أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ناصرجبر - هل نحن بدعة من الأمم: نحن نشبه من؟














المزيد.....


هل نحن بدعة من الأمم: نحن نشبه من؟


حسين ناصرجبر

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 18:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل نحن بدعة من الأمم: نحن نشبه من؟
لنسيح في التاريخ قليلا ... ولندخل ألمانيا في القرن الثالث والرابع عشر إذ كانت دولة تنعم بوضع اقتصادي وسياسي جيدين نتيجة تقدمها الزراعي والحرفي مكّنها من أن تلعب دورا تجاريا مهما كوسيط بين المدن الايطالية (التي كانت تمثل مركز ازدهارثقافي وتجاري إذ كانت نقطة انطلاق النهضة الاوربية الحديثة التي جاءت على أنقاض الدولة الرومانية بعد سقوط القسطنطينية) والفلاندرز وبريطانيا وبين روسايا وغربي اوربا.
لكنها تعرضت للانتكاس، بل لصدمة استراتيجية كبرى في القرنين السادس عشر والسابع عشر كان من نتائجها دخول المجال الالماني ((في مرحلة الانهيار الاقتصادي المتعدد الأوجه، فمع تحول طرق التجارة الدولية من المتوسط إلى المحيطات، وانتقال مركز الثقل السياسي والاقصادي من وسط أوربا إلى غربها، فقدت الحواضر الألمانية وأريافها مكانتها الاقتصادية السابقة، وذلك على خلفية انهيار انتاجها الحرفي والزراعي)) 1.
استمرت الغيبوبة الألمانية نحو قرنين من الزمن حتى نشوء المملكة البروسية عام 1701 على يد الملك فرديناند الثاني إذ شكلت هذه المملكة نواة الوحدة الألمانية لاحقا 2.
عمد فردريك الثاني إلى دعم الحرف والتجارة وتبنى سياسات جمركية بهدف تطوير الأنشطة الاقتصادية الداخلية إضافة إلى تشجيعه هجرة ألاف العوائل البروتستانتية من هولنداوالتشيك وسويسرا وفرنسا واسبانيا في مطلع القرن الثامن عشر إذ انتشرت هذه العوائل داخل مدن الدولة البروسية، لكنها لا تزال متخلفة قياسا ببريطانيا وفرنسا.3
من الناحية السياسية تعرضت المانيا لمجموعة من التحديات الأساسية فرضتها التحولات السياسية الفرنسية، فكانت الثورة الفرنسية (1789) وما نجم عنها من تحولات تشكل صدمة كبيرة للواقع السياسي والاقتصادي والثقافي الألماني، ومن ثم تبعتها لاحقا حروب نابليون في العقدين الأولين من القرن التاسع عشر.
خلال العقدين الأولين من القرن التاسع عشر اجتاح نابليون مملكة بروسيا ليكشف هزال وعجز النظام السياسي فيها، وقد رحب الشعب البروسي بالجيش الفرنسي مظهرا عدم الاحترم واللامبالاة بجيشه ودولته التي صارت دولة الملك فلم يكن بين الملك والشعب جسرا وتواصلا يربطهما فلقد كانت الحرب حرب الملك الذي لم يكن يعني للشعب سوى المزيد من الضرائب وتقديم الدعم للجيوش البروسية في حروبها المتعددة المهزومة دائما.4
هكذا ينجح الطغاة في تحييد الشعوب نتيجة استهتارهم بها وعدم اكتراثهم لما يريدون فيرد الناس بالتعالي أيضا وعدم الاكتراث المقابل وإن كان على حساب المصالح العليا المستلبة أصلا...إنهم يملؤون شعوبهم يأسا ويشبعونهم هزيمة....هذا ما فعله صدام أيضا بشعب العراق الذي رحب بالمحتل من غير محبة بالذل والاحتلال بل للخلاص من ذل أشد ونكد طال أمده....لسنا نبرر ذلك الترحيب بالاحتلال إنما نعرض واقعا تاريخيا يساهم في إيضاح الأمور.
غير أن تداعيات الغزو الفرنسي وما خلفه من مهانة وذل تجاوز حدود السلطة الحاكمة ليشمل كل طبقات الشعب البروسي دفع بالشعب إلى إجراء مراجعة شاملة للتصورات والقناعات في ما يتعلق بأوضاعه السابقة، فعلى سبيل المثال نلحظ أن الفيلسوف فيخته (1762-1814) والذي كان من أنصار الثورة الفرنسية، غدا بعد الاحتلال محرضا ضد المحتل، فهذا الفيلسوف فيخته وهذا هيجل.
وفي ما يخصنا في العراق، أقول أن على الشعب العراقي مراجعة أوضاعه التي تلت الاحتلال وتشخيص النتائج المتمخضة عنه مقارنة بما كان قبل الاحتلال في مصارحة مع الذات لمعالجة الخلل الذي انتاب الشخصية العراقية..وضبط المعايير من دون تحامل مسبق بل النظر بموضوعية تامة للشاكل كلها كي نخرج بصيغة صحيحة للتوافق في وجهات النظر بعيدا عن تأثيرات الممالك القريبة والبعيدة...فكلها بعيدة إذا كان العراق قويا معافى....
Histoire E’conomique des pas capita;ists, E’. 100, 1977, P: 345-347.(1)
(2) Ibid: 350.
(3) الضيقة، حسن، مقالة في الحداثة السياسية وإشكالياتها، في مجلة قضايا إسلامية معاصرة، السنة السادسة عشرة، العدد 49-50.
(4) Henri Denis, Histoire de la panse’e e’ conomique, P.U.E., Paris, 1977,P: 397, 465.



#حسين_ناصرجبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ناصرجبر - هل نحن بدعة من الأمم: نحن نشبه من؟