هالة حجازي
الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 09:27
المحور:
الادب والفن
في مجتمعنا الشرقي المتخلف نتوارث الأفكار كابراً عن كابر دون تمحيصها أو النظر في صحتها
فالحمار لدينا هو رمز للغباء والتخلف العقلي والمسخ الفكري وإذا أردنا أن نهين شخصاً أو نصب جام غضبنا على شخص ما ننعته ببديهية فظة بالحمار.
هذا الحيوان المسكين الذكي الصبور والقوي الجسور الكائن الذي ساعد الإنسان في بناء الحضارات ووقف معه جنباً إلى جنب فقد إستخدمه الآشورين والفراعنة منذ القدم وعلى مر الأجيال وما زالوا يستخدمونه ولا يزال صابراً متحملاً لأعباء الإنسان وأوامره واشغاله الشاقة بل وحتى يستخدمه في تخفيف ضغطه النفسي عندما ينفجر بوجه أخيه الإنسان واصفاً إياه بالحمار.
لا تستخف يا أيها الإنسان بقدرات الحمار العقلية بل يستحق منك هذا الكائن وقفة تأمل.
في الماضي كانوا ينعتون الإنسان بالحمار دلالة على شدة التحمل والقدرة ويقولون " حمار عمل "
والآن ينعتون الإنسان بالحمار دلالة على الغباء والبلاهة بل أصبح مثاراً للتندر والإستهزاء
بالله عليكم قولوا لي هل شاهدتم حماراً يصطدم مع حمار آخر في الطريق ؟
كم من بني البشر يفعلونها عندما يقودون وسائل نقلهم الحديثة ويصطدمون مئات المرات في كل يوم ويحدثون من الكوارث والفواجع ما تثير شفقة الحيوان عليهم وقد تؤدي ببعضهم إلى الهلاك والموت.
بالله عليكم هل سمعتم حماراً يختلف مع حمار آخر ويستهزىء به ويحتقر تفكيره ويتفوه بأقذع الشتائم بل ويقتله؟
بينما الإنسان قد يقتل نتيجة اعتقاد بفكر ما وقد يقع فريسة حوارات عقيمة تؤدي أحياناً الى سفك الدماء .
في المجتمع الغربي يتخذون الحمار كرمز إيجابي وهو بريء عندهم من اتهامات الشرق له بالغباء والنظر إليه تلك النظرة الدونية ونعته بهرطقات شنيعة
أما آن الأوان لنغير نظرتنا لهذا الكائن المسالم الذي يصح أن نتعلم منه الكثير، فلو علم الحمار أننا نصف بعض البشر باسمه لحزن وطالبنا بتعويض سبٍ وقذفٍ فبعض مجرمي البشر يأبى الحمار التشبه بهم.
بحق الله من يكون أغبى الحمار أم الإنسان ؟
#هالة_حجازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟