أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ليديا يؤانس - تمرد أصحاب الحق














المزيد.....

تمرد أصحاب الحق


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 04:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


جبهتان واحِدة أعطت، والثانية أخذت. واحدة تدمرت، والثانية إمتطت جواد السلطة. واحدة فقدت كل شئ إلا وطنيتها وإنسانيتها، والثانية كسبت كل شئ ولكن خسرت مصداقيتها وإنسانيتها ووطنيتها. هذا هو وضع الشارع المصرى الآن.

هب الوطنيون المصريون الشُرفاء الذين عانوا مايقرب مِنْ الثلاثون عاماً مِنْ الظُلم والإستبداد وإهدار الكرامة ليسترجعوا حقوقهم وليطالبوا بآدميتهم داخل وطنهم فكانت ثورة 25 يناير 2011، وفرح الشعب وخاصة الشباب الذين يمثلون حوالى 25% من نسبة عدد السكان بالرغم من أن حوالى نصف هؤلاء الشباب فقراء. بدأوا يحلمون بالحياة السعيدة بعد الثورة ولكن قد تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فجاءت الغربان لتخطف الأحلام وتسرق الآمال.

المصريون شعب صَلْبْ أصيل عريق يحمل في جيناته حضارة 7000 سنة. شعب مصر لا يعرف الإستسلام أو الهزيمة وخاصة الشباب الذى يتميز بالجُرأة وقوة الإرادة فتواصلوا عبر المواقع الإلكترونية وأخذوا العزم على أن يستردوا ثورتهم التى سُرقت مِنهُمْ.
تقول بعض الآراء أن كثرة المظاهرات والإحتجاجات والإضطرابات تعطل مسيرة التغيير والإنتاج وهذا بالطبع صحيح ولكن كيف تزرع في أرض خربة وتتوقع ثمر.

جبهة إمتطت جواد السلطة ولم تُحقق أهداف الثورة التى هي ببساطة "عيش.. حرية.. عدالة." جبهة بدأت تُصادر الحُريات وتحتكر السُلطة وتعتقل المُعارضين وتتجاهل مطالب الشعب وتحويل مؤسسات البلد إلى مؤسسات إخوانية.

الشباب بدأوها بفكرة ولِدتْ مِنْ المرارة والحسرة التى تضطرم بداخِلهم على وطنهم الحبيب وعلى الذى وصلوا إليه على مدى سنتين. فكروا في أن يتمردوا ليس لأنهم مُشاغبين أو حاقدين أو مأجورين ولكن لأنهم أصحاب حق!

فكروا في أن يجمعوا توقيعات مِنْ كُل فئات الشعب لسحب الثقة مِنْ الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية طالما أن أحوال البلد والشعب تنحدر مِنْ أسوأ إلى الأسوأ. لم يكتفوا بالتوقيعات عبر المواقع الالكتونية وبين الأصدقاء. لم يكتفوا بالأحاديث الصحفية واللقاءات التليفزيونية. بل نزلوا للشارع المصرى بكل فئاته، العمال والفلاحين والفقراء والأغنياء والمثقفين والجهلاء والمتعلمين والأميين. نزلوا لأصحاب الحق الحقيقيين يخاطبونهُم بلِغة المُعاناه التى يُعانون مِنها.

أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل زهور مصر الذين أستشهدوا وضاع حقهم بإستهتار أو بسبب تعمد المسئولين. أنهم أهل وأصدقاء وأحباب الشهداء.
أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل غياب الأمن والأمان والتعديات على الآمنين وتوقيع العقوبات على المواطنين بدون أى مُحاكمات قانونية بل كل مَنْ تُسول لهُ نفسه يسِن الشرائع والحُدود ويُطبقها على الناس بدون أى رادِع أو مُساءلة مِنْ الأجهزة المعنية.
أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل الوضع الإقتصادى المُتدهور فمات الفقير مِنْ شدة الفقر وتعطلت مصالح الأغنياء.
أصحاب الحق يتمردون ضد الدستور الذى كتبه المُرشِد وليس الشعب بكافة طوائفه.
أصحاب الحق يتمردون من أجل كرامتهم التى أهانها سيادة الرئيس بتسولهِ مِنْ بلاد العالم بحجة إنقاذ البلد مِنْ التدهور الإقتصادى.
أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل الشُرفاء المُعتقلين والذين ما زالوا يعتقلونهم في السجون ومِ ْالأساليب الوحشية التى تستخدم لتقييد الحريات وتكميم الأفواه.
أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل تلفيق التُهم للأبرياء والمُعارضين للسلطة لإجبارهم على السكوت.
أصحاب الحق يتمردون لأنهم يرفُضون تقطيع (التورته) أى مصر وتوزيعها على البُلدان المجاورة مثل قطر وحماس والسودان وغيرهم.
أصحاب الحق يتمردون لأنهم يريدون "مصرهم" كما عهدوها على مر التاريخ عملاقة ؛ منارة ؛ رائدة في الثقافة والفن والرقى.
أصحاب الحق يتمردون لأنهم يعيشون في إكتئاب بسبب الوضع المُتردى وبسبب العُقول المتخلفة التى تريد أن تحجِرْ على حريات الناس تحت أى مسميات.
أصحاب الحق يتمردون لأنهم ببساطة محتاجين أن يعيشوا ويستمتعوا بحياتهم في وطنهم الذى كان يُقال عنه "عمار يامصر."
أصحاب الحق يتمردون لأنهم يريدون أن يعيشوا في أخوه ومحبة مع بعضهم البعض كما كانوا على مر الزمان. أنهم يمقُتون أساليبكم الشيطانية لزرع الفرقه والحقد بين الناس.
أصحاب الحق يتمردون لإن الساكِتْ عن الحق شيطان أخرس.

ليكن معلوماً للجميع أن أصحاب الحق هُم الذين أعطوا حياتهم لكى تعيش مصر ؛ هم الذين سفكوا دماءهم لكى تنمو وتترعرع مصر ؛ هم الذينً تبعثرت كرامتهم في الشوارع والميادين والسجون والمعتقلات لكى تسترد مصر كرامتها وتستعيد مجدها.



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عايزين نِفرَح!
- لماذا تبكين؟
- مِنْ -بَرْ- ل -بَرْ- وَالمِسكِينْ لَيسَ لهُ بَِرْ
- ََتسَاقَطَتْ الآمَالْ وَلَكِنْ!
- هل بِصلب يسوع المسيح غُفِرتْ كُلْ الخَطَايَا؟
- مِنْ أى روح أَنتُمْ؟
- الشَيطان فَقَدَ عقلهُ
- أَطفَالْ بُؤسَاءْ
- كَيفَّ يَكُون هَذَا؟
- الجُمعة العَظيمة أَمْ الحَزينة!
- مِحتَاجِينْ زِيَارةِ إلِهيةِ!
- النَاصِري والنَصَارى والنَاصِريِيِنْ
- العُنفْ دَليلْ الضَعفْ
- المرأة في مَحكَمِة الإنسانية
- هل هذا جوع جنسي ولا .......؟
- أرسلتُكُم للعالم لا لِتُهينوا العالم!


المزيد.....




- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترفض “سفن الإباد ...
- لا لإرهاب الدولة: العدالة لأبناء مطروح
- فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة
- مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
- وقفات احتجاجية للمحامين غدًا.. احتجاجًا على زيادة رسوم التقا ...
- ذكرى تحرير السوفييت لفيننا من النازيين


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ليديا يؤانس - تمرد أصحاب الحق