|
لا تظلموا جبهة النصرة
احمد عسيلي
الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 22:39
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
رغم الكثير من الحسنات التي لا يمكن ان ننكرها للفيسبوك الا ان ميزة الشير و الكوبي ربما غطت على بعض هذه الحسنات....فلا تجد صورة ما او مقطعا ما يضعها على صفحته احد المشاهير فيسبوكيا حتى تجد المئات من الليكات و الشير و الكوبي لما يقوله دون اي تأمل او تفكير...و تتالى بعدها موجات ضخمة ببغائية لما قاله هذا المشهور الفسيبوكي دون اي تقدير للاثر السلبي الذي يلحقه كل شخص بما ينقله على العميان و ربما يكون مشهد اعدام ثلاثة من ضباط الجيش في الرقة على ايدي عناصر جبهة النصرة دليل على ذلك فأولا و قبل كل شيئ اعلن انني ارفض هذا الشكل من الاجراء تماما لان الحق و العدالة لا تسمح القيام بذلك الا بعد حكم قضائي يسمح به لهؤلاء في الدفاع عن انفسهم...لكني بالمقابل لا ارى اي مبرر لمقارنة ما فعله اتباع جبهة النصرة بسلوكيات النظام او جرائمه و ذلك للاسباب التالية 1- رغم شناعة المنظر لكننا نلاحظ وجود طقوس لهذه العملية تحترم ارواح هؤلاء البشر...فثمة شخص يتلوا بيان يبرر به هذه الحق في هذا الفعل..و الاشخاص الذين تم اعدامهم عيونهم معصوبة و ذلك بهدف عدم التعرف عليهم بشكل كامل احتراما لذويهم و من اجل عدم السماح برؤية الخوف و الفزع الذي يمكن ان يكون قد ارتسم على وجوههم...و بالتالي العملية ليست بهدف الانتقام او التشفي... 2- احد هؤلاء الثلاثة قدمه وضع عليها الجبس و بالتأكيد لا يوجد ضابط في المعركة برجل مجبسة و انما تم وضع الجبس عليها لاحقا..اي انه تم مداواته و من ثم تنفيذ حكم الاعدام فيه و هو ما يتماشى مع تعاليم الاسلام الذين يتمسكون به....و هذا يعني ان هناك مجموعة قواعد و اصول يتعاملون بها......اي ان هناك اشخاص لديهم خبرة في اصول المحاكمات الاسلامية قد التزموا او اجبروا اعضائهم على الالتزام بها ربما تكون هذه الاصول و الاليات متخلفة بالنسبة لنا لكنها تحظى باحترام بالنسبة لهم و احترام يتماشى مع احترامهم و تقديسهم لحق الحياة....و لم يلتفت لهذا الجزئية حسب علمي الا صفحة تنسيقية دمشق....ربما لان المشرفون على هذه الصفحة لديهم علم و خبرة بطرق تفكير المجموعات الجهادية المتشددة......و الذي لا يملكه معظم مثقفيننا العلمانيين للاسف 3- اذا ما اجرينا مقارنة بين هذا المقطع بالمقاطع التي يقوم بها الشبيحة بالاعدامات الميدانية او بحلقات التعذيب للضحايا..نجد ان هناك فرقا شاسعا لطرق التفكر و الاحترام للروح الانسانية.....فلا بيانات تقرء لتوضح سبب هذا الاعدام..و لا عيون معصوبة و لا اي شكل من الطقوس التي تدل على رهبة الموقف....بل ان الكثير من المقاطع التي صورها الشبيحة انفسهم تظهرهم و هم يسخرون من الضحايا و ينكلون بهم ويتعمدون التشفي بهم....و لا يحاولون ابدا اخفاء معالم هؤلاء حفاظا على مشاعر اهاليهم....بل ربما ادرك حجم السخرية الذي ينتاب البعض من مجرد قراءة هذه الكلمات كمشاعر الاحترام او الخصوصية حيت يتعلق الموضوع بالشبيحة.....و هذا يدل على انه لا يوجد ابدا اي وجه للمقارنة بين سلوك نظام بشار الاسد و بين سلوك جبهة النصرة 4- دلل البعض على وجود طائفية لدى جبهة النصرة من خلال استخدامهم لمصطلح النصيرية في المقطعو ان هذه الكلمة دليل استهزاء بالطائفة العلوية التي ينتسب لها الضباط الثلاثة......و هذا امر ابعد ما يكون عن الواقع......فكلمة نصيرية جاء استخدامها حصرا لانها الكلمة المتواجدة في ادبيات الفكر الديني التراثي عن هذه الطائفة...و هي الكلمة التي كانت مستخدمة حتى الربع الاول من القرن العشرين من قبل ابناء الطائفة انفسهم.....و لأن الفكر الجهادي بمعظمه لغة و مضمون و طرق حياة و تفكير مستمد من تعاليم رجال دين عاشوا قبل هذه الحقبة فان استخدامهم لتلك اللفظة جاءت متوافقة مع اللغة الشائعة التي يستمدون افكارهم منها....دون اي هدف للاهانة او السخرية.....وربما يدل على ذلك انهم لم يلحقوا بهذا الاسم اي لفظ اخر كما تعودنا ان نسمع من فيديوهات الشبيحة من كلمات نابية طائفية او مناطقية او مسبات شخصية للضحايا 5- لاحظنا بالمقطع انه لم يتم تصوير اجواء العملية لا من حيث التجهيز للاجراءات و لا من حيث وضع جثث الضحايا بعدها....وما تم تصويره هو فقط فترة قراءة البيان و تنفيذ الحكم....فالهدف ليس الترويع او الاهانة لهؤلاء و لا نشر الفزع في قلوب الناس بل فقط تصوير العملية كاجراء قضائي و تم اطلاق النار عليهم بطلقة الرحمة المميتة فورا كي لا يتعرض هؤلاء للالم...اي لم يكن هناك اي نية في تعذيبهم باللحظات الاخيرة لحياتهم...... و بالنهاية ربما يكون هذا العمل مدان لانهم حسب الاتفاقيات الدولية يعتبرون اسرى حرب و لهم حقوق على الجهة المنتصرة و ليس لجبهة النصرة الحق الشرعي في مقاضاتهم بل عليهم الانتظار لجهة مخولة قانونيا القيام بهذه المهمة......لكنها للاسف الحالة السورية المليئة بالفوضى و انشتار حالة التسيب...و ايضا لان هاؤلاء الناس لا يعترفون بكل تلك المواثيق و المعاهدات الدولية.....و من هنا يمكن ان ينشأ الخلاف معهم لاحقا....لكن متى كان النظام ايضا يعترف بتلك المواثيق؟ اذن نحن كسوريين اصبحنا امام حالتين....كلتاهما يشتركان بعدم احترام المواثيق و الاعراف الدولية لكن احدهم يستمد فكره و سلوكه من تفسيرات للاسلام بشكلها المتشدد و الاخر ليس لديه اي قيم او فكر او اخلاق يستند اليها......و رغم اني لا اؤيد اي منهم.....لكن ايهم اولى بالاحترام و التقدير و ايهم ادعى للاحتقار ؟؟؟؟
#احمد_عسيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تصريحات رجل الدين الايراني مهدي طائب..........لماذا الان؟
-
الثورة السورية و الطب النفسي
-
بعض دلالات صفقة تبادل الاسرى في سوريا
-
الجماعات الاسلامية في ظل نظام الاسد
-
نبيل فياض و موقف الليبراليين من الثورة السورية
-
قراءات حول الفيديو المسرب
-
و انتصر اردوغان مرة اخرى
-
سأبقى عاشقا لايران
-
سورية.....ما الذي يطبخه لنا العالم؟
-
شيرين عبادي ... مذكرات الثورة و الامل
-
ادونيس... محاولة لقراءة نفسية في موقفه من الثورة السورية
-
من أجل وقفة شجاعة و صريحة
-
لست خائفا على مصر
-
النظام السوري و السياسة الامريكية في المرحلة القادمة
-
العلمانيون و النكسة الثالثة
-
ماذا لو لم يسقط النظام السوري خلال 6 اشهر
-
خارطة المأساة السورية
-
سورية و معركة الامعاء الخاوية......لماذا؟
-
قراءة نفسية لانتفاضة المسلمين ضد الفيلم المسيئ
-
هل من مستقبل للعلمانية
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|