أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - البحث عن الغائب الحاضر -8- رواية














المزيد.....

البحث عن الغائب الحاضر -8- رواية


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


لكن كل شيئ أصبح اليوم مراقبا ، حتى نبضات قلوبنا أصبحت مراقبة ، فكيف يقول لي "أتمنى أن نلتقي في مكان يبدو فيه لقاؤنا عفويا " ؟ ،ألا يدرك أن هاتفه مراقب ، وهاتفي أيضا مراقب ؟ ، الا في حالة واحدة ؛ اذا كان يغير باستمرار بطائق التعبئة . كان يحدث نفسه سعيد وهو يبحث عن دقائق الأمور ، فالشخص ينتمي الى جهاز يُطْبق على مصير أكثر من أربعين مليون شخص ، واستطاع بدهائه أن يلف داخل عباءته البالية أشرس المعارضين وألمع المثقفين ، وهو بالتأكيد يتتبع خطوات المنتمين اليه خطوة خطوة . هل اكون دخلت في لعبة المتاهات الاستخبارية التي لا مخرج لها غير الموت داخل التواءاتها المعقدة . لكنهم رغم ذلك قد يتعقبونه حتى وان غير راقة الرقم التلفوني .
دخل سعيد في حالة طيش ذهني ، وأحس أن الأمر يزداد تعقيدا كلما فكر فيه ، فقرر دعوة صديقته سعاد للخروج من المكتب بحجة القيام باستطلاع لفائدة الجريدة .
علم نفسه كلما تعقد أمر مشكلة ما أن يتغافل عنها ويتناساها ، فالذهن البشري كعلبة رخوة ،كثيرا ما يتستعصي ايلاج بعض المكونات داخلها عبر مراكمتها ، لكن ترتيبها وتنظيمها قد يسع حجمها ، كما ان تلينها قد يوسع من حجمها ومداها .
طلب من الرئيس الاذن وخرجا .
كانت سعيدة منتبهة اليه ، وحدست شيئا ما غير طبيعي انخرط فيه صديقها الحميم . لم تستطع كتمان هواجسها ، فباغتته بسؤال عند باب العمارة :
- قل سعيد ، صارحني ، ماذا يجول في بالك هذه الأيام ؟
سمع سعيد سؤالها ، لكنه لم يشأ أن يجيبها ،فالأسئلة التي تجول في رأسه أكبر من سؤالها .
نبهته بالحاح الى سؤالها .
أجابها على عجل :
-لاشيئ ، لاشيئ .
عبرا شارع محمد الخامس . السيارات لاتفتر حركاتها في هذا الشارع . حركة الناس أيضا لا تفتر ، كل شيئ يتحرك هنا . ما زالت مدينة طنجة تحظى بحركات التاريخ الاستعماري . سكان طنجة الحاليون لا يدركون أن مدينتهم هاته كانت تشبه باريس بعد الحرب العالمية الثانية . دائما هناك حركات غائبة ، لا يتم التنبه اليها الا اذا انفجرت الفضائح عبر صحف كبرى ، وفي الأروقة والمكاتب الفاخرة .
هنا لايمكن أن تنقل هذه الأحداث عبر الصحف ، بل لا يتم تداولها الا بين الجنرالات وكبار المسؤولين الأمنيين . سرعان ما يتم تطويق أخبار الفضائح الكبرى . لكن طنجة دائما تغلي بأخبار الاستخبارات العالمية . صراع دولي يتم على أرضها ، ورغم ذلك لاشيئ يخرج الى العلن ، لا شيئ يطفو على السطح .وكأن هناك اجماع دولي على اخفاء ما يدور في بلد اسمه المغرب ، وفي مدينة اسمها طنجة . الملايير تنهب من هذه المدينة وتذهب الى الخارج عبر عملاء محليين بتنسيق استخباراتي مغربي ، وسكان المدينة غارقون في مشاكل بسيطة لا يدركون حجم الثروات المنهوبة منهم وأسباب فقرهم ومعاناتهم .
لايستطيع ان يخبرها بمغامرته المستقبلية وبموضوعه الذي يعتبره قنبلة في عالم الصحافة المغربية ، سيفجر المستور الذي طالما تم اخفاؤه بكل الوسائل . وأي خطأ قد يرتكبه لن يتحمل عواقبه الا هو ، رغم العلاقة القوية التي تربطه بها . ستتخلى عنه عند أول سقطة . وقد يفقد حياته جراءها . فصيده ثمين ويبدو أنه سيدخل سراديب الاستخبارات عن طريق صديقه القديم أحمد .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت الصباح
- فنجان قهوة مر
- فلسفة حق تقرير المصير-1-
- رحيل آخر جماليات النقد العربي : يوسف سامي اليوسف
- القطيعة الابستمولوجية :نحو فهم جديد -3-
- البحث عن الغائب الحاضر-7-رواية
- لن يحترموننا
- التهافت الاعلامي والاسترزاق الثقافي
- البحث عن الغائب الحاضر-6-رواية
- مملكة المعنى الغامضة
- حاولت مرارا أن أصيح
- القطيعة الابستمولوجية :نحو فهم جديد -2-
- تأويل الأولين
- للغياب رائحة الموت
- القطيعة الابستمولوجية : نحو فهم جديد-1
- البحث عن الغائب الحاضر -4-رواية
- لعنة البترول
- ساكسونيا المغرب **
- النظام البرلماني بالمغرب
- المغرب ومنهجية الأزمة


المزيد.....




- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - البحث عن الغائب الحاضر -8- رواية