|
أقنعة النكبة السبعة
علي شكشك
الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 15:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هي ليست ذكرى، ولكنها واقعٌ متفاعلٌ وأتونٌ يحرق ملاييننا كلَّ حين، ويعذِّبُ كلَّ الروح وكلَّ الشرايين التي تربطنا بنا، ويوقِّعُ بثقله العاري على أوراق تشردنا وتجهم الأخ والشقيق في وجوهنا في المطارات والموانئ وهم يدققون في وثائقنا وملامحنا، محاولين استشراف نوايانا، فلسطيني إذن أنت محظور، إلا إذا ثبت العكس وعلى مضض، على مضض يقبلون أن تتنفس هواءهم، سوف تُحرجُ همّتهم وثرواتهم والسكينة التي يرفلون فيها والنعاس الجميل في حضن القنوات الناعمة ودفء الرضا الأمريكي، النكبة شرخٌ في الضمير وقد يعالج بالعقاقير المؤجِّلة والتصريحات التي لا تحرج الشهامة أمام الرأي الشعبي، النكبة ليست ذكرى، إنها محرقةٌ تشوي الذكرى وتلسع الحلم وتقتات من الزمن الآتي، تنفثُ دخانها ورعبها على الأفق ولا تكتفي بالماضي، فهي كالنار إذا اكتفت انتهت. لم تكن حدثاً مؤسِّساً، ولكن حدثاً كاشفاً، لم يكن الحدثُ سوى اللحظة المدوية في تفاعلات حالةٍ عامّةٍ وعميقة جعلت ممكناً أن تكون، حالة من التردّي الشامل جعلت مسارب الروح مستباحة، وجعلت ممكنا أن يتسلل منها الآخرون إلى مسامات التكوين، وأتاحت ل لورنس أن يتخلّلَ القبائلَ العربية ويقودها "وهي العصية على الانقياد" لتخرب بيوتها بأيديها، أن تحارب في صف البريطانيين، الذين سيمزقوننا لاحقاً ويهبوننا سبايا لتكنولوجيا وأيديولوجيا القرن الجديد حيث ستعترف الشريعة الحديثة بحق القراصنة في الأمن في الديار التي سطَوا عليها، وسيملون علينا أبجديات الجوداييزم، النكبة سبقت النكبة، بوقتٍ طويل. كما أنها لم تكن ذات بعدٍ زمانيّ ِالحدوث بقدر ما كانت متغيراً سيكولوجياً وحالةً مجتمعية، اتسمت بفقدان زمام المبادرة وانعدام التوازن وقلة الحيلة والتشظي الروحي وطفو الأنانية والرغبات الذاتية وكلّ ما جاء ذكره في الأثر لتوصيف العوامل الممهدة للانهيار والاندحار، وتكمن الأهمية هنا في أنه لم يتغير من الأمر شيء، ما زلنا كذلك وزيادة، ما كان لمجتمع الكراهية أن ينجب غير الهزائم، وما كان لِغازٍ أن يتخللنا دون اتساع المسامات بيننا، وما كان له أن يفعل بنا ما يشاء دون توقيعنا، وقد تحالفنا معه قبيل ثمانية وأربعين ثمّ تحالفنا معه بعد ثمانية وأربعين لغزو العراق، وما زلنا نحالفه ضد أنفسنا، كأننا مسحورون، أو كأننا منكوبون، بعد سبعة عقودٍ وسبع حروب مازلنا نستورد الخبز والتكنولوجيا والمسابح، ومازلنا بلا رؤية ولا مشروع، كلُّ هذه الجغرافيا والشمس والديموغرافيا، نحن من يقف حارساً على غثائها، كأننا هباء، كأننا لا نريد، كأننا لا نثقُ بنا، كأننا نتهيب برهة أن نبدأ، تلك هي المسألة، ليس الأمر إلا أن نعبر الغشاء الخلويّ الشفاف لنرى أنفسنا فينا، ولادةً كاملة، يحجبنا عنها كيس الماء، هي ليست مسافة مكان، المكابدة الكبرى أن نريد، والألم الأكبر أن نقتحم الحَور الجديد، كل العالم يكمن وراء هذه البرهة وهذا الغشاء، ليس إلا أن نعبر، ونكشف القناع عنا، سيكون الإبداعُ بحجم الألم والنشوةُ بقدر الصراخ، أما النكبة فستكون بقدر الإحجام. وهي ليست حالةً ستاتيكية ولا تملك أن تكون كذلك، ليس هناك سكونٌ في أصل التكوين، كلُّ حالةٍ متحركة، وكلٌّ في فلك يسبحون، فالحالات تتفاعل وتتفاقم وتتراكم وتجدد ذاتها وتتوالد، الأمل ينعش الأمل، وتفاعل نتائج النكبة ومفرداتها مع ذاتها ومحيطها، تفرزُ معطياتٍ ووقائع جديدة وحالاتٍ وأرضياتٍ جديدة، تتفاعل بدورها وهكذا، والميدان الأهم هو ميدان النفس، وتتعدد الأعراض والمظاهر المتوالدة بقدر لانهائية المفردات الإنسانية، وتتلوّع المأساة بقدر ثقل جيناتها، الضيوف اللاجئون القدماء الذين كان يُرَحَّبُ بهم أصبحوا أعباء على المجتمعات العربية "الحداثية" والتزاماتها الدولية، وأصبحوا في بعضها خطراً على التوازن الديموغرافي المذهبي، وفي بعضها أصبحوا منافسين على فرص الحياة والعمل، في النظام العالمي الجديد سيتمُّ الدفع لجعل الفلسطينيَّ مشكلةً وعبئاً بما يجلبه من مضايقات على المضيفين في معادلة الانسجام الدولي، وسيكون حريّاً بالمضيفين ان يتخففوا من هذا العبء القضية، في عام ثمانيةٍ وأربعين لم يتم الاستيلاء على الأرض فقط، ولم يكن الأمر مجرد احتلال مكان، بل كان الاستيلاء على كينونة كاملة من وطن، على بيوت وشوارع وممتلكات خاصة وصور على الحائط وملابس وبنوك وأغطية وحسابات بنكية ومطارات وموانئ ووسائل مواصلات عامة وخاصة وعلى محطات كهرباء وذكريات ومحطات إذاعة وبحار وآمالٍ وأنهار ونسيج علاقات وبحيرات وثروات حيوانية ومزارع وقرميد وسيارات وقطارات وتاريخ وتراث ومكتبات، سرقة وسطو مسلح بكل المعنى الجنائي الدنيء، ثمانون ألف كتاب فلسطيني سُرقت ووضعت في "المكتبة الوطنية"، كان الأمر يتعلق بإسكات التاريخ الفلسطيني وقتل الرواية الفلسطينية ومنع انسيابها التاريخي، واقتلاع جذوره الروحية، كان الأمر يتعلق بتطهير الحالة الفلسطينية كاملةً، فبالإضافة للتطهير العرقي كان هناك ما يعادل ذلك على كافة الأصعدة، وأهمّها صعيد التراث والتاريخ، كانت النكبة تقصد محو المفردة الفلسطينية من وثائق الأرشيف الدولي والإنساني ومن مؤسسات المجتمع البشري ومن ذاكرة الأدب والفن والثقافة، وهم يراهنون على إبادتنا الثقافية وتبني ملامحنا وأطباق تراثنا وإيقاعات مباهجنا وذائقاتنا وأزيائنا، ويراهنون على الزمن لتوزيع دمنا وإرثنا بين القبائل، سبعة اقنعة، جذبني للعدد سحريّتُه المستمدَّة من رصيده الغامض في النفس والتراث الإنساني ومن المقدس في الكتب، من أيام الأسبوع السبعة والسماوات السبع ومثلها من الأرضين، ومن الشواهد على نكبة العرب في "أعمدة الحكمة السبعة"، ولكنَّ في كلَّ قناعٍ كما في كلِّ سنبلةٍ مائةَ حبة، وحتى الآن لم تُصغ رواية متكاملة للنكبة، ولم يُحرص على تفاصيلها، ولم تُدرَّس كما ينبغي لها لتلاميذ المدارس العربية، كأنها لا قضية، ولا تحظى بما يجب من الاهتمام كأساس لتجاوزها، في تأكيدٍ تلقائي لغيابِ حادي التعامل العقلي الهادئ الجادّ البسيط الذي يترجم الرغبة الفعلية، النكبة حالةُ إرادة وحالةٌ عقلية ونفسية،
الإنسان العربي البسيط هو الأقرب إلى الجدية في محاولاته وأمانيه وتيهه، وحين يصل به الأمر إلى حراجة الانسداد التاريخي فإنه يتجاوز الاقنعة وينتفض، هكذا كانت الثورة الشعبية الفلسطينية عام ستة وثلاثين والإضراب الشهير وهبة البراق والمقاومة الشعبية المسلحة في الأربعينات وهبات الشعوب العربية عام ثمانية وأربعين، الإنسان العربي يبدع طريقَه، هكذا كانت الثورة الفلسطينية المعاصرة، والانتفاضة الأولى والثانية، والقادمة، فلسطين تحدي الإنسان العربي وعنوان كرامته، وهي نتيجة قرنٍ كامل من الإهانة ومسار طويل من التخلف، وليس تململ الإنسان العربي إلا أحد أشكال الرد على هذه الإهانة، ومحاولة لنزع الأقنعة عن النكبة، نكبته هو، فلسطين ليست فقط نكبة فلسطين إنها كامل نكبة العرب، وهذا هو القناع العميق، للغرابة فإنَّ الإنسان العربي البسيط كما يبدو هو الأكثرُ إيماناً بنفسه والأكثر صدقاً في رؤيته والأكثر شفافيةً في استقبال المعاني، ربما لتجرده من المؤثرات وعلاقات المصلحة والحسابات، وقد يكون ذلك لأنّ أبسط الأشياء هي الأكثر عمقاً وأنّ أبسط الكلمات هي الأصدق تعبيراً، فلن يمزّق تلك الأقنعة إلا هو، ذلك أن الأمر عميقٌ جداً ورائعٌ جداً بقدر البساطة المتناهية لعمق الرؤية وإبداع الحواس وحساسية الفطرة، أنت تريد؟ إذن الأمر ممكن .. وسيكون. أقنعة النكبة السبعة علي شكشك هي ليست ذكرى، ولكنها واقعٌ متفاعلٌ وأتونٌ يحرق ملاييننا كلَّ حين، ويعذِّبُ كلَّ الروح وكلَّ الشرايين التي تربطنا بنا، ويوقِّعُ بثقله العاري على أوراق تشردنا وتجهم الأخ والشقيق في وجوهنا في المطارات والموانئ وهم يدققون في وثائقنا وملامحنا، محاولين استشراف نوايانا، فلسطيني إذن أنت محظور، إلا إذا ثبت العكس وعلى مضض، على مضض يقبلون أن تتنفس هواءهم، سوف تُحرجُ همّتهم وثرواتهم والسكينة التي يرفلون فيها والنعاس الجميل في حضن القنوات الناعمة ودفء الرضا الأمريكي، النكبة شرخٌ في الضمير وقد يعالج بالعقاقير المؤجِّلة والتصريحات التي لا تحرج الشهامة أمام الرأي الشعبي، النكبة ليست ذكرى، إنها محرقةٌ تشوي الذكرى وتلسع الحلم وتقتات من الزمن الآتي، تنفثُ دخانها ورعبها على الأفق ولا تكتفي بالماضي، فهي كالنار إذا اكتفت انتهت. لم تكن حدثاً مؤسِّساً، ولكن حدثاً كاشفاً، لم يكن الحدثُ سوى اللحظة المدوية في تفاعلات حالةٍ عامّةٍ وعميقة جعلت ممكناً أن تكون، حالة من التردّي الشامل جعلت مسارب الروح مستباحة، وجعلت ممكنا أن يتسلل منها الآخرون إلى مسامات التكوين، وأتاحت ل لورنس أن يتخلّلَ القبائلَ العربية ويقودها "وهي العصية على الانقياد" لتخرب بيوتها بأيديها، أن تحارب في صف البريطانيين، الذين سيمزقوننا لاحقاً ويهبوننا سبايا لتكنولوجيا وأيديولوجيا القرن الجديد حيث ستعترف الشريعة الحديثة بحق القراصنة في الأمن في الديار التي سطَوا عليها، وسيملون علينا أبجديات الجوداييزم، النكبة سبقت النكبة، بوقتٍ طويل. كما أنها لم تكن ذات بعدٍ زمانيّ ِالحدوث بقدر ما كانت متغيراً سيكولوجياً وحالةً مجتمعية، اتسمت بفقدان زمام المبادرة وانعدام التوازن وقلة الحيلة والتشظي الروحي وطفو الأنانية والرغبات الذاتية وكلّ ما جاء ذكره في الأثر لتوصيف العوامل الممهدة للانهيار والاندحار، وتكمن الأهمية هنا في أنه لم يتغير من الأمر شيء، ما زلنا كذلك وزيادة، ما كان لمجتمع الكراهية أن ينجب غير الهزائم، وما كان لِغازٍ أن يتخللنا دون اتساع المسامات بيننا، وما كان له أن يفعل بنا ما يشاء دون توقيعنا، وقد تحالفنا معه قبيل ثمانية وأربعين ثمّ تحالفنا معه بعد ثمانية وأربعين لغزو العراق، وما زلنا نحالفه ضد أنفسنا، كأننا مسحورون، أو كأننا منكوبون، بعد سبعة عقودٍ وسبع حروب مازلنا نستورد الخبز والتكنولوجيا والمسابح، ومازلنا بلا رؤية ولا مشروع، كلُّ هذه الجغرافيا والشمس والديموغرافيا، نحن من يقف حارساً على غثائها، كأننا هباء، كأننا لا نريد، كأننا لا نثقُ بنا، كأننا نتهيب برهة أن نبدأ، تلك هي المسألة، ليس الأمر إلا أن نعبر الغشاء الخلويّ الشفاف لنرى أنفسنا فينا، ولادةً كاملة، يحجبنا عنها كيس الماء، هي ليست مسافة مكان، المكابدة الكبرى أن نريد، والألم الأكبر أن نقتحم الحَور الجديد، كل العالم يكمن وراء هذه البرهة وهذا الغشاء، ليس إلا أن نعبر، ونكشف القناع عنا، سيكون الإبداعُ بحجم الألم والنشوةُ بقدر الصراخ، أما النكبة فستكون بقدر الإحجام. وهي ليست حالةً ستاتيكية ولا تملك أن تكون كذلك، ليس هناك سكونٌ في أصل التكوين، كلُّ حالةٍ متحركة، وكلٌّ في فلك يسبحون، فالحالات تتفاعل وتتفاقم وتتراكم وتجدد ذاتها وتتوالد، الأمل ينعش الأمل، وتفاعل نتائج النكبة ومفرداتها مع ذاتها ومحيطها، تفرزُ معطياتٍ ووقائع جديدة وحالاتٍ وأرضياتٍ جديدة، تتفاعل بدورها وهكذا، والميدان الأهم هو ميدان النفس، وتتعدد الأعراض والمظاهر المتوالدة بقدر لانهائية المفردات الإنسانية، وتتلوّع المأساة بقدر ثقل جيناتها، الضيوف اللاجئون القدماء الذين كان يُرَحَّبُ بهم أصبحوا أعباء على المجتمعات العربية "الحداثية" والتزاماتها الدولية، وأصبحوا في بعضها خطراً على التوازن الديموغرافي المذهبي، وفي بعضها أصبحوا منافسين على فرص الحياة والعمل، في النظام العالمي الجديد سيتمُّ الدفع لجعل الفلسطينيَّ مشكلةً وعبئاً بما يجلبه من مضايقات على المضيفين في معادلة الانسجام الدولي، وسيكون حريّاً بالمضيفين ان يتخففوا من هذا العبء القضية، في عام ثمانيةٍ وأربعين لم يتم الاستيلاء على الأرض فقط، ولم يكن الأمر مجرد احتلال مكان، بل كان الاستيلاء على كينونة كاملة من وطن، على بيوت وشوارع وممتلكات خاصة وصور على الحائط وملابس وبنوك وأغطية وحسابات بنكية ومطارات وموانئ ووسائل مواصلات عامة وخاصة وعلى محطات كهرباء وذكريات ومحطات إذاعة وبحار وآمالٍ وأنهار ونسيج علاقات وبحيرات وثروات حيوانية ومزارع وقرميد وسيارات وقطارات وتاريخ وتراث ومكتبات، سرقة وسطو مسلح بكل المعنى الجنائي الدنيء، ثمانون ألف كتاب فلسطيني سُرقت ووضعت في "المكتبة الوطنية"، كان الأمر يتعلق بإسكات التاريخ الفلسطيني وقتل الرواية الفلسطينية ومنع انسيابها التاريخي، واقتلاع جذوره الروحية، كان الأمر يتعلق بتطهير الحالة الفلسطينية كاملةً، فبالإضافة للتطهير العرقي كان هناك ما يعادل ذلك على كافة الأصعدة، وأهمّها صعيد التراث والتاريخ، كانت النكبة تقصد محو المفردة الفلسطينية من وثائق الأرشيف الدولي والإنساني ومن مؤسسات المجتمع البشري ومن ذاكرة الأدب والفن والثقافة، وهم يراهنون على إبادتنا الثقافية وتبني ملامحنا وأطباق تراثنا وإيقاعات مباهجنا وذائقاتنا وأزيائنا، ويراهنون على الزمن لتوزيع دمنا وإرثنا بين القبائل، سبعة اقنعة، جذبني للعدد سحريّتُه المستمدَّة من رصيده الغامض في النفس والتراث الإنساني ومن المقدس في الكتب، من أيام الأسبوع السبعة والسماوات السبع ومثلها من الأرضين، ومن الشواهد على نكبة العرب في "أعمدة الحكمة السبعة"، ولكنَّ في كلَّ قناعٍ كما في كلِّ سنبلةٍ مائةَ حبة، وحتى الآن لم تُصغ رواية متكاملة للنكبة، ولم يُحرص على تفاصيلها، ولم تُدرَّس كما ينبغي لها لتلاميذ المدارس العربية، كأنها لا قضية، ولا تحظى بما يجب من الاهتمام كأساس لتجاوزها، في تأكيدٍ تلقائي لغيابِ حادي التعامل العقلي الهادئ الجادّ البسيط الذي يترجم الرغبة الفعلية، النكبة حالةُ إرادة وحالةٌ عقلية ونفسية،
الإنسان العربي البسيط هو الأقرب إلى الجدية في محاولاته وأمانيه وتيهه، وحين يصل به الأمر إلى حراجة الانسداد التاريخي فإنه يتجاوز الاقنعة وينتفض، هكذا كانت الثورة الشعبية الفلسطينية عام ستة وثلاثين والإضراب الشهير وهبة البراق والمقاومة الشعبية المسلحة في الأربعينات وهبات الشعوب العربية عام ثمانية وأربعين، الإنسان العربي يبدع طريقَه، هكذا كانت الثورة الفلسطينية المعاصرة، والانتفاضة الأولى والثانية، والقادمة، فلسطين تحدي الإنسان العربي وعنوان كرامته، وهي نتيجة قرنٍ كامل من الإهانة ومسار طويل من التخلف، وليس تململ الإنسان العربي إلا أحد أشكال الرد على هذه الإهانة، ومحاولة لنزع الأقنعة عن النكبة، نكبته هو، فلسطين ليست فقط نكبة فلسطين إنها كامل نكبة العرب، وهذا هو القناع العميق، للغرابة فإنَّ الإنسان العربي البسيط كما يبدو هو الأكثرُ إيماناً بنفسه والأكثر صدقاً في رؤيته والأكثر شفافيةً في استقبال المعاني، ربما لتجرده من المؤثرات وعلاقات المصلحة والحسابات، وقد يكون ذلك لأنّ أبسط الأشياء هي الأكثر عمقاً وأنّ أبسط الكلمات هي الأصدق تعبيراً، فلن يمزّق تلك الأقنعة إلا هو، ذلك أن الأمر عميقٌ جداً ورائعٌ جداً بقدر البساطة المتناهية لعمق الرؤية وإبداع الحواس وحساسية الفطرة، أنت تريد؟ إذن الأمر ممكن .. وسيكون. [email protected]
#علي_شكشك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معنى آخر
-
السلاح النهائي
-
أسرى
-
صوت فلسطين - صوت الأسرى الأحرار
-
رسالة إلى الضمير
-
درويش ظِلآ -أنا لست لي-
-
شمس إلياس خوري
-
انشودة المطر
-
شهادة كاتب ياسين و عبد القادر الحسيني
-
الانطلاقة....كرامتنا الكاملة
-
صيغة نفى
-
تسمَّت باسم -الشعب-
-
القرار -فكرة الدولة-
-
عملية استشهادية
-
موشي ديّان 56
-
ضمير غائب
-
إنهم شهداء
-
حقبة جديدة - صوت القدس والأسرى من الجزائر
-
أول نوفمبر رصيد إنساني
-
فلسطين قابِلةُ العالم الجديد
المزيد.....
-
متأثرا بجراح تعرض لها في -عاصفة الحزم-.. وزارة الدفاع الإمار
...
-
كاميرا CNN على الحدود بين إسرائيل ولبنان.. وسكان -شتولا- بحا
...
-
المحكمة الإدارية ترفض 19 طعنًا من المستبعدين والمستبعدات من
...
-
ترامب يوكل ملف أوكرانيا وروسيا إلى جنرال سابق مقرب منه
-
مدعي الجنائية الدولية يطلب توقيف حاكم ميانمار بسبب جرائم ضد
...
-
أطلت بدون درع بعد تغطيتها القتال لأكثر من سنة.. دموع الأمل و
...
-
وزير دفاع إسرائيل الأسبق: اتفاق وقف إطلاق النار مع -حزب الله
...
-
موسكو حول وقف النار بين لبنان وإسرائيل: ننظر بإيجابية لاتفاق
...
-
موسكو: رد روسيا على نشر محتمل لصواريخ أمريكية في اليابان موض
...
-
مصر توجه نداء إلى جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|