أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الأجل الذي يتوفَّاهم














المزيد.....

الأجل الذي يتوفَّاهم


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 23:35
المحور: الادب والفن
    



النوم من دون انفجارات ...


شعب غريب يحرّم على نفسه العيش في البرق ، ويتجمّهر تحت الأطلال
المُطلسمة للموتى . أسياده الثملون في قبضهم للأعطيات التي يقدمها العامة
والمثقفون ، في اجتيازهم للمخاطر من أجل الشفاعة المرجوّة ، يملؤون
بطونهم وعمائمهم الفظيعة بكلّ ما لا ترضى عنه الآلهة . المرتجى بعيد وفي
انتظارنا له ، نتعثَّر بالسهام والفراغ الذي يزمّجر في أيّامنا التي تفلحها نوائب
من نرجو منهم إعانتنا على النوم من دون انفجارات . متاهة عتيقة نضيّع فيها
العمر ولا يتجلَّى لنا أيّ شيء ممن ننتظر غفرانهم واحسانهم الينا ، وفي جلدنا
الرائع لأنفسنا وتعطيلنا لتجارتنا في كلّ موسم ، نسوّغ لأفاعي الله غرس حمقها
وجشعها في شعائرنا التي تتغطَّى بالرماد .



الأجل الذي يتوفّاهم ...







ضائقة مفجعة تُطبق علينا في حلجنا لقطننا في الظهيرة التي تنقصها حيازتها
للنسيم ، وجيراننا أكثر عرضة لحملات الزنادقة المأجورين الذين يسرقون ما
يوصى به الميت . احتفاظنا باسلحة من كفّوا عن سلب واضطهاد الأقلية التي
تعيش بيننا ، لا يلزمنا باعادتها اليهم . التناحر والحيازة والنفوذ ، تؤلب السفِلة
على عذوبة السهر في الأجل الذي يتوفّاهم وهم يفرطون في الحنوّ على ميراث
الاهانة . حشود ضخمة تتقدَّم في الجفاف وأسلحتها النفّعيّة ، تصلصل في نجودنا
المتيبّسة ، تزدري كلّ الاكراهات التي تقف في طرقها ، وتسخر منّا في طلب
العون من آلهتنا التي نرغمها على التحوّل للسكن في الزرائب . زيادة في الكارثة ،
يزعم الأعداء انّنا نخون الآلهة في حصادنا ونشجّع الطيورعلى الزواج الجماعي
في الأشجار الأمومية للكمثرى . أعذار إنجابية لا يتقبّلها كهنتنا في فزعهم من
أفعال الفاسقين ، ويطلبون منّا الثبات وإدامة الأنوال التي ننسج فيها موتنا .







إتمام الرحلة ...







تحفَّظات متبدّلة نبديها في الداهية التي تُصيب قطعان ماشيتهم ، وما يُعْزى لنا في
إثمارنا للأسقام بنبات الكتّان الذي ينسجون منه ثياب كهنتهم وزعماء قبائلهم ، لغو
باطل وتعوزه الأدلة ، لكنّنا نحرّض فتياتهم الشابات في حرثهن لزعرور الحبّ بين
أثدائهن ، على الزواج بعيداً عن الجماعة . في مناقع الرز حظوظ دائمة لا متساوية
تُلازم الأدلاء وهم يُبوّقون للرحَّالة بين الشقوق المجهولة للنجوم ، وما يلزم الغريب
في خطفه لمرآة حظَّه ، إتمامه لشهادة موته قبل نفخه الأيّام الخفيضة لرحلته .







حديقة عدن ...








انتطموا معنا بين صفّ طويل للأشجار في الهاجرة . إمتعاضنا منهم في دفن
وفياتهم بالتبن ، يغيضهم ويصحبهم الى الليل ، لكنّهم يكتمون ما يتألمون منه ،
وفي حسدهم لنعمتنا التي تغدقها علينا آلهتنا المعظَّمة ، يعوّضون نقصهم لنضارة
وجوههم التي لفحتها مصائبهم ، باجهاض أشجارنا الحبلى بالدراهم والثياب
والعافية . أنشطتهم في يومهم الذي يخلو من الروائح والطعوم ، صلاة معبأة
بالشكوى من اقتلاعهم عن أرضهم التي تُغنَّي فيها اليراعات ، وكلّ ما يعطيه
لهم كهنتنا من محاصيل الصيف ، لا يكفيهم ويتقدّمون بمطالب أخرى ،
وإعطاؤها لهم يزيد في كراهيتهم لنا . مضاعفتنا للأشياء التي ننذرها الى الآلهة
في أعقاب كل ولادة ، تخفّض الجزية عنّا في دخولنا حديقة عدن .






12 / 5 / 2011



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتياط من الطوفان
- ما يطمح اليه الغريب في بابل
- في اخوّتنا للأشياء المفزعة
- احتياجنا للكتَّان في يوم العيد
- العصي التي يضربنا بها الكهنة
- حبور عظيم للعرس
- نثرنا لرماد الموتى
- الأبواب العتيقة للربيع
- ما يلزمهم مع الزائل
- الورم الجميل للحظة موتهم
- بين السياج والبرّية
- كلّ حرب لها شائعة معروفة
- سهرنا في الريح مع الملُقّنين
- اطراء العفّة
- قسمتنا من الإرث
- في تنفيذنا مشيئة الموتى
- ما يتعاقب في أحلامنا
- قصر حياته مع الأغلبية
- تماثل طقسي
- قبل الطوفان وبعده


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الأجل الذي يتوفَّاهم