أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الخروف والثعلب














المزيد.....

الخروف والثعلب


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الـخـروف و الـثـعـلـب...
L’Agneau et Le Renard
من منا لم يقرأ في صغره أو بداية تعلمه للغة الفرنسية القصيدة ــ القصة للشاعر الفرنسي لافونتينLafontaine التي يروي بها قصة الخروف والثعلب. وكيف أن الثعلب لم يسمح للخروف بالدفاع عن نفسه, لأنه قرر التهامه. وهذه قصة أمريكا مع سوريا. قصة مريرة مؤلمة مرعبة مخيفة. لأن أمريكا التي ترعى مصالح الحكومتين التركية والإسرائيلية, وبدعوة ملحة من حكومتي قطر والسعودية.. تريد أمريكا ــ الثعلب الملعون الخبيث القوي التهام سوريا ــ الخروف الضعيف.. تاركة للذئبين تركيا وإسرائيل الحليفتين العتيقتين, إنـــهـــاء النهش والوليمة, من الجسد السوري المذبوح...
الحكومة الأمريكية برئاسة أبن عمنا باراك حسين أوباما, الذي تأملنا منه في بداية رئاسته حكمة وعدالة واتزانا وتوازنا, وسرعان ما تبين لكل عاقل منا أنه جاء لخدمة ودعم المصالح الصهيونية, والمصالح الصهيونية فقط لا غير.. مع وزير دفاعه ووزير خارجيته الماضي والحاضر. يدورون ويتنقلون ويحاضرون ويحضرون من سنين خنق سوريا وتشتيت شعبها. حتى إزالتهما نهائيا من خارطة العالم السياسية. لأن هذه الدولة السورية, لأن هذه الدولة بشكلها الحالي, لا تتوافق إطلاقا مع المخططات الأمريكية الحالية والمتوسطة والبعيدة الأمد... وخاصة الإسرائيلية منها والبترولية... لذلك يجب التهام هذا الخروف... ولو أنه يمثل مئات آلاف الضحايا البشرية...
أن يضرب الطيران الإسرائيلي مواقع مدنية استراتيجية بقلب سوريا... حـــلال ومسموح وطبيعي بتحكيم السياسة والإعلام الأمريكي, والإعلام الغربي الذي يتبع كـالـشـاة الغبية... وأن تحمي سوريا نفسها بمحاولة اقتناء تقنيات روسية حديثة... فهذا كــفــر وتعد وجريمة!!!... فاحكموا يا من تبقى من أهل العقل في الشرق والغرب وفي أية زاوية من هذا العالم التائه المجنون!!!............
***********
كلما حاولت هذه الدولة الصغيرة التي تدعى سوريا, والتي خصها القدر بهذا الموقع الاستراتيجي, على حدود فلسطين والأردن وتركيا ولبنان, وعلى البحر الأبيض التوسط مواجها لجزيرة قبرص... أردد خصها القدر.. والتقسيم الاستعماري إثر الحرب العالمية الأولى ومؤتمر سايكس بيكو Sykes – Picot. لم تر هذه الدولة منذ إعلان استقلالها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والانتداب الفرنسي عام 1945 .. لم تــر هذه الدولة أي استقرار, ولم يتمتع شعبها الذي ورث أقدم الحضارات, (ما عدا أيام الغزوات العربانية والبربرية المختلفة) بأي هناء وجودي, وتحمل العديد من الانقلابات العسكرية المتتالية التي تحركت غالبا بإشارات من سفارات أجنبية مختلفة. وكلما حاول أحد رؤسائها التخلص من الهيمنة الغريبة أو الغربية, أطـاحه انقلاب عسكري جديد.. وهلم جـر... ولم تتغير هذه الحالة المأسـاوية.. ولكن تغيرت أشكالها.. حتى حمل آخــرها وأخطرها وأشــرســهــا اسم الربيع العربي الذي طغى على قسم كبير من العالم العربي, بعواصف تــســونــامــي إســلامــي, اقتلع الأخضر واليابس وجميع آمال التغيير والإصلاح, عائدا بالدول التي عبر فيها إلى قرون الحجر, تاركا على طريقه ملايين الضحايا, وخرابا إثر خراب.. تحتاج الإنسانية الحقيقية الصالحة مئات السنين للترميم والإعمار...
كل هذا بتخطيط صهيوني ــ أمريكي, وبتمويل من دول عربية بترولية لا تحمل من آثار العربية, سوى العقال والدشداشة. وهي حليفة وديعة, أو بالأحرى عبدة مطيعة خادمة لهذا الحلف, فاتحة أنابيب نفطها, وأبوابها ونوافذها وحتى جوامعها ومشايخها لهذا الحلف.. مسخرة حتى فقهائها لإصدار الفتاوي الضرورية المتناسقة لهذا الحلف, ولو أنها مخالفة لكل دين واع حكيم.. حتى أنـهـا حللت قتل الأبرياء, وقتل المسلم للمسلم, بأمر من ملوك وأمراء, باعوا الكرامة والصدق والإنسانية, لقاء حماية الأمريكي والإسرائيلي لهم... أو لم تتساءلوا لماذا لم يعبر تسونامي الربيع العربي في السعودية أو قــطــر؟؟؟!!!... ولماذا عبر الدول التي نطقت.. أو حاولت النطق بــنــصــف لا... وغالبا محاولات لم تحمل أي حـزم متوافق مع دعم مفتوح من شعوبها التي لم تمارس بأي يوم من حياتها بأية مشاركة حقيقية ديمقراطية بإدارتها السياسية أو غيرها...وكانت غالبا تتبع المثل الهزيل الذي ورثته من أيام الاستعمار العثماني القائل : اللي بياخد أمي.. بــســمــيــه عـــمــي!!!...
ولقصتنا تــابــع...........
بــالانـتـظـار... بانتظار ما يجري على الأرض السورية من جراح ونكبات...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فظائع... وبرابرة.
- تصريحات مستر كيري.. ومصير سوريا
- هذا المساء... مناقشة... واختلاف...
- كيري و لافروف... لافروف و كيري...
- شر البلية ما يضحك...
- كتاب فرنسي عن دولة قطر
- يا بائعي الموت... دمشق لن تستسلم.
- وعن الحوار...
- أبناء عمنا.. باراك حسين.. حمد.. آل سعود.. وعبدالله
- على الأرض السورية... الإرهابيون (الشيشان) يخطفون الرهبان وال ...
- مشكلة إنسانية.. أية إنسانية؟؟؟...
- سوريا.. مأساة اليوم؟!...مأساتنا اليوم
- سوريا.. مأساة اليوم؟!...
- ماذا تنتظرون؟؟؟!!!...
- رسالة قصيرة للسيد هيتو
- بيت القصيد
- أشكال... وعقول... وغباء مرضي
- أبحث هن هذا الإله...
- سوريون... وافدون...مهاجرون
- سهرة سورية في مدينة ليون


المزيد.....




- بعد غضب ترامب من بوتين.. أول مسؤول روسي يزور أمريكا منذ بدء ...
- حقيقة الفيديو المتداول لمقاتلات أمريكية تحلق على ارتفاع منخف ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: نستعد لضربة كبيرة على إيران قر ...
- الحرس الثوري: تداعيات الرد الإيراني ستفتح فصلا جديدا في معاد ...
- ترند -لا أريد أن أكون فرنسيا- يغزو التيك توك.. فكيف رد الفرن ...
- فرنسا: المواجهة العسكرية تبدو حتمية إذا لم يتم التوصل لاتفاق ...
- من أوكرانيا لإيران.. سياسة ترامب المربكة
- طلاب جامعة موسكو يختتمون تدريبهم في العراق
- -بوليتكو-: ترامب أبلغ دائرة المقربين منه بأن ماسك سيغادر قري ...
- مصر.. مقتل شرطي في اشتباكات مع عناصر إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الخروف والثعلب