أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - تجربة اليسار فى أمريكا اللاتينية















المزيد.....

تجربة اليسار فى أمريكا اللاتينية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 22:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى نهاية الثمانينات من القرن الماضى ومع تفكك الإتحاد السوفييتى شاع فى أوساط الإمبريالية ومنظريها أنها نهاية التاريخ والإنتصار النهائى والحاسم للأفكار الرأسمالية وإستكمال سيطرتها على العالم بلا رجعة، وجاء الرد غير المتوقع من الجانب الآخر للكرة الأرضية متمثلا فى شعوب الحديقة الخلفية للدولة الإمبريالية الأولى "الولايات المتحدة" وهى دول أمريكا الجنوبية والوسطى معلنة سقوط هذه النظرية وأن أعلام الإشتراكية ستبقى عالية وخفاقة رغم خرافة فوكوياما حول نهاية التاريخ.
إن النضال الثورى فى دول أمريكا اللاتينية مر بمحطات عديدة ما بين الكفاح المسلح ضد الأنظمة العسكرية الرجعية وداعمتها الرئيسية الولايات المتحدة، وما بين النضال السلمى والبرلمانى، وعلى رأس تلك التجارب تأتى الثورة الكوبية بقيادة فيديل كاسترو وتشى جيفارا حينما إكتسح جيش الثورة هافانا فى عام 1959بعد رحلته الشهيرة من جبال السيرا مايسترا ومصرع معظم من كانوا على ظهر اليخت "جرانما" الثمانين وبقاء 10 فقط منهم ولكنهم بمشاركة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعى والفلاحين الكوبيين إستطاعوا إسقاط الدكتاتور باتيستا بعد سنتين رغم الدعم الأمريكى المباشر واللامحدود للطاغية باتيستا، وبعد تلك الثورة الملهمة إنتشرت حركات الكفاح المسلح التى تتبنى النهج الماركسى فى معظم دول القارة الجنوبية، فمن الجبهة الساندينستية للتحرر الوطنى فى نيكاراجوا التى وصلت الى الحكم مرتين الأولى عن طريق الثورة المسلحة والثانية عن طريق صندوق الإقتراع، وجبهة فارابوندى مارتى فى السلفادور وجماعة إم 19 فى كولومبيا ومنظمة التوباماروس فى الأرجواى وحركة الفارك فى كولومبيا والدرب المضيئ فى البيرو وغيرها من التنظيمات الشيوعية التى تحمل السلاح، وقد دعم النظام اليسارى فى كوبا جميع هذه المنظمات فنيا وتدريبا وامدادا بالأسلحة وحتى القائد العظيم للثورة فى كوبا "أرنستو تشى جيفارا" قد قتل وهو يحارب فى صفوف الثوار بجبال بوليفيا.
فى ظل تلك الحركات الثورية المسلحة ولدت حركات مضادة للثورة كحركة الكونترا فى نيكاراجوا بدعم مباشر من الرئيس ريجان، ونشطت المخابرات المركزية فى نسج المؤامرات ودعم الديكتاتوريات العسكرية فى تلك البلدان مما تحول الى استنزاف مستمر لتلك القوى، مع إعترافنا بوجود كثير من الأخطاء فى جانب قوى الثورة منها الإنحراف اليسارى ورفض وإدانة أى شكل للتحالفات الجبهوية المؤقتة وتبنى موقف تنظيمى متشدد على حساب الديموقراطية، كل ذلك أدّى الى عدم بلوغ الثورة المسلحة لأهدافها كاملة.
رغم فشل التجربة الديموقراطية الأولى فى وصول اليسار للسلطة فى شيلى عن طريق الإنتخابات بعد وصول المناضل اليسارى "سلفادور الليندى" للحكم فى عام 1970 وتصدى المخابرات المركزية له بإدارة هنرى كيسنجر و دعم الثورة المضادة له بقيادة الدكتاتور"بينوشيه" وصمود الليندى دفاعا عن القصر الجمهورى حتى النفس الأخير، ولكن هذا لا يمنع من نجاح قوى اليسار فى أمريكا اللاتينية فى الكثير من الدول بطريق ديموقراطى ومن خلال بناء جبهة وطنية واسعة، وقد حدث هذا بالفعل فى فنزويلا عن طريق وصول هوجو شافيز للحكم و إيفو موراليس اليسارى فى بوليفياورافاييل كوريا فى الإكوادور وخوسيه موتشكا فى أورجواى وحتى وصول لولا دى سيلفا بميوله اليسارية وحزب العمال البرازيلى للحكم، وغيرهم الكثيرمن التنظيمات الإشتراكية وقادة اليسار فى كثير من الدول والبقية تأتى.
إن أهم المكاسب من تلك التجارب التى يجب الإستفادة منها تتلخص فى التالى:
1- إن الطريق الى قلب الجماهير ليس فقط من خلال برامج العدالة الإجتماعية بشكلها البحت ولكن يمكن أن يتم (كما تحقق من تلك التجارب) عن طريق برنامج جماهيرى يشمل أيضا قضايا البيئة ومطالب السكان الأصليين والمهمشين وسكان الجبال بالإضافة لتجارب النهوض بالأحياء من خلال اللجان الشعبية وتبنى برامج عملية وواضحة لحل مشكلة أطفال الشوارع من خلال برامج اكثر تنوعا وخصوصية.
2- لم يقتصر العمل الثورى على اللجان الحزبية وحركتها الجماهيرية فقط بل شمل منظومة واسعة من النقابات العمالية والنوادى الإجتماعية ومنظمات الشبيبة والنساء وحقوق الإنسان والمنظمات الشعبية فى الأحياء التى تطرح برنامج إجتماعى لتطوير هذه الأحياء وتشجيرها ووضع خطط بسيطة لتوزيع المواد التموينية وإقامة المعارض والأسواق وتشجيع الشباب والأسر المنتجة...الخ، وصارت الاحزاب الشيوعية لا تمثل قيادة الحركة بل جزءا مندمجا فى الحركة الثورية الشاملة.
3- رغم حقيقة الخلافات بين التيار الماركسى التقليدى ممثلا فى الاحزاب الشيوعية والمنظمات الماركسية الا أنه لم يحدث تناقض أو عداء بين تلك الاحزاب والمنظمات وحركات ما يسمى باليسار الجديد بل عالج الشيوعيون تناقضات الإختلاف بين الأجيال بحكمة وشجاعة منذ دخول الحزب الشيوعى الكوبى فى تحالف مع قيادات الثورة فى الجبال وتقديم الدعم اللوجستى والخبرات التنظيمية والحشد البشرى لها الذى لولاه لما تمكن الثوار من الانتصار.
4- تم إستبعاد الشكل المسلح من الصراع مع القوى الرأسمالية الدكتاتورية المدعومة بالامبريالية الأمريكية بشكل شبه مطلق والإعتماد على الصراع السياسى لأسباب عديدة أن شكل الحرب الشعبية لم يعد ملائما لروح العصر مع سفك الدماء وما يتخلله الصراع من أعمال عنف وممارسات غير إنسانية، ولذا فلم يعد مستساغا على المستوى الإنساني وحقوق الإنسان وحق الحياة هذا الشكل حيث يسقط دائما الكثير من الضحايا الأبرياء والأطفال،وهذا لا يعنى التقليل من دور الكفاح المسلح تاريخيا وأنه كان له الفضل الأول فى دحر الإستعمار و تحرير الشعوب المضهدة وما زال حقا مطلقا للشعوب المضطهدة لنيل حقوقها، لقد شهدت عقود الستينات والسبعينات من القرن الماضى سلسلة من حروب التحرير وشهدت أمريكا اللاتينية الحروب الشعبية وحرب العصابات ولاهوت التحرير وشهدت أيضا إنتصار الثورة الكوبية فاتحة الأمل لشعوب المنطقة فى تحقيق انتصارها الحاسم والنهائى على أعدائها.
5- لقد أثبتت تجارب القارة الثائرة فى جنوب أمريكا أن الإنتقال السلمى الى الإشتراكية ممكنا بل متاحا رغم شراسة العدو الإمبريالى ومؤامراته وآخرها فوز رفيق هوجو شافيز فى فنزويللا "نيكولاس مادور" وحزبه على ممثل اليمين، وإتجاه أحزاب إشتراكية فى دول أخرى لخوض الإنتخابات.
6- لقد أثبت درس التاريخ أن لا شيئ يذهب هباءا فنحن نحصد نضالات الآباء ونستفيد من تجاربهم، إن القوى الثورية فى أمريكا اللاتينية تحصد الآن ثمار غرس وضعه الثوريين العظام للثورة الكوبية بعدما يقرب من ستة عقود على إنتصارها، ورغم سنوات الحصار الطويل من القوى الإمبريالية فقد حققت الثورة فى كوبا بناء مجتمع متقدم صحيا وتعليميا ومتجانس طبقيا رغم الأخطاء وما زال عنصر إلهام ثورى لشعوب القارة وشمس تنير الأفق لبناء الإشتراكية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التاريخ الفضائحى للإخوان.. عبد الحكيم عابدين ونساء الجماع ...
- إغتيال حسن البنا ... حصاد العنف
- إيران والإخوان المسلمين
- يهود مصر .. عود على بدء (2)
- يهود مصر ..عود على بدء
- سؤال الوقت... كيف؟
- تحية فخر واعزاز الى أحفاد -محمد نور الدين-
- الإخوان المسلمون ..محنة رابعة أم جرس النهاية
- البلتاجى ...تلك الشخصية الغامضة.. طبيب أم جنرال
- ما أشبه الليلة بالبارحة.. بين مارس 54 ونوفمبر 2012 وتبادل ال ...
- الإعلان الدستورى الجديد شرعنة لدولة فاشية
- ساعة ونصف من المتعة والنكد
- من التاريخ الأسود للإخوان ...إن لله جنودا من حلاوة
- الصراع مع إسرائيل..والثورات العربية
- وحدة فصائل اليسار... وحتى لا تفلت اللحظة
- انتخابات المجلس الوطنى الليبى، أول إنتصار كبير للتيار المدنى
- عملية رفح... محاولة لتفكيك الحدث
- عملية سوزانا..فصل فى الصراع العربى الإسرائيلى
- القاعدة فى سينا..هل هى ظاهرة طارئه؟
- حديث عن البهائية والدستور


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - تجربة اليسار فى أمريكا اللاتينية