أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - الأستقرار الأقتصادي سلم الأستقرار السياسي














المزيد.....

الأستقرار الأقتصادي سلم الأستقرار السياسي


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 23:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لعل من البديهي الأشارة الى الأزمات التي تواجهها مجتمعاتنا , ونتناولها في أحاديثنا وكتاباتنا ونبحث عن الحلول لها , وإنها قد نجمت في الأساس عن التنامي والديمومة للأسلوب المتسلط و ثقافته و الأنصهار فيه , والأندماج في بوتقة المتسلط بالتأثير المباشر وغيره بوسائله الترغيبة والترهيبة , اثرت على انشاء المكون الوطني وتحركت للمكونات الضيقة لعقود , الأيمان بالديمقراطية وصندوق الأقتراع يشعرنا أننا نجحنا في بلورة تفكير سياسي نضالي اسهمت في تحقيق دولة ديمقراطية , تلك العوامل لا تزال بحاجة الي إنتاج خصائص ثقافية مشتركة تفتح بوابة الأعتراف بالأخر للدخول في فضاءات التعايش السلمي المستدام , دون ذلك لا يمكن إنجاز البناء الوطني و رفاهية الشعب وحل مشاكل التنمية والأمن والخدمات والتعليم والعدالة الاجتماعية و الثقافة و المشكلات العشائرية .
العدالة الاجتماعية تعتبر واحدة من الركائز الاساسية للبناء الوطني و أي بناء للتنمية و النهضةلا يقوم على إستشراء الفساد والنشاط الطفيلي وسيادة القيم الإستهلاكية والتمدد على الأخرين ، والتوزيع غير المتساوي للموارد وثروات البلاد، ولا يضعها كهدف، هو في وادي والبناء و رفاهية الشعب في وادي آخر .
التحدي الرئيس الذي يواجه الكفاءات والتكنوقراط والصادقين لمشروع البناء الوطني ، هو كيفية تحقيق المعادلة الصعبة في التقدم الإقتصادي والقبول بالتحولات التي تجري في البناء الإجتماعي والتي تطال علاقات الإنتاج والمساواة في الحقوق وتقسيم الواجبات والأستحقاقات وبغيابها تمنع الفرص المتساوية لممارسة الحياة المدنية وتبادل الأدوار بعمل الفريق الواحد حسب القدرات ، وفى نفس الوقت الدخول في عملية ديمقراطية حقيقية تسمح بالتداول السلمى للسلطة. بمعنى كيفية الدمج بين السياسات الأجتماعية والاقتصادية ، من حيث تأمين الضمانات الأجتماعية والخدمات العامة، ورفع معدلات النمو والتوظيف والأستقرار السياسي ، وزيادة مستوى المعيشة، وترسيخ حالة ديمقراطية، يكون فيها للفرد دور حقيقي ويشعر بقيمته الوطنية وأنتمائه للوطن . بهذا الفهم، نقترب من نموذج الدولة المتقدمة أو دولة الرفاهية العصرية .
من الصعب تصور نجاح هذا البناء بدون توفر وتحقق وتشكل مشروع فكري سياسي ثقافي مصاحب, يتجاوز المصالح الفئوية والسياسية والطائفية والمناطقية والدائرة الأنتخابية .
الإنسان هو مركز وجوهر البناءهو التعليم ومحاربة الجهل ، وإنه ضرورة ملحة بزيادة درجة الوعي وتوسيع الأفق والحساسية تجاه دور الفرد ونظرته للآخر ولما يدور حوله ومعرفة الحقوق والواجبات والتعافي من التقوقع والتكلس والنظر الى ما حول النفس , وتنظيف الأدمغة من جرثومة سموم المناهج الراسخة .
عملية البناء تتطلب ثورة في التعليم و مناهج التفكير الناقد وقبول الرأي الأخر بمناهج المشاركة ، و الإنفتاح على العالم، للأيمان بالتعايش السلمي وتبادل الادوار والتعددية ،وعلى المبادئ والقيم الإنسانية. ونقطة البداية هي الثورة على ما هو قائم من مناهج التسقيط والأنقلاب على النظام الديمقراطي ورأي الشعب ومصلحة الدولة, والسطحية والخمول واللامبالاة,
البناء لا يستقيم بدون تنمية مستدامة تطال كل الميادين وكل البقاع. والتنمية الحقيقية والمعنية ببناء الوطني لا تعني مجرد افتتح شوارع وأزرع شتلة ثم تركهما , او الوعود بمشاريع عملاقة و ناطحاب السحاب والأعتماد على عائدات تصدير النفط فقط , طاقات كبيرة في الوطن بحاجة للأكتشاف والتفجير خاصة في مجال الزراعة والصناعة ، والعمل على ربط البلاد بحقائق العصر، وفي مقدمتها الثورة التكنولوجية، وتوسيع التعاون الأقتصادي والعلمي والتقني مع البلدان الاخرى المتطورة و جذب رؤوس الأموال الوطنية ومصادر التمويل ومنجزات البلدان المتطورة. وكل ذلك من أجل خلق مجتمع زراعي متقدم في الجنوب وتحريك المعامل المتوقفة في كل العراق ، كخطوة لرفاهية الوسط و الجنوب وتكون بداية الأستقرار الأقتصادي سلم للأستقرار السياسي , والتخلص من السلطوية الناجمة من حاجة المجتمع للعمل والرضوخ للضغوطات الداخلية والخارجية بسببها .



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للفقر رجال لا يقتلهم الأنفجار والكاتم
- إغتصاب الطفلة عبير
- البطالة في العراق معاناة ومستقبل مجهول
- الإستعداد للأمتحانات الوزارية (البكلوريا)
- البصرة من معركة الجمل الى رئاسة الوزراء
- كهرباء العراق للبيع في نيسان
- ديمقراطية الأخوان وفتاوى الضرورة
- منابر الغواية
- لا مدينة مثلك يا بغداد
- غرباء في وطن الغرباء
- ازدواجية السياسة العربية والأرهاب الأسرائيلي
- الأنتماء لوطن
- مخاطر ادارة الاقتصاد العراقي وزيادة العاطلين
- قائمة المالكي من يقودها في المحافظات ؟
- الأمطار لأختبار مجالس المحافظات
- الشهادة الجامعية ضرورة ربما يأتي يومها
- القيادة والأمل نجاح في زمن قياسي
- أزمة العمل من تعطيل قانون الخدمة المدنية
- الشذوذ الفكري والأخلاقي لأعداء الأنسانية
- الذهب الأخضر في السياسة الأقتصادية لمعالجة البطالة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - الأستقرار الأقتصادي سلم الأستقرار السياسي