أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 09:02
المحور:
الادب والفن
آخر الأيام
أحمد زحام
لم يعرف أن الحرب إنتهت منذ سنين ، لذا ظل مختبئا تحت وسادته مغطى ببطانية قديمة تركها له الجندي الذي غادر الخندق بعد أن آواه ، مازال يعرف أنهم بالخارج يبحثون عنه ، عضه الجوع لكنه فضل النوم ، كله آذان صاغية .. طلقتان لا أكثر أردته قتيلا ، صرخ الجندي الذي يجاوره في خندقه هناك أعلى التبة : الله يخرب بيتك .. أنت قتلت يهودي
قال الضابط ذا الرتبة العالية : أمسكوه
جرى بما أوتي من قوة محتضنا سلاحه الميري .. طلقات الرصاص تحوطه حتى كادت أن تصيبه في مقتل ، لكنه كان يقفز كلاعب حبل في سيرك قومي حتى اختفى عن ناظريهم بسقوطه داخل خندق ، واراه جنديه داخله عندما علم بالأمر وأثنى عليه ، عندما غادر الجندي الخندق وجدهم يبحثون عنه .. سمع حديثهم بوضوح معه : هل رأيت جندي هارب ؟
: لا لم أره
: قتل يهودي .. مطلوب القبض عليه .. من بالخندق ؟
: لا أحد
: إذا وجدته هاته لنا حيا أو ميتا .. ستحصل على مكافأة .. سننهي خدمتك من الجيش ، وتعود إلى أهلك .. من أين أنت .. يادفعة ؟
: من أسيوط ..
: أجدع ناس ..
صدحت الموسيقى العسكرية .. فملئت المكان حزنا وهم ينكسون العلم ، ويؤدون التحية للجثة ، ويبتعدون بها عن المكان : هيا قم .. لقد انصرفوا .. هات بندقيتك .. سندافع معا عن هذا الخندق حتى آخر الأيام
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟