أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الحرب القذِرة














المزيد.....


الحرب القذِرة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضَعْ نفسكَ عزيزي القارئ ، مكانَ أبٍ .. تَمّزَقَ جسد ولده الصغير الى أشلاء ، في مدينة الصدر ، بفعلِ إنفجارٍ أعمى ، عندما كان عائداً من الدكان المجاور فَرِحاً بالنستلة التي إشتراها تواً .. ضعي نفسكِ مكان زوجةٍ في العامرية ، تنتظرُ عودة زوجها من العمل .. زوجها الذي لن يعود ، لأنه إحترق في إنفجارٍ مُرّوِع .. ضعي نفسكِ مكان اُختٍ في شمال الحلة .. خابرَتْ أخيها ، لكي يأتي ليأخذها الى الطبيب .. لكنه لم يَرُد على المُكالمة .. ليسَ لأنه كان خارج التغطية .. لكنه كان خارج الحياة كُلها ، لأن إنفجاراً غبياً ، باغتهُ في الطريق .. ضعي نفسك مكانَ اُمٍ في حي التسعين في كركوك ، بعثتْ ولدها الوحيد ، ليشتري لها كيلو طماطة وبعض البصل من السوق القريب .. فأعادوهُ لها مذبوحاً من الوريد الى الوريد ، لأن سيارة ملغومة إنفجرتْ وسط السوق .
أعلاه مُجّرَد أمثلة واقعية .. وهي تتكّرَر يومياً في بغداد والمحافظات .. أحياناً تستهدف التفجيرات الإرهابية ، مواقع للجيش أو الشرطة ، أو تغتال عنصراً أمنياً او مسؤولاً.. وعلى الرغم ان هؤلاء مواطنين أيضاً ، لكنهم على أية حال ، أما عسكريون أو موظفون في الحكومة ، والصراع قائمٌ ، إفتراضاً ، بين الإرهاب ومُمثلي الحكومة والدولة . لكن نسبة هؤلاء الضحايا ، قليلة .. مُقارنة .. بالمدنيين العُزَل ، والأطفال وطلاب المدارس وعُمال المساطر ومُرتادي الأسواق الشعبية والمُصّلين في المساجد .. الخ .. كُل هؤلاء ، يُشكلون الغالبية العُظمى من ضحايا العمليات الإرهابية .. هؤلاء البٌسطاء الذين لاناقة لهم ولا جَمل ، في قافلة العملية السياسية .. هؤلاء الأبرياء الذين لاعلاقة لهم بدهاليز السلطة .. هؤلاء الفقراء الكادحين ، الذين يكّدون يومياً من أجل لقمة العيش .. هؤلاء هم الذين يتساقطون يوماً بعد يوم .. جراء أحقر وأبشع حربٍ ممكن ان يتصورها المرء .. حرب يخوضها ، وحوشٌ ضارية يمتطون الشعارات الإسلامية ، ويركبون الدين والمذهب ، ويقتلون ويذبحون ، تحت راية الله أكبر .. حرب في منتهى القذارة .. بين مجاميع وعصابات إرهابية ، لايهمني تحت أي إسمٍ تقوم بأفعالها الخسيسة : دولة العراق الإسلامية / جيش الطريقة النقشبندية / كتائب المجاهدين / الجيش العراقي الحُر / عصائب أهل الحق / حزب العودة / ميليشيات الاحزاب المتنفذة / والعديد من التنظيمات الأخرى .. من جهة .. ومن جهةٍ اُخرى ، أطفال ونساء وشباب وعمال وبائعين في الأسواق وتلاميذ وطلاب وأصحاب محلات ... الخ .. حربٌ غير مُتكافئة : بين مُدججين بالسلاح مُحمَلين بالمتفجرات مُعبَئين بأفكار تكفيرية في رؤوسٍ خاوية .. وبين جماهير من الشعب العراقي الأعزل ، في بغداد والموصل والأنبار وكركوك والحلة والبصرة وبعقوبة وصلاح الدين .. الخ .
أسوأ عاهرةٍ .. أشرف من الحكومة التي تعجز عن حماية المواطنين العُزل ، بعد مئات المليارات التي صرفَتْها على التسليح والشرطة والجيش والإستخبارات وأجهزة كشف المتفجرات .. بعد كُل الوعود بتحسين الوضع الأمني .. ايها القائد العام للقوات المسلحة .. يا رئيس الوزراء .. ايها القابض على الحُكم منذ سنوات .. كيف تنامُ في الليل ؟ كيف تجرؤ ان تغمض عينيك ؟ ألا ترى في منامك .. حجم المآسي اليومية التي تحدث ؟ .. أن دم مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء في طول البلاد وعرضها ، في رقبتِكَ .. أنتَ وشركاءك في الحكم والسُلطة .. فلا فَرق بينكم ، وبين الإرهابيين ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العمال في قنديل .. ملاحظات عامة
- ( طالباني ) يوم الدِين !
- منصب رئاسة أقليم كردستان
- الجهاز العجيب
- الأمور المعكوسة
- أحاديث في التاكسي
- الثابت والمُتغّيِر .. كُردستانياً
- الفرق بين يوخنا وشموئيل
- أبو فلمير
- العنزة .. والخروف
- ضُعفٌ وهَشاشة
- بعض القَساوة
- التعبُ من فعلِ لا شئ
- ملاحظات على نتائج إنتخابات مجالس المحافظات
- العراقيين .. والخيارات الضيقة
- إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- تصعيد خطير في - الحويجة -
- اللعب بالشعوب والأوطان
- سَفرة ربيعية ، للشيوعيين وأصدقاءهم
- - السارقون - في دهوك


المزيد.....




- -كأنه منطقة حرب-.. فيديو شاهد يظهر عمليات الإنقاذ بحادث اصطد ...
- فيديو يُظهر ما يبدو لحظة اصطدام طائرة الركاب وهليكوبتر وسقوط ...
- عربات طعام بنكهات أصيلة واستوديو متنقل..كيف جذب هذا الحي في ...
- السعودية.. فيديو مخالف للآداب العامة يثير تفاعلا والداخلية ت ...
- ترامب يعلق على الحادث الجوي المروع في واشنطن (فيديو)
- زيلينسكي يحيي ذكرى الجنود الذين تصدوا للهجوم البلشفي في يناي ...
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بـ16 تهمة ...
- لحظة اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب قرب مطار رونال ...
- -واتساب- يواجه في روسيا غرامة قدرها 18 مليون روبل
- -ولادة عذرية- نادرة لسمكة قرش تثير حيرة العلماء


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الحرب القذِرة