وليد أحمد الفرشيشي
الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 21:39
المحور:
الادب والفن
يَا أمّي التّي لَمْ أعْرِفْ...
فِي اللُّؤْمِ الأَبَدِيِّ الذِّي شَقَّ صَوْتِي
لَمْ أحفلْ يَوْمًا بِصِبايَ الحَزِينِ
وَلَمْ أنْتَشِلْنِي مِنْ هَذَا الخَوَاءْ...
عَلَّمَتْنِي المَنَافِي كَيْفَ أرمّمَ ذَاكِرَتِي...
كَيْفَ أصْنَعُ حَوْلِي سِيَاجًا مِن الكُرْهِ...
كَيْفَ أصَمِّمُ حِقْدِي بِلاَدًا بَيْضَاءَ كَالمِرْهَمْ...
لاَ زَمَانَ لَهَا...
لا إسْمَ لَهَا...
لاَ رَبَّ لَهَا...
لاَ سَمَاءْ...
أُمِّي...
لاَ شيْءَ يُعِيدُ لِوَجْهِي مَلاَمِحَهُ الأولَى...
أوْ يَدْفُنَ أنْفِي مُنْتَصِبًا
فِي تُرابِ المَرَارَةِ طَوْعًا...
أنَا الموْعودُ بِلاَ وَعْدٍ باحتضان العَرَاءْ...
لاَ نَجْمَ يُضِيءُ عَلَى مَوْجَتِي الهَارِبَهْ
لاَ قُبْلَةُ عِشْقٍ يُثَبِّتُهَا فِي الرُّوحِ
حَنِينٌ للابْتِلاَءْ...
لاَ سَادِنَ جُرْحٍ يُوقِظُ في قَلْبِيَ
الاسْتِعَارَاتَ حَتَّى تُحْرِجَنِي...
لاَ خَمْرَةَ لَيْلٍ تُقْنِعُ صَحْوِي
بالإنْتِشَاءْ...
قاحلٌ لَيْسَ يُرْبِكُنِي...
إنْ أمَطَرَ في عَيْنِي رَبِيعُ نِعَاجْ...
أوْ بَكتْ فِي رُوحِي بِلادٌ أضَاعَتْنِي صَبِيًّا
بِلاَدٌ كَمْ كيَّفَتْ لُؤْمَ الإسْتِدْرَاكَاتِ بِعَقْلِي
وَكَمْ أرَجَزَتْنِي هَوَامِلَ شِعْرٍ...
يُجَاوِبُهَا في الفَلاَةِ الرّيَاءْ...
قاحلٌ جدّا صِرْتُ يَا أُمِّي...
قَاحِلٌ ليْسَ فيَّ سِوَى هذا الذَّئْبُ المُبْتَلَى...
بِالعُوَاءْ...
.............................................
.............................................
.............................................
.............................................
أمِّي...
كَمْ كانَ مَرِيرًا هَذَا العُوَاءْ...
#وليد_أحمد_الفرشيشي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟