أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - برنامج -أول الخيط- يكشف حقيقة التحرش بتمثيل مخادع من جنس الجانى لمساندة الضحية














المزيد.....

برنامج -أول الخيط- يكشف حقيقة التحرش بتمثيل مخادع من جنس الجانى لمساندة الضحية


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 20:23
المحور: الادب والفن
    


حين يقبع التمثيل فى حقيقة دوره فى الحياة، ويُقدِم بفاعلية قوية رسالته إلى المجتمع، ليخدم قضية هامة بطريقة مباشرة وصادمة لواقع قبيح، وحين يقوم بمواجهة جريئة بين التمثيل فى الواقع مع التمثيل على المسارح وخلف الكاميرات، فانه حتما يفضح قبح الممثلين على مسرح المجتمع، وهذا ما فكر فيه فريق إعداد برنامج "أول الخيط" فى محاولة متميزة لفتح ملف التحرش الجنسى، حيث قاموا بزرع مخبر فنى فى الشارع يعكس لنا تصرفات مجتمع يهرب من مواجهة الحقيقة، وذلك باختيار ممثل شاب يجول بعض شوارع القاهرة مرتديا ملابس أنثى، مستخدما فى دوره ملابس متنوعة تعكس فئات من الإناث لهن خلفيات اجتماعية مختلفة، ونكتشف معه أن هناك من الرجال فى مجتمعنا من هو مستعد أن يتحرش بإنسان لمجرد أن له إحدى مظاهر الهوية الأنثوية، حتى وان كان ذكرا يرتدى ملابس فتاة!!، حيث نرى بالنهاية كم أن الفن الحقيقى خادما للحقيقة وكاشفها للنور.

خطة التجربة

قالت الإعلامية لينا الغضبان مقدمة البرنامج أن ما حثهم كفريق للإعداد للقيام بتلك الخطوة، هو تلك الحوادث المتنوعة للتحرش خاصة التى حدثت فى أسيوط لفتاة واجهت نهاية مأساوية لقصة التحرش اليومية، حين حاولت أن ترُد الاهانة لمن تحرش بها فما كان منه إلا أن قتلها، وأنه لمن الغريب حقا هو حالة العنف التى باتت تسيطر على الشارع من معاكسات إلى انتهاكات جسدية ومطاردات، مما أدى إلى مبادرات عدة لمساعدة النساء والدفاع عنهن، وأضافت أن ما يقدمونه هو مشهد تقليدى يحدث يوميا، إنما هذه المرة الضحية ليست تقليدية.

حيث فكروا أن يأتوا بممثل شاب تكون لديه الجرأة أن يتنكر فى زى امرأة، وينزل إلى الشارع ليختبر بنفسه شعور المرأة عندما تتعرض لأنواع مختلفة من التحرش، وبعد أن تم إعداد الممثل للتجربة نزل إلى شوارع وسط البلد، وهى منطقة معروفة بحوادث التحرش المتكررة، وبدأوا فى متابعة ما يتعرض له من خلال كاميراتهم الخفية، ولم تمضى سوى لحظات حتى بدأوا فى رصد مضايقات وأشكال مختلفة من التحرش، ثم أرادوا أيضا أن يختبروا حقيقة ما يُقال من أن زى المرأة هو سبب فى التحرش، فألبسوه حجابا وأنزلوه مرة أخرى إلى الشارع لاختبار رد الفعل.

ذكر الفنان وحيد حمّاد بطل تلك المغامرة أنه قام بالعديد من الأدوار التمثيلية، إنما تلك المرة الأولى له التى يقوم فيها بتمثيل دور سيدة، وأكد على انه كان متحمسا كثيرا لتلك التجربة لأهميتها، وانه كان يفكر كثيرا فى قضية التحرش ويستمع دائما إلى شكاوى أخته ووالدته وصديقاته من ذاك الأمر، وانه شخصيا كان لديه تساؤل لما تطور الأمر إلى هذا الحد، وان ما يراه من تحرشات فى الشارع كان يضايقه كثيرا.

تحرشات بارتدائه للحجاب وبدونه

وبخصوص ما كشف عنه وليد وواجهه فى تلك التجربة قال انه تعرض لتحرشات متنوعة وألفاظ جارحة، حيث كانت المعاكسات فى كلتا الحالتين لملابسه بارتدائه حجاب وبدونه، ومن بعض الأمثلة على ما تعرض له وليد وكما شوهد بالتقرير انه فى حالة نزوله بدون حجاب، احد الرجال كان يصر على ملاحقته فى الشارع برغم امتناعه عن الحديث معه، وفى حالة ارتدائه للحجاب عرض عليه احد المارة أن يذهب إلى فندق ليكون بصحبة رجل مقابل ثلاثة آلاف جنية أو أكثر، كما أضاف أن هناك العديد من الرجال الذين توقفوا بسياراتهم له، ودعوه للركوب معهم برغم اختلاف فئاتهم الاجتماعية.

وأشار إلى انه لابد للفتيات أن يقلقن عند نزولهن إلى الشارع، لأنه بسبب كل ذلك تضطر الفتاة إلى أن تنبته إلى حركاتها ونظراتها وطريقة مشيها وتفاصيل أخرى كثيرة، وأضاف أن هذا لا يشعر به الرجال مطلقا عند نزولهم إلى الشارع، وقال انه عن نفسه لا يكترث إلى اى شئ من ذلك، إنما عندما قام بهذه التجربة وتجول فى الشوارع بملابس فتاة، وجد أن السير فى الشارع وحده يتطلب مجهودا كبيرا من الفتاة، على الصعيد النفسى والجسدى، وأصبح حال السيدات كأنهن محاصرات بعيون من كل الاتجاهات، وان ذلك شئ فوق طاقة اى إنسان أن يتحمله.

ثم وجه كلمة للنساء بأن الله يكون فى عونهن، وانه برغم مما مر به فى تلك التجربة وشعر بما تعانيه المرأة بنسبة ما، إلا انه من المستحيل أن يشعر بعمق ما يشعرن به.
وقالت لينا فى ختامها للتقرير، أنه من الصعب أن يشعر الرجل بما تشعر به المرأة حين تتعرض للتحرش، ومن الصعب أيضا أن تشعر المرأة بما يشعر به الرجل عندما يتحرش بامرأة، ولكن من السهل أن نفهم جميعا ولو نظريا أن الإنسان بغض النظر عن جنسه أن ينعم بالأمان فى الشارع.

التمثيل شفافية للواقع

وأخيرا نجد أن أهمية التمثيل فى حياتنا اليومية وقضايانا المهمة تتجلى بوضوح فى هذه المغامرة التمثيلية من فريق البرنامج ووليد لكشف الحقيقة، التى تحتاج إلى دلائل قاطعة لمواجهة المجتمع دون تملص من المسئولية، وردع للتبريرات المرضية التى تشجع الجانى على الاستمرار فى انتهاكاته والإفلات من العقاب، أما عن بعض ردود الأفعال والتعليقات السلبية التى وُجِهَت إلى الممثل الجرئ وليد، وانسياق البعض وراء حُجج جديدة من السخافات للتهكم من تلك المحاولة التى تتخذ دور الدفاع فى محكمة الواقع، فهى لا تدل إلا على عجز المتحججين والمتحرشين التى بدأت أصواتهم تعلو بهرتلات تشجع المستمع والقارئ إلى النظر إلى تلك القضية بمزيد من الموضوعية والتفكير العميق، فقد كانت تلك التجربة فعلا محاولة حقيقية كشفت بضوء فنى اعلامى عن رغبات سقيمة وقميئة تحتل هذا المجتمع.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرقة -جرامافون- عازف كمان وممثل بانتومايم يخاطبان المجتمع بم ...
- نداء للسامرى الصالح
- دماء غشاء البكارة والدورة كرامة للأنوثة
- رواية مياه الروح تكشف القناع عن الزيف الدينى وتعرض رجاء لمن ...
- متعصب وملحد متطرفان
- إهداء إلى أمهات لا يذكرهن احد
- فيلم -ساعة ونص- قراءة للواقع الانسانى المصرى ومحاضرة نفسية ل ...
- مع توفر لقب عاهرة أين العاهرون؟
- إله الأشرار بدعة
- صلاح الدالى يقدم توعية سياسية مبسطة بفن الاستاندأب الكوميدى
- بيان من مجلس إدارة الإتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحر ...
- لست أنا العورة .. انتم العورة
- بئس ثائر يحتقر المقهور وشعب هو هولوكوست وطنه لندرة الرحمة وو ...
- أصبحنا لا نقدس الحياة ولا نحترم الموت
- متى تصبح إنسانية المواطن المصرى قضية رأى عام؟
- تحدثوا عن الأحياء موتا ولو قليلا
- مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب
- لأننى مسيحية
- البحث عن الحقيقة إيمان
- سقوط وقيام هكذا أنا الإنسان


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - برنامج -أول الخيط- يكشف حقيقة التحرش بتمثيل مخادع من جنس الجانى لمساندة الضحية