أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أسلاف الهاوية














المزيد.....

أسلاف الهاوية


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


آلهتنا وآلهتهم 2


الى ناصر مؤنس





لطَّفنا فكرتهم عن تمسّكنا بالتقريب بين آلهتنا وآلهتهم . الإيمان بصفته
مشرحة ، نركن ثماره بحياد أسفل الأمكنة الفاسدة . قنديل إلهي يضيئنا
بانصاف في هجرنا للتفاوت معهم ومع الآخرين . نسينا حوليات كثيرة
في هجرتنا الأخيرة الى أرض الآباء ، ولم ندوِّن ما يبقى متعدّداً وكريماً
في ديمومته على الطبيعة . مساواة أخرى تتباين في إقصائها للمغامرين
الذين يرتطمون بأملهم في الافلات من السجن ، نغالي في استبعادنا لأنفسنا
عنها ، ونراهن على الحجّة التي يموت فيها اختلافنا عن عَبَدة ارتعاداتهم
من الزمن . تعظيم الثروة ، والهوّة التي تنشط فيها الغنيمة وتحيد عن
الذبح ، لا يجيزان لنا إعاقة نوم العصافير في أشجار الصفصاف . قيام
الكاهن من نومه في الظهيرة ، إيحاء رديف لموتنا . يحفَّزنا على مقاربة ما
نعظّمه مع شركائنا في عيشنا معهم .








ما لا يستجيب له ضميرنا ...






يصعَّبون علينا مشاركتهم الحصاد في أرضهم ، والبشر يتماثلون في
نومهم على جنوبهم بالنهاية مع البهائم . خشيتنا من مصاهرة الغيلان في
ضراوة غربتنا ، نضخَّمها في مرورنا بشجرة اللبان وهي تغسل ثدييها في
الينبوع . أشياء شائعة نتحاشاها وترتد علينا في خطأنا باستلام الإشارة .
نحتاج في فصلنا الليل عن النهار الى التروّي ونحن ننتزع الحرّية من
اللحظة ، لكن ما يعزّينا في الهوّة المضادة للانسانية ، مخطّطات ضئيلة
للغفران الإلهي ، ولا تحظى باهتمامنا . يقذف الانسان حياته في الدلالة
المورّقة لسهمه الذي يستهدف التاريخ ، ويطوّب ميتته وحيداً في خبرته
التي يعزلها عن غيابه ، وكلّ التحريمات التي تعوطيت فيها الفضائل
المتنافرة ، رغبات تتلوّى في ما لا يستجيب له ضميرنا .






مناهضة التحيِّز ...






شعوب لا قرابة لها مع المتمرّدين في جنَّة عدن ، تتحاشى في هجراتها الدائمة
الوابل العظيم للأمطار ، وتقوّض كلّ ضرورة للمّ شمل أسلافها في أكواخ القومية .
يجرّ العُرف بليّته ويقذفها على الدساتير وطحالب المجتمع ، وفي إعادتنا لتقليد ما
يحصّن نفسه في أرث سلفه . كناية غامضة نضحَّي فيها بحماة أنصاب قرابيننا .
روّاد كثيرون وقَّرنا تجنّبهم التعصَّب والسير مع الجُهّال ، تخلَّوا عن نزاهتهم واتبعوا
ما يبوّق في لمعانه بالمناجم . مناهضة التحيِّز ، والمؤامرة ضدّ الملحدين في سهرهم
بين عدم رغبتهم في استقصاء التجربة . يتنافران مع مطاردتنا للوعل وتقديمه ذبيحة
الى الآلهة .







أسلاف الهاوية ...






أخْلى المتطوّعون أشجاراً كثيرة عن أرضنا ودفعوا فيها أسقامهم .
عجْزنا عن إطفاء الحرائق في النواحي التي أخْفينا بين جصّها ،
أمتعتنا وفضتنا وأدمغة كهنتنا ، يحرّض العدو على اغرائه
للمتثاقلين منّا بالتجسَّس وثقب الجندول الذي تمشي فيه الفتاة
الشمس . إقناع الميت بعدالة موته ، سلوك سيء وينبغي الاحتياط
منه . يجود المرء بنفسه بترحاب عظيم لمصيره ، واعجابنا بما
تعصف في داخله الريح ، اتزان تعلَّي الحجارة من شأنه في إقصائه
لنفسه بين أسلاف الهاوية . البشر القدامى تساووا في حيازتهم لصمغ
موتهم ، واختبروا إرثهم في الغابة وفي الحقل . ضحكوا طويلاً من
آلهتهم التي تستعطفهم وتزجرهم وتهدّدهم من أجل الإيمان بها .
مطاف كبير تنصت الذرّية في نهايته الى ثغاء القرابين التي تتشابه
معها في الشقاء وفي الجينات .



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب التي تعيش معنا
- العوالم الأخرى
- صلاتنا الصيف كلّه
- العادي والزائل
- الجمال النسوي
- في مسيرنا ونحن نحتشم من أسقامنا
- الأجل الذي يتوفَّاهم
- الاحتياط من الطوفان
- ما يطمح اليه الغريب في بابل
- في اخوّتنا للأشياء المفزعة
- احتياجنا للكتَّان في يوم العيد
- العصي التي يضربنا بها الكهنة
- حبور عظيم للعرس
- نثرنا لرماد الموتى
- الأبواب العتيقة للربيع
- ما يلزمهم مع الزائل
- الورم الجميل للحظة موتهم
- بين السياج والبرّية
- كلّ حرب لها شائعة معروفة
- سهرنا في الريح مع الملُقّنين


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أسلاف الهاوية