أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - قصص قصيرة جدًا














المزيد.....


قصص قصيرة جدًا


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 08:30
المحور: الادب والفن
    


1- الرجال والوطن
تعالى صوت شجارهما وهما يلعبان لعبة (الطاولي)، فقالت في سرها: ما بالهما يتشاجران كطفلين على لعبة لا أكثر؟ فبالأمس كانا رجلين، فهل نسيا بأن لكل منهما تاريخ حافل بالمنجزات وبأن لكل منهما شهادة محترمة ومؤطرة بخشب البلوط ومعلقة في صدر الديوان؟
أم تراهما يفضلان الشجار على (الطاولي) بدلاً من الشجار على الوطن؟ الوطن الذي لم يعد يريد رجالاً أكفاء، بل أضحى يفضّل رجالاً من ضمن "المحاصصة" كي يرضى عنهم ..
فجلبت لهما الشاي مع صحن من البسكويت في الصينية وهي تفكر: الأطفال يحبون قضم البسكويت أثناء اللعب..
2- تباهي
كان يتباهى أمامها وهو يعد الأنواط التي قلدها له الرئيس. كان يحدثها بزهو وافتخار عن مسيرة حياته التي لم تكن يومًا ملكًا له. فقال بصوت منتصر مطعم بالهزيمة: هذا النوط نلته في معركة "القادسية الثانية"، وهذا في "أم المعارك".. واستمر يريها الأنواط ذاكرًا المناسبات التي نال كل واحد فيها..
فقاطعته بسخرية: أتعرف بأن كل انواطك هذه مزيفة قالبًا ومضمونًا؟
حزت في نفسه كلماتها هذه، وأحس بأهانة وجهت له –بقصد او بدون قصد— من أعز انسانة على قلبه.. وفي اليوم التالي وجدته وقد شنق نفسه في غرفة من غرف الطابق الثاني في المنزل تاركًا رسالة من سطر واحد: ارجو ان تذكريني كل صباح وانت تشربين القهوة.
ومن يومها لم تذق القهوة أبدًا أبدًا!

3- سوق القيصرية
نساء كركوك يجتمعن كل صباح من جميع أركان المدينة في "سوق القيصرية" ليشترين ويبعن البضائع، أي ليستبدلن الحاجيات المختلفة— يبعن المهم ليشترين الأهم. وهي، مثل الكثير من النساء، ذهبت ذلك اليوم للسوق وبيدها ثوب زفافها مع بعض من الحلي المزيفة التي كانت تتزين بها لتغيض زوجات الرفاق الحزبيين في منطقتها، وكأنها تقول لهم: أنا ايضًا أملك حلي مثلكن! وبالرغم من زيفها، فهي تبدو وكأنها حقيقية!
بالإضافة لذلك كانت تحمل في حقيبتها بدلة زفاف زوجها التي لم يلبسها سوى ليلة العرس لأنه استدعي إلى "الأحتياط" في الجيش في اليوم الخامس من زواجهما.. وهكذا باعت الغير مهم—أو ما لم يعد مهمًا—لتشتري ماهو الأهم منه، واشترت ذلك الكتاب الذي كان يحلم ابنها باقتناءه في سنته الجامعية الأولى.. تذكرت ابنها وهو يشتكي عن صعوبة الدراسة حين يتشارك كل اربعة او خمسة طلاب في كتاب واحد.. وظلت كلمات ابنها معلقة في ذاكرتها، لذا فحفظت اسم الكتاب عن ظهر قلب، علمًا انها لم تكن تجيد القراءة.. وعادت الى البيت فرحة للغاية بعد ان حصلت على الكتاب بأقل سعر ممكن (بنصف السعر)، لأنها اشترته من استاذ جامعي شرع يبيع مكتبته قبل ان يهاجر من أجل عقد عمل في بلد بعيد..
وحين دخلت إلى المنزل وناولت الكتاب لإبنها، رأت غبطة كبيرة قد غطت وجهه- غبطة تشبه إلى حد كبير تلك التي رأتها على وجه زوجها يوم رزقت بابنهما هذا.. ولم تنسى ذلك اليوم أبدًا..



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيرة جدًا
- مرتين
- أنتحار آخر حمامة سلام
- رحيل عام ملعون وحلول عام العن
- حقل التفاح
- الملكية
- المرأة في بلدي
- بصحة لا أحد!
- الداهية والأدهى منه
- عرس في أطراف المدينة
- نعيق غراب ونافذة انتظار
- طرق بابي ومضى
- اللقاء الأخير
- نظرة ود عابرة


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - قصص قصيرة جدًا