أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - سبحان من جعلنا إخوة في التراب فانقلبّنا في سوريا إلى إخوة كلاب..؟؟















المزيد.....

سبحان من جعلنا إخوة في التراب فانقلبّنا في سوريا إلى إخوة كلاب..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زلت مؤمناً أن من لا يقرأ التاريخ هو إنسان يعيش فقط على الجغرافيا, واليهود شعب ذكي جداً لأنه يعرف يقرأ التاريخ بشكل صحيح , ومنذ نعومة أظافري تمرست على قراءة التاريخ وهو الأمر الذي لفت انتباهي له استاذي في التاريخ رحمه الله حين قال لي وأنا في الصف السابع من لا يقرأ التاريخ لن يكون له تاريخ , وها نحن اليوم على عتبة التاريخ لا نعرف ماذا نفعل فيه تماماً , بينما اليهود يدركون تماماً الخطوات القادمة في هذا التاريخ وكأنه مسلسل تركي حلقاته صارت معروفة لديهم , وآخر ما ستجده لديهم شيء يدعى محللين سياسيين , لانهم في غنى عن هؤلاء وفي غنى عن القراءات المستقبلية , فهم لا يتركون شيء للصدفة ولا يسمحون للحظ أن يلعب دوره أبداً في ترتيب رقعة التاريخ , ولكن مأساتهم التاريخية واللعنة المكتوبة عليهم الى أبد الآبدين أنهم شعب جبان ويتحصنون وراء الحصون التي يظنوا أنها مانعتهم من الموت , وهذا الأمر لن يستطيعوا تبديله ولا تغييره لأنه سنّة إلهية منذ الأزل لن تجد فيها تبديلا ولا تحويلا .

وفي سوريا بدأت كل شركات اعادة تفريخ التاريخ تظهر على التراب , حتى الصفحات التي نسيناها يوما أعادوا تصنيعها بطريقة حضارية , وبدأت حملة التطهير الفكري لكل ما هو عالق من رواسب التاريخ في رؤوسنا ولكل ما درسناه يوما على مقاعد الدراسة ولكل ما سمعناه يوما من أفواه أباءنا وأجدادنا , وبدأت المنظفات العربية تلعب دورها الخطير في ازالة أصعب البقع المترسبة في قشرة الدماغ السوري , ناهيك عن أدوات التنظيف الغربية التي تعطي بريقاً لماعاً للزجاج المكسور , وتفوح منها رائحة معطرة بالورود التي داسوها بأقدامهم يوما , حتى صرنا مثل مادة خام جاهزة للتشكيل من جديد وقابلة للطيّ تحت أصابع التآمر العالمي لمصلحة اسرائيل , وهو الأمر الذي كان اليهود يدركونه منذ عصور لأنهم يعرفون أن التاريخ لن يرحمهم وهم أيضا لن يرحموه , وكما خرج حمورابي من بلاد ما بين النهرين كي يجرّ اليهود أسرى ويهدّ معبدهم , جاؤوا بعد عصور وانتقموا من هذه البلاد ودمروا بغداد وعلقوا مشنقة صدام في أول يوم لعيد الأضحى وكأنه كبش فداء ورسالة واضحة لأي رئيس أعمى بأنه من يعاندهم ويقف في طريقهم سيصير مصيره الى نفس مصير صدام .

والمشكلة التي كانت تواجه هذه الهجمة البربرية على سوريا , هو كيف يقنعون الشعب أن ينقلب على نفسه ويقتل نفسه بنفسه خاصة أنهم يعرفون مسبقا أن كل محاولات الضغط على شيء يدعى نظام البلد لن يفيد بشيء , وكل الخطابات البهلوانية التي نسمعها من اسقاط النظام الى رفع شعارات الاصلاح والحرية ما كانت سوى غطاء قذر يسمح لهم أن يتدثروا به كي يمارسوا الاجرام على طريقتهم المعهودة عنهم , ولكن التاريخ يقول لنا أن الآية المقدسة لديهم هي فرق تسدّ , وأنهم لن يحيدوا يوما عن هذه الآية التي تصلح لكل زمان ومكان , وهذا ما فعلوه تماماً أن يفرقوا قلوب الشعب السوري , ويفرقوا الأخ عن أخيه والأب عن ابنه والبنت عن امها , ويفرقوا بين الأقليات ويفرقوا بين الطوائف والمذاهب , ويزرعوا بذور الفتنة بين كل الجيران , كي يحصدوا ما نراه اليوم على شاشاتنا رؤوس قد أينعت وحان قطافها .إن عبقرية اليهود التي أحترمها أنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف دوماً , وقد عرفوا تمام كيف يلعبون على وتر حساس اسمه دين الاسلام والتعصب الطائفي .

لقد كانت الخدعة هي كيف تجعل نسيج كامل من الطوائف يحترق بعود ثقاب , وكان الأمر ليس صعباً وليس ضربا من المستحيل , كل ما يحتاجوه هو قليلا من الوقت والصبر الطويل , وكثيرا من المغفلين ومن الطابور الخامس الموجود في الأوطان العربية وبشكل خاص في ( سوريا ) , كي يبدأوا حفلة تشويه المادة الخام التي تقوم عليها هذه السجادة وهو الاسلام , وهذا ما تلاحظونه دوما في تكثيفهم الاعلامي وانصباب جلّ اهتمامهم على كلمة الله أكبر في كل جريمة يرتكبها خدامهم المطيعين , وعلى الدعاية المفرطة والاسهال المقرف لكل من يشوه الاسلام تحت شعار الله أكبر , وكأن الله يرضى بأفعالهم وجرائهم , ولكن هذا الفعل هو تماما مثل التنويم المغناطيسي الذي يمارسونه بالإيحاء , لأنك بعد فترة طويلة من التصاق كل جرائم الانسانية التي يمارسونها من قتل وذبح وتشويه وتقطيع اواصل واكل أكباد وتفجير مساجد وتدمير كنائس , سيلتصق في رأسك دون أن تدري بأن كلمة الله أكبر هي دلالة على جريمة قادمة , وستنفر لا إراديا من هذه الكلمة وستكره من يقولها أو يتلوها أو حتى يرفعها , وشيء فشيء ستصل الى مرحلة من غسيل دماغك الى كره الله وكره الاسلام وكره كل ما يتعلق بكلمة الله أكبر بدءاً من رفع الآذان نهاية الى التكبير في الصلاة . ناهيك عن العصا السحرية التي يحركونها بأيديهم فتخرج من القبعة فتاوي قذرة تدل على انحطاطهم وليس على انحطاط الاسلام , وهذه العصا السحرية المدعوة في قرننا العشرين اخوان مسلمين قد صاروا عصا موسى التي يهش بها على قطيع من الغنم ولهم فيها مآرب أخرى وأذكر للتاريخ أن احدى هذه المآرب هو ما يدعى تنظيم القاعدة . ألم أقل لكم أن اليهود يعرفون كيف يقرأون التاريخ بطريقة ذكية تجبر كل واحد مننا على احترام عدوه , لأن التاريخ يقول لنا لا تكره اللعبة بل اكره اللاعبين وليس العكس .

واليوم نرى في سوريا كيف صار مسلسل اخوة التراب ينفع أن يكون دعاية لحفاضات بامبرز لا بللّ بعد اليوم , وينفع أن يكون فاصل اعلاني في برنامج فيصل القاسم , وينفع أن يكون علامة تجارية لكل البضائع التركية , وينفع أيضا في حالات التسمم الفكري وانسداد أوعية العقل الواعي ويعالج حالات كثيرة من الجربّ العربي . لكنه لم يعد نافعاً أبدا في اعادة الذاكرة العربية الى تاريخ بشع من ممارسات العثمانيين البشعة , ولم يعد ينفع في انعاش قلوب بعض العاطلين عن النبض الوطني في احياء التراب الذي عشنا فوقه واكلنا من خيره وشربنا من ماؤه . لقد صار التراب طيناً قذراً بعدما أضافوا عليه ماء الخيانة والعمالة والسفالة , لأن التراب لا ينفع في تشكيل الأواني والتماثيل والتحف , تحتاج ان يصير طيناً كي تقدر على تشكليه بالطريقة التي تناسبك , وهذا ما نراه اليوم من شرائح كبيرة في الشعب السوري , الذي انطلت عليه الحيلة وشربوا من سمّ زعاف فانقلبوا بنعمة اليهود من ابناء الوطن الى ابناء العفنّ . فباعوا التراب وباعوا ما فوق التراب من معامل ومصانع ودمروا حتى التراب نفسه من مباني وبيوت سكنية وشوارع وارصفة , وقتلوا التراب نفسه حين قتلوا الانسان المجبول من التراب . واليوم نجد من يدمر مأذنة جامع ثم يقول الله أكبر , ومن يأكل كبد أخيه السوري ويقول الله أكبر , ويفجر كنيسة ويقول الله أكبر , وستجدّ في آخر هذه المعزوفة تافه رخيص مثل أبو فادي الذي يضع يده في يد عدوه ضد ابن بلده ويقول قولته المشهورة التي تعكس فعلاً حقيقة الغسيل الرائع والقذر للعقول وللقلوب وحتى للدينّ .

لا نستطيع أن ننكر حقيقة نعيشها كل يوم , فقد انقلبت فئات كثيرة من الشعب السوري الى كلاب تنهش بعضها وتقتل بعضها وتأكل لحم بعضها , وكله كما تلاحظون تحت مسمى الخلافة الاسلامية أو الشرع الاسلامي , لأنهم إن فشلوا في ضرب النسيج السوري فلن يفشلوا في تشويه الاسلام في نهاية الأزمة , وهم الرابحون على جميع الأصعدة لأنهم يقاتلون بسيف غيرهم , ويدمرون ويحطمون ويرهبون بأدوات رخيصة لا يدفعوا ثمنها مطلقاً , وهي سياسة عسكرية جديدة ابتدعوها أيام ليبيا بعدما تعلموا الدرس القاسي من العراق , فصاروا يحاربون وهم في الصفوف الخلفية دون أن يضعوا أنفسهم في خانة الجندي المقاتل , ولن يخطئوا مرة ثانية طالما هناك كلاب جاهزة للصيد , ما أني ترمي لهم عظمة حتى يتهافتوا عليها بلا رحمة , وكل هؤلاء المدسوسين والخونة والعملاء والطابور الخامس والاخوان المسلمين الى الجيش الحر الى تنظيم القاعدة ما هي سوى كلاب تعوي لسيدها حين تجوع وهو يسد رمقها بأحلام يرميها لهم بين الحين والاخر .

قد يظن البعض أن كلامي كله تشاؤم , ولكنها حقيقة يجب أن يعيها الكثير من الناس قبل أن ينقلبوا دون أن يشعروا الى كلاب تنهش في هذا الوطن , ولأن الحقيقة دوما عارية وسافرة لذا نحب من باب الأخلاق والتدين والأدب أن نسترها ونغطيها ونحجبها , حتى ما عدنا نعرف من يختبأ وراء هذه الحجابات , ولكن كي لا أظلم الحقيقة كثيرا , فالتاريخ أيضا يعيدنا الى كلمات القائد حافظ الاسد رحمه الله لأنه قال حينها حقيقة صارخة للتاريخ لن ينكرها أحد وهذا ما جعل اسرائيل تفعل كل ما تفعل في سوريا وستظل تفعل مهما كلفها الثمن لأن الخسارة في سوريا هو نهايتها لا محالة
.
لقد سألوا الرئيس حافظ الاسد يوما عما اذا وقعت حرب بين سوريا واسرائيل فماذا حينها ستكون النتيجة .
فقال قولته المشهورة :
سنعود نحن واسرائيل مئة عام الى الوراء ,,
ولكن تذكروا قبل مئة عام لم يكن هناك شيء اسمه اسرائيل ....؟؟

-
-
-


على حافة الوطن

تزحلق الصبي بصابونة عربية
فكُسر ظهره العربي وجبّروه له
قال لأمه بغضب شديد : لما لم تنجبي لي أخ أسندّ ظهري عليه
قالت الام : تعال يا ولدي أخبرك ما فعل قابيل بأخيه هابيل ...؟؟


بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيفعل دون كيشوت العرب وطواحين الثورة السورية قد ماتت .. ...
- لا تعتبي يا قدس لا تعتبي فقد باعوكي كلاب العربِ..؟؟
- بين الهزل والجدّ .. وبين من ينتظر في سوريا الرد...؟؟
- تنبشون قبور الصحابة الكرام يا أولاد الحرام ..؟؟
- بهاليل و مساطيل والمهنة حُكام عرب .؟؟


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - سبحان من جعلنا إخوة في التراب فانقلبّنا في سوريا إلى إخوة كلاب..؟؟