انتفاضة الشعب العربي الاهوازي مستمرة لليوم الخامس على التوالي والقتلى بالعشرات وسلطات الجمهورية الاسلامية الايرانية استهدفت موقع دراسات الاهواز وحجبت الحوار المتمدن

جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

استمرت انتفاضة الشعب العربي الاهوازي بعزيمة وإصرار لليوم الرابع على التوالي في ما تحاول أدوات القمع التابعة للجمهورية الإسلامية والمتمثلة بالقوات الضاربة من
الحرس الإسلامي الثوري والمليشيات المسلحة المعروفة بجماعات حزب الله و الباسيج إن تخمدها و إن تجبرها على الانكفاء.
ولعل ما يميز انتفاضة شعبنا هذه المرة على غيرها من الانتفاضات السابقة هو ذلك الإجماع الشعبي والتأييد الجماهيري الذي حضي به الداعون إليها، فلأول مرة في تاريخ الانتفاضات والمظاهرات الشعبية التي كانت تخرج في عهد الجمهورية الإسلامية نلاحظ هذا الاتساع والشمولية، فإذا كانت المظاهرات السابقة محصورة في مدن ومناطق رئيسية بعينها، نرى إن هذه الانتفاضة قد شملت البلاد طولا وعرضا وانتقلت مظاهر الاحتجاج إلى ابعد مدينة من المدن الاهوازية وذلك بداء بمدينة الأهواز مركز الإقليم إلى المدن الاهوازية الأخرى كعبدان والمحمرة ومعشور والخفاجية الفلاحية والعميدية والشوش والملاشية والحميدية وعبدا لخان وغيرها من ألأقضية والنواحي الاهوازية النائية.
ومن خصوصيات هذه الانتفاضة أيضا مشاركة كافة الشرائح والفئات والطبقات الاجتماعية فيها مما يؤكد على ترابط مسألتان مهمتان مع بعضوهما البعض هما ترابط الاضطهاد القومي مع الاضطهاد الاجتماعي، حيث مارست الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذان النوعان من الاضطهاد بحق شعبنا منذ إن تسلمت السلطة وحتى اندلاع هذه لانتفاضة المباركة.
ومن الأمور الهامة التي ميزت هذه الانتفاضة أيضا وجود قيادة حكيمة مجربة مدركة ذات بصيرة وبعد نظر لأدارتها وقد لمسنا ذلك من خلال البيانات والنداءات والتحاليل السياسية التي صدرت عن التجمع الديمقراطي العربي الاهوازي واللجنة المشرفة على تيسير الانتفاضة في الداخل، حيث اتسمت البلاغات الصادرة عنهما بالشفافية وحس المسؤولية وإدراك عميق بمشكلات ومعاناة الشعب العربي الاهوازي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ويأتي اندلاع هذه الانتفاضة اثر الاجتماعات والمؤتمرات التي تمت في المنطقة ولعل أهمها اجتماع جامعة الأهواز في اليوم العالمي للغة ألام والاجتماع الموسع الذي ضم الطيف الاهوازي السياسي والثقافي والذي عقد في نهاية الشهر الماضي حيث طرح الأهواز يين جملة من المطالب وقد نوهنا إلى هذا الاجتماع وذكرنا بنوده في الإعداد السابقة من الحوار المتمدن وموقع دراسات الأهواز.
لقد سدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أذنيها إزاء مطالب الشعب العربي الاهوازي السابقة والأخيرة واحدة من طين وأخرى من عجين وال أنكى من ذلك قامت بإخراج العديد من المواطنين من وظائفهم وعطلت جميع الصحف المحلية وعلى ندرتها بحجة أنها لا تأتي على ذكر كلمة الفارسي بعد الخليج كما أنها أبعدت العديد من الموظفين العرب دون رغبة منهم إلى مناطق داخل إيران من بينهم العاملين في سلك الجيش والشرطة وكأنها تستعد لعدوانها المبيت على أبناء شعبنا العربي الاهوازي.
وجاءت الوثيقة السرية التي أصدرها مكتب رئيس الجمهورية وما تحتويه من بنود تندرج ضمن سياسة التطهير العرقي ( راجع الإعداد السابقة من الحوار المتمدن للكاتب ) التي تحرمها الشرائع والقوانين الدولية وتتنافى كلية ومبادئ حقوق الإنسان لتكون الفتيل الذي أشعل هذه الانتفاضة المباركة.
ورغم إن السلطات الإيرانية قد غلبت مبدأ العصا على الجزرة في تعاطيها مع هذه الانتفاضة الباسلة، إلا أنها لم تتمكن وحتى ألان من كسر إرادة الشعب العربي الاهوازي ووقف انتفاضته رغم الخسائر الجسام التي لحقت بالأرواح والممتلكات.
وفي هذا المجال فقد أشار حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي في بيانه الثالث الصادر بهذا الخصوص إن عدد الشهداء الأهواز يين في الأيام الأربعة الماضية قد بلغ ما يقارب أكثر من أربعين شهيدا بمعدل عشرة شهداء في اليوم الواحد موزعين على النحو التالي 24 شهيدا في مدينة الأهواز وسبعة في مدينة معشور الصناعية و4 في ألحميدية و3 في الشوش عبدالخان وهذا العدد ونتيجة للتعتيم الإعلامي في تزايد مستمر فقد أفادت الإنباء الواصلة من معشور لوحدها إن عدد القتلى قد بلغ عشرين قتيلا إما عدد الجرحى فقد بلغ بالمئات والمعتقلين ووصل إلى خانة الآلاف.
على صعيد آخر استهدفت السلطات الإيرانية بخبرتها التكنولوجية موقع دراسات الأهواز وعطلت هذه الموقع الهام الذي كان يساهم في نشر الوعي بين الجماهير العربية الاهوازية ويمارس دوره الإعلامي في شرح قضية شعبنا منذ تأسيه قبل ما يقارب أربعة سنوات وحتى يومنا هذا على الصعيدين الإقليمي والدولي وقد جاء استهدافه هذه المرة بسبب تواصله مع أبناء شعبنا ونقله الدءوب والمستمر لأخبار هذه الانتفاضة الباسلة.
بالإضافة إلى ذلك أصدرت السلطات الإيرانية أمرا بإغلاق مكتب الجزيرة في طهران وأمرت بطرد مراسليها من إيران.
إن السلطات الإيرانية لم تكتف بممارسة إرهابها الفكري على المواقع الاهوازية وحسب وإنما عمدت وحسب معلومات مؤكدة 100% إلى حجب موقع الحوار المتمدن لمواكبته قضية شعبنا العربي الاهوازي حيث يشاهد متابعي هذا الموقع إثناء مراجعهم مكتوب بالفارسية " دست رسي باين سايد ممكن نيست " وهذا يعني انه لا يمكنك الدخول على هذا الموقع، الأمر الذي من شأنه إن يقطع شرايين الاتصال الإعلامي بين الداخل والخارج مما يسهل على سلطات الجمهورية الإسلامية تنفيذ مخططاتها ضد الشعب العربي الاهوازي في ظل تعتيم إعلامي مطبق مما يتطلب أدانه هذا الإرهاب الفكري وهذه القرصنة الإعلامية المنظمة ضد المواقع الاهوازية والمواقع التقدمية كموقع الحوار المتمدن.
وفيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية وعلى لسان ناطقها السيد آدم ارلي عن قلقها الشديد إزاء المجازر والمذابح التي تعرض لها أبناء الشعب العربي معتبرة ما يجري انتهاكا صارخا لحقوقهم القومية، تفيد أخر الإنباء المتوفرة لدينا إن مظاهرة كبرى اعد لها مسبقا قد انطلقت هذا اليوم ( الأربعاء 20|4|2005 ) في مدينة الأهواز وجهتها قطعان الحرس الثوري الإسلامي والمليشيات الفارسية بالنار والحديد حيث بلغ عدد القتلى ما يقارب الثلاثين قتيلا وعدد الجرحى بالعشرات والمعتقلين بالمئات .
من هنا فأنني أتوجه بنداء الاستغاثة و المظلومية إن يطلق موقع الحوار المتمدن حملة تضامن مع انتفاضة الشعب العربي الاهوازي و إن يساهم قراءه في فضح وإدانة قرار النظام الإيراني بحجب الحوار المتمدن عن قراءها في الأهواز وفي عموم إيران.

تحية إلى أبناء شعبنا العربي الأهواز ولانتفاضتهم المجيدة
وتحية لمن تضامنا معنا في هذه الأيام الصعبة المصيرية.

#جابر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات