أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في العقلية الخرفانية














المزيد.....

في العقلية الخرفانية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 16:23
المحور: كتابات ساخرة
    


توحد بين الخرفان، كل الخرفان، خصائص ثلاثة جوهرية: (1) المأمأة الموحدة، إذ كلما مأمأ أحدهم بشيء، أي شيء، ردد من وراءه جميع الآخرين في تقليد أعمى نفس المأمأة بالضبط، في نفس مرتفع واحد لدرجة تكاد تصم آذان السامعين؛ (2) الانقياد المطلق، إذ يكفي الراعي أن يسحب خروفاً واحداً من قرنيه لتتبعه كل الخرفان الأخرى في طاعة عمياء، حتى لو كان السير إلى حيث مذبحها ومسلخها جميعاً؛ (3) الشره القاتل، إذ لا تتورع الخرفان- حتى بعد امتلاء بطونها عن آخرها- عن أن تلتهم بشراهة كل ما يتاح لها إلى درجة أن الخروف إذا انفك من محبسه قد يتعرض من فرط الأكل إلى عرض مرضي يعرفه الفلاح المصري باسم "لكمة" يؤدي إلى إصابة الخروف بالإسهال الشديد الذي قد تعقبه الوفاة في أحيان كثيرة.

فور استحواذ الإخوان المسلمين بعد 25 يناير 2011 على مجلسي الشعب والشورى ثم، بعدها بقليل، على قصر الرئاسة اكتشفت أعداد كبيرة من المصريين، وأنا واحد منهم، أن هذه الجماعة الحاكمة أشبه بقطيع ضخم من الخرفان، إذ كلما تفوه أحدهم بشيء- حقيقة أو تلفيق، هادف أو عبثي، جاد أو تافه، صدق أو كذب، معلومة أو إشاعة- أخذ يردده الآخرون، كل الإخوان الآخرون دون استثناء، في تماثل وتوحد وبلاهة وغباء لدرجة أشبه بمأمأة الخرفان. الاختلافات والفوارق الشخصية الطبيعية، والصحية، وسط الأفراد الطبيعيين العاديين في الذكاء والمهارات والقدرات البدنية والتعبيرية تكاد تكون غير موجودة وسط الإخوان، ما يجعلهم في الواقع أقرب إلى قطيع من الخرفان المتماثلة منهم إلى الجماعة البشرية السوية التي لا يمكن أن تخلو من تزاحم وتنافس وتصارع بين أفرادها ومجموعاتها ومن ثم تجد نفسها مطالبة، إذا كانت تبغي التقدم، أن تدير سلمياً مثل هذا التنافس والصراع بطريقة إيجابية بناءة مفيدة للجميع.

يشهد التاريخ أن المصريين قد لا يتوقفون يوماً عن الشكوى والتظلم من الحاكم المستبد القوي، لكنهم رغم ذلك لا يتوقفون في الوقت نفسه عن حبه وتوقيره وإعلاء شأنه. في هذا الجانب، يمكن حتى أن يغفر المصريون لحاكمهم أصوله الأجنبية وشدة بطشه وتنكيله بهم، بشرط أن يكون قوياً ولا يبخل عليهم ببعض من ثمار هذه القوة الباطشة في المقابل. هكذا كان شعور المصريين ولا يزال، على سبيل المثال لا الحصر، إزاء حاكمين عظيمين مثل محرر القدس الكردي صلاح الدين الأيوبي ومؤسس مصر الحديثة الألباني الأصل محمد علي باشا. لكن ما لا يغفره المصريون أبداً هو أن يكون حاكمهم ضعيف، حتى لو صادف كونه واحداً منهم وكانوا هم أنفسهم الذين أتوا به. الأسوأ لا يزال أن يكون، بجانب ضعفه، منعدم الإرادة والاستقلالية أو مجرد خيال مآتة لآخرين أقوياء عنه يحركونه ويتخذون بالنيابة عنه قراراته المهمة في الظل. للأسف، حتى الآن قد أثبت الرئيس الإخواني بما لا يدع مجالاً للشك انقياداً مطلقاً لجماعته، المنقادة جميعها بدورها وراء واحد كبير آخر.

فيما يتعلق بالشره وحتى من قبل أن يتمكن الإخوان المسلمين من السلطة إلى المستوى المطلوب، قد تحولت أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية وأراضيها تحت حوافرهم إلى وسية كبرى لدرجة أن رئيسهم- لأول مرة في التاريخ المصري الحديث- يوشك على أن يبيع لنفسه خارج نطاق الدستور والقانون، بموجب مشروع قانون إقليم قناة السويس قيد المداولات حالياً، ما يقرب من ثلث مساحة مصر كلها كملكية شخصية له وحده يتصرف فيها وفي ريعها كيفما شاء!

بعد كل ذلك، ألا يحق التساؤل: ماذا ترك الإخوان للخرفان؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلام بالقسوة
- إيران الإسلامية في سوريا العلمانية
- مصر- بلد .....
- صناعة العبيد
- عودة عمرو
- صناعة الأديان
- السيسي بونابرت
- عبدة الشياطين
- في البحث عن صهيوني عربي
- أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية
- في حب إسرائيل
- إيران القنبلة النووية
- مصر تحت الاحتلال
- للزوجة نصف ثروة الرجل
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في العقلية الخرفانية