أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - طرق لابتلاع الثورة السورية














المزيد.....


طرق لابتلاع الثورة السورية


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعاظم أشكال الهجوم على الثورة السورية وتتسع صيغها واحتمالاتها، كلما أخذت أبعاداً جديدة من التعقيد العسكري. ونلاحظ ذلك في سياق مؤتمرات تعقد داخلاً وخارجاً، إضافة إلى حوارات التي يدعو إليها سوريون وغيرهم حول"الحدث السوري". فهذا الأخير يرى فيه البعض حالة من الدعوة إلى تغيير المجتمع، دونما وضوح حول منظومة الأفكار والمفاهيم، التي يُراد لها أن تكون لصيقة بـ "الثورة". فإذا اعتبرنا هذه الأخيرة صيغة من "التغيير المجتمعي التاريخي"، وجدنا أن ذلك لا يخرج عن كونه ظاهرة تمر بها المجتمعات عموماً، ما يجعلنا نرى فيها أداة للتقدم، وهذا يظهر على صعيد سوريا، التي حيل بينها وبين التغيير الشامل والموضعي على مدى أكثر من أربعين عاماً.


وحين ننظر إلى ذلك في ضوء المصالح التي يمتلكها بشر وفئات وطبقات ومجموعات اجتماعية إلخ، فإننا سنتبين حداً ما من الإجابة على التساؤل التالي: لماذا يظهر حدث أو آخر كالسوري، بمثابته موضع خلاف بل صراع بين أولئك البشر، خصوصاً إذا أبعدنا عن النظر الدلالة المعرفية الخاصة بهذا الحدث، وتوجهنا إليه بصفة كونه بالتحديد، تعبيراً عن مصالح اقتصادية ومادية معيشية؟

على ذلك الطريق، وفي سياق بحث موضوعي وعيني لدور المصالح في حياة البشر، سيتاح لنا تبين ما أطلقه مثلاً وزير الخارجية الروسي من آراء حول الحدث السوري في المؤتمر الصحفي، الذي عقد بين الأخير ونظيره الأميركي في التاسع من مايو 2013. لقد قال: إذا أتيح للمعارضة السورية الآن أن تكسب المعركة مع النظام السوري، فإن ذلك سيؤدي إلى الفوضى وإلى مزيد من الصراعات الطائفية والمذهبية وغيرها. فالوزير الروسي المذكور أراد تذكيرنا بأن ما يحدث الآن في سوريا إنْ هو إلا حالة من الخروج على شرعية تاريخها الذي يمتد أطول من أربعين عاماً. وبهذا، يُقصي الوزير المعني عدة دلالات من الحدث السوري: 1- أول تلك الدلالات أنه بلد يعيش أربعين عاماً دون أن يكتشف قادته الضرورة القصوى لإصلاحه بكيفية فعلية وجادة، بالرغم من تعاظم الفساد والإفساد والاستبداد في قطاعاته المختلفة بشكل مرعب. 2) أما الدلالة الثانية، فتظهر بوضوح في حصر الخطر في جانب المعارضة دون إشارة إلى دور النظام في تكريس ذلك. فتحزب الوزير الروسي يبرز ساذجاً جارحاً متحيزاً حيال المعارضة السورية، مع الصمت على ما أنجزه النظام في تحويل سوريا بهذا الاتجاه التفكيكي. وإذ نرى هذا الرأي، فإننا لا نغفل الأخطاء التي ترتكبها المعارضة أولاً، كما لا ننسى الرسائل المتتالية التي أطلقتها مجموعات وأفراد سوريون باتجاه التنبيه إلى ضرورة الإصلاح الديموقراطي الوطني في سوريا، تلك الرسائل التي لم يقرأها النظام فحسب، بل ترك الباب مفتوحاً أمام حركة الفساد والإفساد والاستبداد تلك، دونما لجوء إلى المسائلة الحازمة والجادة تجاه ما يكرّس تلك الحالة على نحو أودى بالبلد إلى نمط من التصدع الكبير.

إذن، يريد الوزير الروسي أن يضع الثورة السورية في خانة التخريب، وذلك بصيغة الفوضى الهائلة التي ستحدثها في البلد، إذا انتصرت على نظام حول سوريا إلى مرتع للفساد والإفساد والاستبداد، إضافة إلى تخاذله أمام عدو العرب التاريخي على مدى أربع عقود، وعبر نظام أمني تقوده دولة أمنية تسعى إلى تجفيف منابع الرهانات التاريخية التقدمية في الوطن السوري الصغير.

وإذا كان مناصرو النظام السوري جاؤوا من موقع أحوال الفساد والإفساد والاستبداد والوقوف في وجه جموع الشعب السوري العاملة باتجاه فتح التاريخ السوري رغماً عن اللذين حاصروه وأغلقوه، واعتبروه حكراً على دعاة "السلطة الأبدية"، فإن أنصار فئات الشعب من المفقرين والمذلين والمهانين يمتلكون الشرعية التاريخية والأخلاقية والوطنية، رغماً عن فوكوياما ومن يأخذ بآرائه التي أغلقت التاريخ العام، وتركته مفتوحاً أمام التاريخ الأميركي.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بين السياسة والدين
- الرئيس المستقيل من حزبه
- الإصلاح «المغلق»
- سوريا... إلى أين؟
- الثورة السورية... إلى أين؟
- الانتفاضة السورية والسياسة
- عامان وبداية عصر جديد
- الحوار السياسي
- نكسة «نصرالله»
- قانون الاستبداد الرباعي!
- استراتيجية «الزمن التاريخي»
- عار اغتصاب النساء
- الثورة لا تتوقف عند السلطة السياسية
- العدالة العقلانية فوق الثأرية
- نقد أدونيس للثورة السورية
- النفق السوري المظلم
- الفكر السياسي و-الثورة-
- -الثورة السورية- والفكر السياسي
- هل المقاومة في صراع مع الثورة؟
- الثورة السورية في عيون المُناهضين


المزيد.....




- ترامب يوقع مرسوما بفرض عقوبات على الجنائية الدولية
- بيسكوف: لم تناقش روسيا والولايات المتحدة تنظيم لقاء بين بوتي ...
- وزير الدفاع السوري: منفتحون على استمرار الوجود العسكري الروس ...
- سياسي عراقي: انسحاب القوات الأمريكية من البلاد قد يتأخر
- -الغارديان- : ترامب سيضطر إلى مراعاة مصالح روسيا والصين
- الخارجية الأمريكية: نقل الفلسطينيين إلى خارج غزة سيكون مؤقتا ...
- خلافات بشأن حكومة لبنان: اجتماع لعون وسلام وبري ينتهي بلا تص ...
- الطيران الإسرائيلي يشن غارات على جنوب لبنان وشرقه رغم اتفاق ...
- دعوة للانتباه.. مسار ضم وتهجير الضفة بدأ
- جوا وبحرا.. كاتس يدرس السماح لسكان غزة بالسفر عبر إسرائيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - طرق لابتلاع الثورة السورية