أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - هنا القدس














المزيد.....

هنا القدس


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 14:09
المحور: الادب والفن
    


هنا القدس
هنا موطني وموطن كل العرب ..
هنا ولدت .. وسأبقى من القدس حتى لو حمّلتُ ألف عنوان ..
هنا مربط قلبي .. ومعقل روحي .. وبوصلة فؤادي .. وهوية لا تغير مساراتها الرياح القادمة من براثن الشر ..
هنا كان بيتي .. ولا يزال .. حتى لو سكنته قبائل الغجر .. وهذه طريق مدرستي .. طاهرة .. عفيفة .. مهما داستها نعال غريبة .. ومشت عليها أقدام لا تعرف معنى النقاء والطهر ..
هذا الحيُّ حيِّنا .. فيه بيتنا الصغير الكبير الممتد على شرفات الزهر .. وإلى الأمام منه بيت جارتنا أم الوفاء .. منه كانت تصلنا رائحة قهوتها وهي تغلي وتفور في مراجل الصباح ..
وإلى اليمين كانت تسكن جارتنا أم الفداء .. كانت ثائرة .. قوية .. لا تعرف للهدوء ولا للراحة طعماً .. كنتُ صغيرة جداً .. أقتربُ بفضول طفلة من باب بيتها لأستمع إلى تلك الأغنية القديمة الجديدة التي عشقتها أذني قبل قلبي وهي تنداح من مذياعها العتيق .. وصوت أم الفداء يصدح معها وقد يعلو عليها .. كان صوتها جميلاً جداً .. قوياً .. ثائراً .. وكنتُ أحبُ أن أسمع غناءهما معاً ..
وعلى كتف حيِّنا كان يقع بيت أم الأمل .. كانت جميلة ودافئة وحنونة .. لم ترزق بالأولاد فكانت تعتبرنا أولادها .. كانت في كل صباح تخرج إلينا محملة بقطع البسكويت المحلاة وتمدُّنا فيها .. وكنا بسذاجة الأطفال نعيد على مسامعها نفس السؤال ..
" هل عندك أولاد " ؟
فتجيب والحسرة تكسو ملامحها .. لم يرزقنا الله بعد .. نهزُّ رؤوسنا مع أننا لم نفهم بالضبط ماذا يعني قولها هذا ..
وفي أسفل حيِّنا كان هناك بيت جميل تسكنه عجوز هنية رضية يملأ الإيمان قلبها ويفيض النور من عينيها .. كانت دائماً تجلس على عتبة بيتها .. تحمل مسبحتها بيدها .. تسبِّح بيد .. وبالأخرى تمسح على شعرات الصغار الذي يقتربون منها يشتهون جلسة هادئة وادعة في حضنها .. كان كلامها قليلاً بترنيمة الدعاء .. ورائحة البركة .. قالوا إنها ماتت .. تركت بيتها فارغاً إلا من روحها الطاهرة .. ومن أطفال صغار لا يزالون يلعبون في ذلك الفناء ..
وكان بيت هنا .. وبيت هناك .. كلها بيوت تحمل عناوين وأسماءً .. كلها تملك هوية واحدة .. وقِبلة واحدة .. هي القدس ..
القدس .. ستبقى القدس قدسنا .. بحيِّنا .. بطريق مدرستي .. ببيتي وأشجار الليمون والبرتقال وفناجين القهوة تحت ظلال الياسمين .. وبغناء أم الفداء ..
" فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود

فدائي فدائي فدائي يا شعبي يا شعب الخلود

بعزمي وناري وبركان ثاري

وأشواق دمي لأرضي وداري

هنا القدس .. قدسي .. وستبقى إلى الأبد .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيسان .. ارحل .
- إلى نيسان
- محطات
- همسات نورانية جزء 11
- كنتَ حلماً
- الحقيبة الحمراء
- سلسلة جاهلية جزء1
- -لما عالباب منتودع -
- أيام عَ البال
- رسالة لم تكتمل
- الأماكن
- سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء 8 .
- البنفسج حزين .
- أسئلة مشروعة
- ... فاخلعيني .
- ورق
- أنتَ العيد
- حدائق اللوز
- أيها البدويُّ المتعب .
- سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء 7 ..


المزيد.....




- وفاة الممثل الأمريكي فال كيلمر عن عمر يناهز 65 عاماً
- فيلم -نجوم الساحل-.. محاولة ضعيفة لاستنساخ -الحريفة-
- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - هنا القدس