أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا -الرَّد الإستراتيجي- السوري!














المزيد.....

هذا -الرَّد الإستراتيجي- السوري!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ولحلفاء بشار تفسيرهم للضربة العسكرية الإسرائيلية في العمق السوري (في جبل قاسيون) ولعواقبها؛ ومسار الصراع في سورية الآن يجعلني أتحفَّظ كثيراً عن عبارة "حلفاء بشار"؛ فبشار، إنْ رَأَيْناه بعيون "الواقع الموضوعي" للصراع هو الآن من الضَّعْف بمكان، لا يَحْكُم ولا يقود ولا يُقاتِل، إلاَّ من حيث الشَّكل، أيْ من حيث "شكليات السيادة" لا أكثر؛ وهذا إنَّما يُلْزمني أنْ أصفه بأنَّه "حليف (وحليف ضعيف) للقوى التي تَحْكُم وتقود وتُقاتِل (باسمه)".
وجاء في هذا التفسير أنَّ بشار ضُرِب إسرائيلياً في جبل قاسيون (على وجه الخصوص) لأنَّه (وعلى ما يُزْعَم، إسرائيلياً، ضِمْن التفسير نفسه) ارتضى جَعْل سورية ممرَّاً لأسلحة (إيرانية) إلى "المقاوَمة"، أيْ إلى "حزب الله (في لبنان)". وينبغي لهذه الأسلحة (الجديدة) أنْ تكون من "النوع" الذي أثار حفيظة إسرائيل، وحَمَلَها، من ثمَّ، على أنْ تَضْرِب؛ فإنَّ كثيراً من السلاح (الإيراني) الذي حَصَل عليه "حزب الله" من قَبْل قد مرَّ عَبْر الأراضي السورية من غير أنْ يثير حفيظة إسرائيل بما يَحْملها على أنْ تَضْرِب سورية ضربةً بحجم ونوعية ضربتها الأخيرة.
و"الرسالة" التي حَمَلَتْها الضربة الإسرائيلية الأخيرة لـ "القيادة السورية"، بحسب هذا التفسير، هي: اقْتتلوا أيُّها السوريون إلى يوم يُبْعثون، فلن تتورَّط إسرائيل في صراعكم، ولن تنحاز إلى أيِّ من أطراف صراعكم؛ لكن على "القيادة السورية" ألاَّ تعبث بأمن إسرائيل بسماحها بمرور أسلحة (إيرانية محظورة، إسرائيلياً) إلى "حزب الله" عَبْر الأراضي السورية.
أمَّا السبب الذي حَمَل "القيادة السورية" على عدم الاكتراث، هذه المرَّة، لهذا "الخط الأحمر الإسرائيلي"، فيَصْلُح لتشويه "الثورة السورية"؛ وهذا السبب هو استمرار "أعداء المقاوَمة" من قوى إقليمية وعربية ودولية في "دعم" أعداء بشار في الداخل؛ فقرَّر بشار أنْ "يردعهم" بسياسة "إنْ دَعَمْتُم (أيْ إنْ واصلتم دَعْم) أعداءنا في الداخل نَدْعَم أعداءكم (بالسماح بمرور تلك الأسلحة التي تخشون، وإلى من تخشون).
لكنَّ بشار ضُرِب من غير أنْ يُبادِل إسرائيل ضربة بضربة؛ فهل من تفسيرٍ مكمل لتفسير الضربة نفسها لدى "المُفسِّرين أنفسهم"؟
نَعَم؛ ثمَّة تفسير؛ فـ "القيادة السورية"، التي أنْعَم الله عليها بـ "حاسَّة إستراتيجية" يحسدها خصومها عليها، فاجأت العالم بعدم اللَّعب بما يُوافِق "قواعد اللعبة الإسرائيلية"؛ فلَمْ تضرب إسرائيل بصاروخ "سكود"، ولَمْ تُسْقِط عليها برميلاً واحداً من تلك البرامبل التي تسقطها يومياً على رؤوس "أعوان إسرائيل في الداخل السوري"، ولَمْ تَمْزِج هواء إسرائيل بشيء من غاز "السارين"؛ فكل هذه الردود، وأشباهها، لا تليق بقيادة "هادئة الأعصاب"، "مرهفة الحسِّ الإستراتيجي"، "تَعْرف من أين تُؤكل كتف العدو"، وتعي "النيَّات الشِّريرة الخبيثة" الكامنة في دعوة خصومها لها إلى أنْ ترد الصاع صاعين لإسرائيل.
لقد ردَّت إستراتيجياً (قيل ذلك، ولم تقله هي نفسها؛ فهذا أيضاً ذكاء إستراتيجي حاد) إذْ "قرَّرت" أنْ تُسلِّح هي بنفسها "المقاوَمة"، وبأسلحة لم تحصل عليها "المقاوَمة" من قَبْل.
أمَّا "رسمياً" فإنَّ كل ما أعلمه هو أنَّ بشار (وفي خبرٍ بثَّه التلفزيون السوري) قرَّر فَتْح جبهة الجولان أمام "المقاومة الفلسطينية"، التي ينبغي لها الآن أنْ تُنفِّذ من الأعمال العسكرية (عَبْر الجولان) ضدَّ إسرائيل ما يجعلها تندم أشد ندمٍ على ارتكابها حماقة ضرب بشار في جبل قاسيون؛ ونحن في الانتظار!
وكِدتُّ أرتكبُ حماقة في تفكيري عندما قُلْتُ في نفسي متسائلاً: "ولِمَ المقاوَمة الفلسطينية؟"، "لِمَ لم تُفْتَح جبهة الجولان أمام المقاوَمة (الشعبية) السورية ما دامت الجولان أرضاً سورية تحتلها إسرائيل؟".
إنَّها حماقة تدراكتها؛ فـ "سورية الأسد" هي "قلعة المقاوَمة"، وهي لم تتوقَّف ساعة واحدة عن "مقاوَمة" إسرائيل؛ فجبهة الجولان إنَّما أغلقتها "سورية المقاوِمَة" في وجه "المقاوَمة الفلسطينية"؛ وها هي تفتحها على مصراعيها لها، لتتكامل "المقاوَمة"؛ فـ "سورية الأسد" تُقاوِم إسرائيل في الداخل السوري، و"المقاوَمة الفلسطينية"، والتي هي "أشباح"، تُقاوِم الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، أو تقاوِم إسرائيل على وجه العموم.
"المقاوَمة"، التي نُسِبَ إلى "القيادة السورية" أنَّها قرَّرت تسليحها، وبأسلحة لم تحصل عليها من قَبْل، إنَّما أفهمها على أنَّها "فِعْلٌ" يُكْسِب "فاعله" صفة "المقاوِم لإسرائيل"؛ وهذا إنَّما يعني أنَّنا مُقْبِلون على موجة من الأعمال العسكرية ضدَّ إسرائيل، تَظْهَر فيها فاعلية هذه "الأسلحة (السورية التي لم تحصل عليها المقاوَمة من قَبْل)"، ويعني، أيضاً، إذا ما تحلَّيْنا بمزيدٍ من فضيلة "السذاجة السياسية"، أنْ نرى هذه الأسلحة تَظْهَر في قطاع غزة، لا بَلْ في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفي الجليل والمثلث والنقب؛ فَلْتَنْتَظروا، يا أيَّها المقاوِمون في أرض فلسطين، ما يشبه طيراً من أبابيل.
إنَّني أُصدِّق، ولا أُكذِّب، أنَّ سورية ستُسلِّح بنفسها "المقاوَمة" بأسلحة لم تحصل عليها من قَبْل؛ لكنَّ هذه الأسلحة لن تَفْعَل فعلها إلاَّ في الداخل السوري، حيث "تخوض إسرائيل حرباً بالوكالة ضدَّ قلعة المقاوَمة"!
الصراع في سورية الآن إنَّما يغيظ الصديق ويسر العدى؛ فأحد طرفيه (أيْ بشار) يشكو قِلَّة في الرجال، أيْ في المقاتلين من أبناء سورية، وهو المُدجَّج بالسلاح من رأسه حتى أخمص قدمه؛ أمَّا طرفه الآخر (أيْ الثورة السورية) فيشكو قِلَّة في السلاح، وهو الذي لديه من الرجال والمقاتلين ما يفيض عن الحاجة.
لقد أعطوا الأوَّل ما يسد النقص لديه في الرجال؛ أمَّا الثاني فتركوه يعاني عواقب تناقضه: كثرة في الرجال، وقِلَّة في السلاح. وأنا لا أرى في هذا ما يشذُّ عن القاعدة؛ فإنَّ كل عدوٍّ حقيقي لإسرائيل، أيْ كل من يعادي في الوقت نفسه الاستبداد وغاصبي السلطة، يعاني دائماً عواقب التناقض نفسه.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوزن الحقيقي ل -تَفاهُم كيري لافروف-
- هل ثمَّة ما يُبرِّر خوفنا من الموت؟
- لماذا يصر نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنَّها ...
- شبابنا إذا حُرِموا -نِعْمَة- العمل!
- الظاهِر والمستتِر في الضربة الإسرائيلية
- في الجواب عن سؤال -الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية-
- -إنجاز- كيري!
- طريقتنا البائسة في التفكير والفَهْم!
- عيد -المحرومين في وطنهم-!
- مهاتير يُحذِّرنا وينصحنا!
- العراق على شفير الهاوية!
- أُمَّة تحتضر!
- عندما يتسَّلح العرب!
- في -الحقيقة-.. مرَّة أخرى
- كيري في جهوده -الحقيقية-!
- حتى لا يصبح هذا -الرَّقَم- حقيقة واقعة
- مصر التي تحتاج إلى استئناف ثورتها!
- مواطِنة أردنية تصرخ وتستغيث.. و-الدولة- صَمَّاء!
- أهو النسور أم فوكوياما؟!
- أوهام جماعات -الإسلام هو الحل-!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا -الرَّد الإستراتيجي- السوري!