جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 17:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حرب الثلاثين عاما في أوروبا (1618 – 1648) كانت شرارتها الأولى قد إندلعت بسبب الصدامات بين سنة أوروبا وشيعتها, أي بين البروتستانت والكاثوليك. بدايتها كانت في ألمانيا, لكن سرعان ما دخلت فرنسا الكاثوليكية (إيران) من جهة والنمسا البروتستانتية ( السعودية وقطر) من جهة أخرى وبعدها إنضمت أسبانيا إلى ساحة الدم في حربها ضد فرنسا.
هذا على مستوى تاريخ الحدث الذي بدأ كصدام بين شيعة أوروبا وسنتها, أي بين البروتستانت والكاثوليك.
أما على مستوى الخسائر فقد تحقق التالي: إنخفض عدد سكان ألمانيا بنسبة تجاوزت الثلث, أي أكثر من ستة ملايين من مجموع النفوس الذي قارب وقتها العشرين مليون, وإنخفض عدد الذكور إلى النصف, أما جيكيا فقد فقدت ثلث سكانها أيضا. وقد أدى ذلك إلى نقص خطير في عدد الرجال وإلى وفرة مقابلة على صعيد النساء العوانس الأمر الذي دفع بالأمراء الأوروبيين في مؤتمرهم الذي إنعقد في فرنكونيا إلى إصدار قرار يسمح, بل ويوجب, على كل رجل مقتدر ظل على قيد الحياة أن يتزوج بإثنتين ( مصائب قوم عند قوم فوائد), وقد رفق الله بحال أوروبا حينها يوم أن أجل إكتشاف النفط في السعودية وبقية دول الخليج إلى أن إستعادت أوروبا عافية رجالها عدة وعدد.
وشمل القرار المذكور تفاهما مع الكنيسة التي اصدرت أمرا إلى الكهنة لأن يتزوجوا.. طبعا لو يحدث الأمرعندنا, لن تجد المرجعيات لدينا بشقيها حاجة إلى إصدار قرارا بالزواج المتعدد فالمثنى والثلاث والرباع هي وصفة تاريخية ثابتة حتى لو صار عدد النساء ثلث عدد الرجال.
مشهد آخر مثير للإهتمام.. السويد, التي يضرب بها المثل, هي وأخواتها الإسكندنافيات, على الرقي الحضاري وعلى إحترام حقوق الإنسان دمر جيشها ما يقارب 18000 قرية و 1500 مدينة في ألمانيا.
ظلت حرب الثلاثين تتكرر بمستويات متعددة, ولم تضع أوروبا حدا لـ (هذا النوع من الحروب) إلا بعد أن أبعدت الشيعة والسنة عن السياسة. وبالتالي فهي لم تكن بحاجة إلى معرفة ما إذا كان المسيح إبنا لله أم روحا له, أم إذا كان المسيح قد أوصى لأحد من بعده أم لم يوصي.
حروب الثلاثين عاما بين بروتستانت المسلمين وكاثوليكهم لم تتوقف منذ 1400 عاما, وهي مفتوحة النهايات ولا احد سوف يضع خاتمة لها سوى نظام يضع السني والشيعي في زنزانة واحدة لو أنهم تخاصموا على اساس ديني أو مذهبي. أي دولة قانون علمانية ديمقراطية ستكون هي السدادة الملائمة التي تغلق فتحة القنينة التي تتسرب منها غازات الطائفية السامة.
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟