أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس ساجت الغزي - الحلم في وطني














المزيد.....


الحلم في وطني


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 21:39
المحور: الادب والفن
    



دون وعيّ او شعور طلبت من السائق ان يوقف السيارة التي كنت استقلها وزميلٌ كان يرافقني في رحلتي, التي لم اكن اعرف اين تنتهي سوى اني قريب من بغداد ، انزلته معي بعد ان ناديت على السائق بالتوقف وترجلنا من السيارة , فصاح بي السائق باستغراب : اين تذهبا ؟ هذا المكان خطير جداً على الغرباء , فرمقته بنظرة فيها ابتسامة الرجل الواثق من سعادته في السير بهذا الطريق , ثم اجبته : هذا المكان جزء من ربوع وطني وفضائي الذي استنشق فيه عبق الحرية , واكملت مسيري وصديقي معي دون الاكتراث للتحذيرات, فقد كان شيئا ما يشدني للسير دون شعور .
جميلة هي المساحات الخضراء الشاسعة الممتدةً على جانبي الطريق المعبد , وكانت تلوح في الافق معالم الدور المتناثرة في المكان , قررت أن أتوغل في العمق وزميلي الذي كان خائفاً ، عبرنا العديد من القناطر وسرنا وسط الأراضي الخضراء , كنا نمر بمحاذاة الدور الريفية المتناثرة هنا وهناك نرى الاطفال تلعب والنساء تعمل في الحقول وترعى الماشية ، نفسي مطمئنة و ثقتي عالية باننا بأمان , لكن فكرة تعرضنا لخطرٍ كانت واردة في حديث صديقي .
كنا نحث الخطى في المسير لان الطبيعة الجميلة والمناظر الخلابة تسحرنا بالتقدم لنتزود من متعة وجمال ارض الرافدين , وإذا بصوت من خلفنا يأمرنا بالتوقف , بدد ذلك الصوت الصفاء الجميل لنشوة نفسي واثار حفيظة صديقي الخائف , فأشار علىّ بان نركض هاربين , كانت اجابتي سريعة بان يبقى واقف في مكانه , نظرنا إلى الخلف باستدارة حذرة , كان شاب يرتدي ثوبا ريفيا وبيده سلاح ، وما ان تقدم الينا حتى خرج علينا اثنين آخرين كانا مختبئين في الحقول .
ادركت حينها ان الحكمة هي ان تعرف ما الذي ممكن ان تفعله , والمهارة أن تعرف كيف تفعل ذلك ، والنجاح هو أن تفعل وتؤثر , تبسمت في وجوههم والقيت عليهم تحية الملهوف المشتاق للقاء احبته , فهدأت نفوسهم الغضبة وسكنة رباطة جأشهم , اخبرتهم بانني ورفيقي نبحث عن الحقيقة المجهولة وندافع عن المظلومية لجميع ابناء وطننا , اقتادونا الى دار واسعة قريبة تجمع فيها العديد من الرجال اغلبهم كانوا يحملون السلاح .
دفعني احدهم بقوة الى وسط المحتشدين ثم ارتطم بي صديقي بعد ان واجه دفعة اعنف , وتعالت الاصوات بالهتاف والتكبير .. الله اكبر .. الله اكبر , فرفعت يداي للأعلى , فعنت الوجوه والاصوات , فقلت بصوت فيه بلاغة الخطابة : الحمد لله لقد وثقت باننا في امان مادامت تكبيرة احرامنا واحدة , وايقنت بانكم قوم تعبدون الله ونحن اخوتكم في الاسلام وفي ضيافتكم اليوم واكرام الضيف واجب .
تقدم شيخ كبير من بين الحشود الواقفة , وضع يده على كتفي الايسر وسألني : من تكون ؟ وما الذي اتى بك الى ديارنا ؟ , وضعت يدي حيث فعل هو وقلت : اني اخاك في الله ومثيلك بالإنسانية وشريكك في الوطن , والذي اتى بي شوقي للسؤال عنك وتفقد اخبارك والتواصل معك والدفاع عن مظلوميتك , احتضنا بعضنا ليتعالى صوت التكبير من جديد .
الله اكبر .. الله اكبر فتحت عيني على صفعات احد رجال الامن وهو يحاول تنبيهي وسحبي من السيارة , بعد انفجار عبوة ناسفة موضوعة على الطريق العام بالقرب من مدخل العاصمة بغداد , وتدمير السيارة التي كنت استقلها برفقة صديقي الذي مزقت جسده الشظايا وقد فارقت روحة الحياة , وقد اخرجوني من الحطام بالتكبير الله اكبر .. الله اكبر ليحتضنني صاحبي ذاك الشيخ الكبير وهو فرح بنجاتي من الموت , وانا ابرءه من الارهاب براءة الذئب من دم يوسف .

عباس ساج الغزي
قصة قصيرة



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية العالم والاحداث الاخيرة
- ارواح العراقيون بقيمة كرة الغولف البريطانية
- ليلة نزول الملائكة
- قرابين الوطن على مذبح الحرية
- القومية العربية والجهادية والعدوان على سوريا
- من خكايات ليلة وعشرة سنين
- مسارات ومتاهات المؤامرة الكبرى
- مالي اراكم في حيص بيص
- الارواح تزهق .. لنقل خيراً او نصمت
- فجر بغداد وصياح الديك
- عملة التسويق في زمن التبويق
- كسر حواجز الصمت
- مومياوات بارواح جديدة
- نقابة الصحفيين نقطة البداية وسبيل النجاح
- العظمة الوبائية والحمى الولائية
- مقبرة الأخلاق في المدن المحطمة
- العراقيون والحرب النفسية بين الأمس واليوم
- العمل الروحاني بين أصول الحكمة وتطفل الجهالة
- عراقيون معاً .. تجمعنا الروابط المشتركة والمصير الواحد
- عروس الحرية والأسرة الصحفية وجه العراق المشرق


المزيد.....




- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...
- الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
- عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
- مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس ساجت الغزي - الحلم في وطني