أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض النقض ، هل مات الإنسان ؟ الحلقة الثانية















المزيد.....

نقض النقض ، هل مات الإنسان ؟ الحلقة الثانية


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 20:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نقض النقض ، هل مات الأنسان ؟
هيبت بافي حلبجة
في الحلقة الأولى قدمنا مدخلاُ لفهم العلاقة ما بين التاريخ واللاتاريخ ، ما بين الأمة كجغرافيا والأمة كأنتصار للفكر ، ما بين العقل الفردي والعقل الجمعي ، مابين مشروع الفكر وفكر المشروع ، ولخصنا الأمر في فيزيائية العقل المؤسس والمسؤول عن فهم التاريخ وفي رياضية العقل التطبيقي المرادف للأول والحريص على نوعيته .
وفي هذه الحلقة لامناص من توضيح عمق الأنهزامية في المجتمعات الشرقية التي لازالت حنى هذه اللحظة تمارس العقل الباطني الغضبي العسكري ولاتدرك بطبيعة الحال العلاقة ما بين وجدانية العقل والعقل المؤسساتي المؤسس له ، كما أنها للأسف لاتعي مستوى التباعد والتفارق مابين القوانين البيولوجية في مرحلة الجنين وتلك التي تخص مرحلة الكهولة ، أو مابين قوانين مرحلة الرق والعبودية وتلك التي تعود للمرحلة الرأسمالية ، وكأن القوانين هي القوانين ، والمراحل هي المراحل !! أو كما يقول رايموت رايش في مؤلفه النشاط الجنسي وصراع الطبقات ، إن أهم نقطة ينبغي الأرتهان إليها هي إن القوانين الجنسية في المرحلة الشرجية تختلف عن تلك التي تخص المرحلة القضيبية والتي تتباين بدورها عن تلك التي تعود للمرحلة الفموية .
هنا قد يبرز تساؤل حاد وجوهري ، مالذي يوحي به تغيير تلك المعادلات ؟ أليس من الممكن تفسير تلك القضية إلى تأويل ( بحجم الفعل يكون الرد ) أو ( مصدر القانون يؤدي إلى نتيجته المنطقية ) ؟ أليس من الممكن القول أننا حتى لو جهلنا الكثير من القوانين فأننا وكذلك الطبيعة تطبقها كما لو كانت جزءاً من مقومات حقيقتها ؟
إن ما يوحي به تغيير تلك المعادلات هو شيء آخر تماماً ، هو شيء يختزل في المحتوى مابين العلاقة المنغلقة والعلاقة المفتوحة ، في المضمون ما بين الواقعي والموضوعي ، في الفحوى ما بين ااتطور واللاتطور ، في المفاد ما بين الديالكتيك واللاديالكتيك ، ما بين ماركس وهيجل ، ما بين الزرادشتية والأسلام ، مابين الطبيعة الخالقة والرب الجامد ، مابين إله يحكم وإلهين متناقضين ، مابين أنت هو أنت وأنت لست أنت ، ومابين أنت لاشيء وأنت حتماً لاشيء .
إن الأمثلة السابقة تدلل على وجود أربعة اشكاليات ، الأولى هي حالة الأغتراب الهوياتي التي أرتأيت أن ألخصها في تعبير أنت لست أنت ، والثانية هي ظاهرة التشيئية الهوياتية التي أجتبيت أن أأقتضبها أيضاُ في تعبير أنت لست إلا لا شيء ، والثالثة هي ظاهرة الأغتراب التاريخي التي هي معروفة بولوج المجتمعات في المرحلة الرأسمالية ، والرابعة هي ظاهرة التشيئية التاريخية التي هي أندحار للفكر وأنتحار للتطبيق ، وخير توضيح لهذه الأشكاليات الأربعة في المجتمعات الكوردية هو من جهة أنحراف الكورد عن زرادشتيتهم وما سبب ذلك من فقدان العلاقة الحميدة ما بين العقل والشعور والحدس والتطور والعلم والمعرفة ، ومن جهة ثانية ولوج التاريخ في مرحلة الراسمالية ومانجم عن ذلك من حالة ( شبيه بالحقيقة ) أو ( شبه بالحقيقة ) سيما في المجتمعات التي لاتعرف الرأسمالية كسمة سائدة ، ومن هنا تحديداً كلنا أشباه ونظائر ( الرجال ، المثقفين ، السياسيين ، المتكلمين ... ) ، نحن أنعكاس للمنعكس .
دعونا نقتضب مسألة أنحراف الكورد عن زرادشتيتهم ، من المؤكد إن الصديق الغادر الوحيد الذي أغتال الزرادشتية هو الأسلام الذي كمعتقد ، بعد أن أخذ كل مقولاته العقائدية على صعيد اللغة عن اللغة الكوردية ، أستمد روح وجوهر الزرادشتية وحورها بطريقة قاسية جداً ثم أبرع فيها الرسول ( صلعم ) على منهجية التطور الذاتي للوحي الإلهي ، سيدنا جبرائيل ، ( عليه السلام ) ، وعلى منهجية التطور الفكراني في العلاقة ما بين ميزان الممكن المكوي والمدينوي ( ويكفي أن نذكر كيف إن أخوتنا اليزيديون أصبحوا ضحايا سلبيين في مسألة الشيطان ، وكذلك مفهوم الشيطان الذي هو إله حقيقي في الإسلام ، ومسألة التدرج في السياسة الجنائية الأسلامية ، ومسألة الناسخ والمنسوخ ، ومشاركة الرسول ( صلعم ) في ألوهية الرب عزوجل ، من خلال : أشهد أن لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله ) .
ونود هنا التأكيد أن الفكر الزرادشتي يقوم على ثلاثة مقولات فريدة ، ولامندوحة من ذلك سيما إن جميع الفلاسفة والمفكرين ساهموا في أغتيال هذه المقولات ، بما فيهم فيثاغورث الذي كان زرادشتياً ، وكذلك أفلاطون وتيتانيوس ، وحتى صاحب هكذا تكلم زرادشت ، نيتشه .
المقولة الأولى : إن من أهم المقولات في الفكر الزرادشتي هي ديمومة البقاء التي هي أقوى من إرادة البقاء أو أستمرارية الحياة ، وتأتي هذه المقولة في العلاقة المحمودة مابين الوجود العيني ، والوجود المفترض ، والوجود كسبب لنفسه ، لكن ليس على الصعيد الأنطولوجي إنما على أساس ما يجمعهما على الصعيد الأنطولوجي ، ومن هنا تبعثر المفكرين حول هذه النقطة ، سيما نيتشه الذي لم يدرك الأفهوم إنما أدرك بعض صوره ، وكلما حاول أن يدنو من هذا الجوهر أبتعد عنه بنفس الدرجة وأقترب من الغائب العادم ، وأعترف أنني قد أخطأت في تقدير هذه المسألة في مقال نشر عام 1996 إذ أعتبرت نيتشه الفيلسوف المجسد للفكر الزرادشتي بطريقة غير مباشرة ( فأعتذر ) . و يبدو لي الآن ، وبعد متابعة دقيقة في اللغة الكوردية لمدة 21 عاما ، إن الرسول ( صلعم ) هو الذي أدرك عظمة هذه النقطة التي كانت دائماً وراء كل ما يجول في خاطره .
المقولة الثانية : بعد أن أدرك زرادشت طبيعة هذا الجوهر ، أدرك بحدسه المباشر الحاد وذكائه المفرط وعبقريته الفذة ، إن النار المقدسة ( آرمزد ) هي أقوى وجود عيني تماثلي تركيبي يجسد مقولة ديمومة البقاء ، لذلك منحها مرتبة العرش الأزلي ، لأن لولاها ما كانت الديمومة وماكنا وماكان التاريخ البشري ولا مفهوم السعادة .
لذلك من الخطأ القاتل الحديث مباشرة عن إله الخير وإله الشر ، وكأن زرادشت آمن بهما ثم آب إلى محتوى الطبيعة ( الكون ، الوجود ) ، إنما في الحقيقة العملية كانت معكوسة تماما ، أي إن زرادشت أضفى إايهما مضمون الطبيعة وسيما ديمومة البقاء .
المقولة الثالثة : بعد هاتين المقولتين ، وأقول جيداً بعد هاتين المقولتين ، أنطلق زرادشت إلى فحوى الكون العام ، الكون الشامل ، وبذلك أنطلق من المحتوى إلى المفهوم ، وأبدع في ذلك أبداعاً أستثنائيا ، حيث جعل الكون المطلق أسير المقولتين السابقتين ، ديمومة البقاء وآرمزد ( النار المقدسة ) . وربما أدركتم الآن لماذا استخدمنا مقولة ديمومة البقاء وأبتعدنا عن مقولة إرادة البقاء ، لإن إرادة البقاء قد تحتوي عنصر الشر والخير في حين إن ديمومة البقاء لدى زرادشت لم تكن إلا صورة الخير في ماهية مظاهر الطبيعة ، وهذا هو سبب فشل نيتشه .
وندرك الآن لماذا كان أفلاطون زرادشتياً معكوساً صاحب المثل العليا ، وكذلك صاحبكم هيجل صاحب الفكر المطلق ، العقل الكلي ، وكذلك صاحبنا نيتشه الزرادشتي المزيف صاحب الإرادة .
ومن هنا بالذات أكدنا إن أبتعاد الكورد عن الفكر الزرادشتي هو نقطة المقتل الحقيقي وذلك في مجالين حيويين لامثيل لهما :
المجال الأول : الفكر الزرادشتي هو أساس وأس العلاقة المنفتحة ، ويكره العلاقة المنغلقة التي يحبذها المعتقد الأسلامي ( لا إله إلا الله ، قل هو الله أحد ، وفكرة الآخرة الخلود في النار والخلود في الجنة ) .
المجال الثاني : الفكر الزرادشتي هو اساس وأس فيزياء الطبيعة التي هي العمود الأول لأدراك المفاهيم في الطبيعة ، في حين إن المعتقد الإسلامي يتودد لرياضية الكون التي تبتعد عن العيني ( زرادشتية الكون ) وتدنو من التجريدي ( قطع يد السارق ، الرجم في الحج ، تقبيل الحجر الأسود ) .
إلى اللقاء في الحلقة الثالثة .
[email protected]



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقض النقض ، هل مات الأنسان ؟
- الثورة السورية والمعادلات الصعبة
- المجلس الوطني السوري ... عام من الفشل
- لماذا نلتزم بمنهجية البارتي الديمقراطي الكوردستاني
- الليبرالية .... مأساة الثورة السورية
- بقرادوني .... والخطاب القاصر
- برهان غليون ... والمفهوم الضائع
- مابين الأخضر الأبراهيمي وميشال سماحة
- الحق الكوردي .... منطقة حمراء
- خان الثعالب ...
- جيل دولوز وإشكالية مفهوم الأفهوم ..
- هنري بوانكاريه وإشكالية مفهوم التعاقدية ..
- هربرت سبنسر وإشكالية مفهوم التطور ..
- شيلينغ وأشكالية فلسفة الوحدة ..
- هيدجر وأشكالية مفهوم الوجود ..
- آينشتاين وأشكالية مفهوم السرعة ..
- الفارابي وأشكالية نظرية الفيض ..
- نداء إلى تأسيس تنظيم شرق أوسطي عام
- نقض منهجية ديكارت ..
- أشكالية الكرة الأرضية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض النقض ، هل مات الإنسان ؟ الحلقة الثانية