أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية الاعتمادية Dependent Personlity














المزيد.....


الشخصية الاعتمادية Dependent Personlity


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 13:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انه لمن الصعب جداً قراءة ومعرفة الناس بدقة متناهية ، وانه من الصعب ايضاً وضع حسابات دقيقة وتصورات نظرية وعملية عن البشر وانماطهم ، فالبعض منهم كانوا مثل الكتاب يمكن قراءته بسهولة ، والآخر ظل مغلقاً مستحكماً حتى مع نفسه ، وان بدا للمتخصصين على وفق منهج دراسة سيكولوجية الشخصية وعلم نفس الاعماق شكلا ذو ابعاد واضحة ، الا ان العامة من الناس يرون غير ذلك .
نمط هذه الشخصية اقل وضوحاً من خصائص الشخصيات الاخرى مقارنة بهم . فنحن نرى في حياتنا الشخص الذي ينهار امام اول عقبة تواجهه او مشكلة صعبة او ضغوط حياتية تواجهه ، ينهار ويتألم ، وربما يقوده هذا الانهيار الى حالة الاضطراب النفسي.
ان ما تتميز به هذه الشخصية ً هو الافتقار التام الى الثقة بالنفس والاعتماد عليها حتى كادت تطغي عليه مشاعر العجز الشامل وعدم القدرة على حل ابسط مشكلة تواجهه او اتخاذ قرار مناسب ويقول علماء النفس ان هذا الشخص لايتحمل المسؤولية ويظل سلوكه طفلي , ويميل الى التعلق بالاخرين كما يفعل الطفل المعتمد على والديه .
وعند قراءتنا التحليلية لهذه الشخصية نجد ان هذه الشخصية نمت منذ صغرها على الرقة والتدليل الزائد وتلبية كل المتطلبات دون استثناء ، ومهما كانت الرغبات ممنوعة او مرغوبة حتى ضاعت لديه الحدود بين المسموح والمقبول , انه احيط برعاية فاقت عن الضرورة مما اكد في نفسه شعور بالقصور عن مواجهة مشاكل الحياة وضغوطها وازماتها لوحده , ولهذا فأن قابليته على التحمل توقفت عند حدود قابلية الطفل , وظل يظن بأن كل ما يطلب ينفذ له وان كل ما يريد يستجاب له ، وكل ما في الحياة سهل المنال وهي متعة ولذة فقط لاغير , ونسى ان الحياة قائمة على اللذة والالم وليس اللذة وحدها وان الكفاح واجب من اجل نيل المطالب والوصول الى الاهداف .
ظل الشخص الاعتمادي يحمل في داخله التدليل الزائد كاسلوب في التعامل وظل يرمي بكل ثقله على امه التي كثيراً ما تكون هي السبب في عزاءه وهوكبير ناضج ثم تقوده الحياة بعد ان ترك حضن امه وهو صغيراً يافعا ومراهقاً وبالغاً الى اعتمادياً كاملا على المرأة الجديدة الاخرى التي حلت بديلا عن الام ولكن بصورة اخرى وهي الزوجة ، فهي تحركه بالاتجاه الذي تريده كيفما تشاء ، واحياناً تجزع من تصرفاته الطفلية حينما تطلب منه شيئاً ويذهب الى امه ليستشيرها بموضوع خاص جداً يتعلق بالزوجة ولا علاقة له بالوالدة .
هذه الشخصية يميل صاحبها الى التعلق بالاخرين كما يفعل الطفل المعتمد على والديه وهو يحتاج دائما الى الموافقة على سلوكه والتشجيع الدائم والطمأنة في اي خطوة يخطوها حتى تحل الزوجة بديلا عن الام في الاعتماد والاتكال في التوجيه واتخاذ القرارات المهمة وغير المهمة .
صاحب هذه الشخصية خائف , منسحب من اي مواجهة او موقف يمكن ان يثير العداء , فهو هياب يتراجع بسهولة وهو سلبي ايضاً في اتخاذ القرار ويلجأ الى الاستشارة حتى في توافه الامور ومن الام اولا وهي تقرر ذلك دائماً ، وان حلت الزوجة بديلا تكون هي الاخرى صاحبة القرار وهو المنفذ , فنراه يرتبك عندما يكلف بأي مجهود او يواجه اي اجهاد او مشكلة .
معظم الناس يعرفون حق المعرفة ان صاحب هذه الشخصية نشأ مدللا او اعتمادياً مترفاً حتى وان نشأ وبلغ مرحلة النضج والرشد يظل طفلا اعتمادياً ومن سماته البارزة :

- اعتمادية شديدة على الاخرين
- سلبية في مواجهة المواقف الحياتية واتخاذ القرارات
- شكوى دائمة وتوهم بالمرض بوساطته يحقق مكاسب تساعده على الاعتماد دون تحمل المسؤولية
- ارتباك واضح في الاداء الاجتماعي والمهني
- ضعف في القدرة واقامة علاقة شخصية مستقلة ووثيقة
- يحتاج دائما الى دعم واسناد من الاخرين

ان نمط الشخصية الاعتمادية كثيراً ما ينتهي به الامر الى المرض النفسي , فهو يتأرجح دوماً بين حالات المرض النفسي الخفيف في البداية والصحة النفسية القريبة الى الوضع المرضي ولذا فأن صاحب هذه الشخصية يضطر في الاخير الى الاعتزال عن الحياة العامة ومواجهة الضغوط الحياتية والصعوبات والازمات الى الركون للبيت ومحاولة الاحتماء تحت ظلال الزوجة او من ينوب عن الام او بديلها , لذا فهو يفضل البقاء ضمن حدود الحياة الضيقة تجنباً للاجهاد او التعرض للمواجهة التي تؤدي الى زيادة تدهور قدرته في مواجهة ازمات الحياة بعد ان ضعفت قدرته على التحمل وقابليته على المواجهة وهذا الامر لايكون سهلا عند الناس الاسوياء في ظل ظروف الحياة التي تحتاج الى المواجهة والكفاح وتحدي مصاعبها .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدين الجديد..التدين الوسواسي
- العلاقة الزوجية ..اللذة وعبث الخلاص
- الشخصية الهستيرية
- الشخصية الانبساطية
- الدماغ وسيكولوجية الادراك والتفكير
- الاطفال والتشتت الذهني
- الشخصية الناقصة -الضئيلة-
- خطوات نحو التوافق النفسي
- الشخصية الشيزية -الفصامية-
- الشخصية القلقة
- الكبت والقمع هل هما عوامل قوة ام ضعف في الشخصية؟
- الشخصية الشكاكة
- التعصب ..اشكالية في التفكير، اشكالية في السلوك
- الشخصية العدوانيةالمضادة للمجتمع - السيكوباتية-
- اللاعنف قمة التوافق النفسي
- الارهاب ..نزاع ضد الابرياء
- المعقول واللامعقول في العنف
- لِمَ العنف في العراق
- المرأة ..مدورة* الاحزان
- كيف يعالج الدماغ المعلومات


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية الاعتمادية Dependent Personlity