يجب أن تخبره ولا تتردد
وقالت المرأة التي أنام معها كثيرا ولا افعل معها شيئا :
- قد تهدأ ويكون هذا سببا في إنجابك للأولاد .
الشارع غير مغطى مثل بقية الشوارع الأخرى حيث البواكى التي تركها الخديوي اسماعيل ، شارع جديد صنعه أصحاب المحلات التي تبيع الأحذية والملابس الداخلية حيث كل شئ مكشوف ، فعندما أمشى بجوار الواجهات الزجاجية كنت أضبطه متلصصا ، يدون في ورقة معه كل ما أفعله في السكنة والحركة ، واسمع بوضوح خرير أنفاسه المتلاحقة .
الشمس تقسم الشارع إلى قسمين هرب الناس من قسمه المضيء إلى قسمه المظلم .. فتزاحموا في ظل البيوت والدكاكين ولم اقدر أن أراه بوضوح وهو يأتى نحوى ، لكني رأيته في مرآة المحل الزجاجية يقف معي يتلصص على ساق سيدة عجوز لم تكمل ملابسها بعد فباغته بالقول " أنت حمار " سمع سبابي بأذنه
فضحك الرجل الجالس أمام السيدة التي لم تكمل ارتداء ملابسها وهو يرى ذيله يجره وراءه مغادرا الشارع متجها إلى لاظوغلي .
------
* لاظوغلى مقر مباحث أمن الدولة المصرية
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟