أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 09:28
المحور:
الادب والفن
مذكرات طفلة أسمها ثورة
أحمد زحام
قالت امرأة تقف بالقرب من أبي وأمي :
- أن شاء الله هاتسموها إيه؟!
جاء صوت لم اعرف مصدره :
- على اسمي
جاء صوت آخر :
- إيناس على اسم أمها
سمعت أصواتا كثيرة أعطت لنفسها الحق في تسميتي :
- فاطمة ، عزيزة ، نانسي
قال أبي مقتربا أكثر من أمي :
- الرأي رأى الأم
وقبل أن تنطق أمي بحرف واحد من حروف اللغة ، سكت الجميع سكوتا غير معروف عنهم ، وقلت في نفسي أنهم ينتظرون أن تسميني أمي ، فينتظرون القول النهائي منها
ولكن ما عرفته أن السكوت كان بسبب دخول سيدة عجوز الغرفة ، ينظرون إليها ويبتسمون ، وبدءوا يلقون عليها التحية :
- أتفضلي
- مبروك
- يتربى في عزك
أول ما اقتربت ، اقتربت مني وقبلتني ، رأيتها سيدة تكاد تكون اكبر من الموجودين سنا ، قالت :
- ما شاء الله
ثم قبلت أمي التي فرحت لوجودها معها
ثم اقتربت من أبي وهنأته :
- مبروك
ثم احضروا لها مقعدا جلست عليه بجوار سريرنا ، والتفتت إلى أمي وقالت :
- سمتيها إيه إن شاء الله ؟
قالت أمي دون تردد ، وكأنها كانت تحفظ الاسم وتعرفه واختارته قبل أن أولد :
- ثورة
نظروا جميعهم بدهشة في وقت واحد إلى شفتي أمي التي نطقت بالاسم ، والى عينيها التي أطبقتهما وقتا كمن يعيش في حلم ، وقالوا :
- ثورة ، اسم جميل
كانت ثورة اسم السيدة العجوز التي ولدت أيام ثورة 1919
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟